ثورة الشذوذ
ظلت النظرة السلبية تجاه الجنس المثلى منتشرة فى المجتمع الغربى حتى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، عندما بدأت العلوم الطبية والنفسية فى التطور والتقدم، فتغيرت النظرة وحذفت كلمة إثم أو ذنب من القاموس الطبى ووضع مكانها لفظ quot;مرضquot;، وكمثال ربط العالم quot;كرافتquot; الشذوذ الجنسى بالتغيرات الجينية والوراثية وبالضعف الحادث فى الجهاز العصبى، ومع بدايات القرن العشرين حدث شبه إجماع من علماء النفس على أن الشذوذ الجنسى هو مرض يولد به الإنسان.
من هنا بدأت نظرة أكثر تسامحاً ولا أقول تعاطفاً مع الشذوذ حتى أن تقرير quot;ولفيندنquot; والذى نشر فى بريطانيا 1957 أوصى بإستبدال كل القوانين التى تجرم الشذوذ.
كان عام 1969 هو بداية الشرارة الثورية لعالم الشذوذ الجنسى وبدأت الثورة حين هاجم البوليس حانة فندق Stonewall فى شارع كريستوفر بنيويورك التى يجتمع فيها الشاذون جنسياً فإندلعت أعمال الشغب وإستمرت المظاهرات لمدة ثلاثة أيام متواصلة تنادى بحق الشذوذ، وتهتف بسقوط الرجعية الجنسية!!، ثم كانت تلك التواريخ الفاصلة الآتية نقاط تحول فى تاريخ الشذوذ الجنسى:
middot; 1970 الذكرى الأولى لثورة الSTONEWALL
middot; 1973 ألغت الجمعية الأمريكية للطب النفسى الشذوذ الجنسى من قائمة الأمراض العقلية.
middot; 1977 أصبح quot;هارفى ميلكquot; أول شاذ يعين مشرفاً على نشاطاتهم فى سان فرانسيسكو.
middot; 1981 بداية ظهور الحالات الأولى من الإيدز والذى لم تكن طبيعته معروفة حينذاك، ولذلك لم تتم تسميته.
middot; 1982 إنعقاد أول مؤتمر للشاذين جنسياً من الرجال والسيدات فى دالاس.
middot; 1983 النائب quot;جيرى ستودزquot; يعلن بصراحة عن هويته الشاذة جنسياً، ويصبح بذلك أول نائب فى الكونجرس يعلن ذلك (ملاحظة: أعيد إنتخابه مرة أخرى).
middot; فى العام السابق أيضاً تم إكتشاف 3000 حالة إيدز فى أمريكا وكان عدد الوفيات من هذا المرض 1283.
middot; 1987 خروج مظاهرة من 300 ألف شخص فى واشنطن للمناداة بحق الشواذ.
middot; 1989 إقرار زواج الشواذ جنسياً فى سان فرانسيسكو.
ومع الزيادة الرهيبة فى حالات الإيدز والذى كما ذكرنا من قبل ظنه الناس الضربة القاصمة للمثلية الجنسية، إلا أن الردود والحجج كانت جاهزة عند المثليين، بأن الإيدز أيضاً منتشر بين من يمارسون الجنس مع شريك من جنس آخر، أى ليس مقصوراً عليهم، ومازال الجدل مستمراً، ومازالت الحكومات الغربية تبدى تسامحاً شديداً برغم فوبيا الإيدز، إلا أن أقصى ما يفعلونه هناك هو توفير الواقى الذكرى والتعريف بمخاطر الإيدز حفاظاً على تقاليد المجتمع الليبرالى وعدم المساس بالحريات الشخصية لأفراده من وجهة نظرهم.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات