طلال سلامة من روما: قليلة إنما رئيسية وقادرة على التكاثر بصورة لامتناهية. نحن نتحدث عن خلايا المنشأ (Stem Cells) السرطانية التي تشكل 2 في المئة فقط من إجمالي الخلايا الموجودة في سرطان القولون. وعلى الرغم من عددها quot;الهزيلquot; إلا أنها المسؤولة الأولى عن تكون سرطان القولون. وتوصل الباحثون الإيطاليون، من المعهد الإيطالي العالي للصحة (ISS)، بقيادة البروفيسور quot;رودجيرو دي مارياquot;، الى هذا الاكتشاف الثوروي.

إن نتائج هذا الاكتشاف جوهرية لأن خلايا المنشأ هذه ستصبح الهدف المفضل والأساسي لأدوية محاربة السرطان، في المستقبل. وستتميز الأدوية المستقبلية بquot;ذكائهاquot; كون مكوناتها ستتوجه الى تلك الخلايا المسببة للسرطان، على وجه الحصر، دون إتلاف الخلايا الأخرى السليمة المحيطة بها. ويعتبر الاكتشاف مبشر. فسرطان القولون هو ثاني أكبر قاتل صامت، حول العالم، بعد سرطان الرئة.

وتركزت نظرية البحث حول تحديد ذلك العدد القليل من الخلايا المسببة لنمو الأورام وانبثاثاتها الثانوية أو انتقال الأورام من مقرها الأساسي الى أجزاء أخرى في الجسم. وتم التعرٌف على هذه الخلايا بفضل وجود بروتين معين، يدعى (CD133)، موجود في كل الخلايا السرطانية. بيد أن الباحثين لاحظوا وجوده بكميات عالية في خلايا المنشأ السرطانية.

وثمة نوعين من الخلايا الموجودة في سرطان القولون، المختلفين للغاية فيما بينهما. فالنوع الأول من تلك الخلايا، الذي يشكل مصدر 98 في المئة من الخلايا السرطانية، ينمو لفترة أقصاها أسبوعين. أما النوع الثاني، الذي تنبثق منه خلايا المنشأ السرطانية، فيشكل 2 في المئة من الخلايا السرطانية الموجودة في القولون وينمو بدون توقف. كما أن النوع الثاني أكثر عدوانية من النوع الأول.

إن التمييز بين هذين النوعين من الخلايا السرطانية تم quot;مختبرياًquot; بأسلوب علمي رائع وواعد من حيث الدخول الى معالجة كافة أنواع السرطان من بابها الإبداعي.

على صعيد تشخيص سرطان القولون، نسجل كذلك نتائج هامة. فاليوم، أصبح بالإمكان quot;إحصاءquot; عدد خلايا المنشأ السرطانية. واعتماداً على عددها، سيتمكن الإيطاليون في التكهن إن كان نمو سرطان القولون سيضحي quot;أسرعquot; أو quot;أبطأquot; في الشهور القادمة. عدا عن ذلك، بات من الممكن استكشاف نقاط الضعف لدى خلايا المنشأ السرطانية لأجل هندسة الأدوية الجديدة ابتغاء القضاء على تلك الخلايا.