السبب عدم التأقلم مع تناول الطعام
الدوار والتقيؤ قد يصاحبان الصيام

. مزاحم مبارك مال الله: من المؤكد أن نتوقع أن تحصل تغيرات غير مرغوب فيها في الجهاز الهضمي أثناء الأيام القليلة الأولى لبدأ الصيام، ومنها الدوار والتقيؤ، والسبب في ذلك وكما أشرنا إليه هو التغير المفاجئ الطارئ الذي يحدث وعدم قابلية الجهاز الهضمي على التكيف بالقدر نفسهمن السرعة مع المستجدات الحاصلة في الطبيعة الغذائية، وأن الأمر ليس عموميًا، أي لا يشمل كل الصائمين، وإنما نسبي بين الأفراد.
إن سبب التقيؤ هو رد الفعل النسيجي والخاص بالجهاز الهضمي، والذي لا يتأقلم مباشرة مع ساعات عدم تناول أي شيء ومن ثم القيام بتناول الغذاء الذي يحتاج الى فترة للتكيف مع طبيعته ومع عودة الهضم والإمتصاص.
إن الدوار والتقيؤ يحدث نتيجة للتأثر المباشر على الأعصاب التي تزود المرء والمعدة وتنقل الأيعازات من وإلى الدماغ. إن ميكانيكية الدوار والتقيؤ موقتة وتنتهي خلال يوم أو يومين.
أما الإسهال فهو إمتداد طبيعي للتغير الطارئ الذي يحصل على الجهاز الهضمي، ويحدث بسبب التغير الذي يجري على عملية إمتصاص المواد الغذائية، هذا التغير لا يحصل بمعزل عن التغير في طبيعة الإفرازات المعوية من أحماض وأنزيمات ومواد معقدة تدخل في هضم وإمتصاص الغذاء.
إن كل هذه التغيرات ربما تحدث من دون المغص المعوي أو معه.
وفي جميع الأحوال ومهما كانت الحالة، فإننا ننصح الصائم الكريم بأن يتبع الإجراءات البسيطة في مثل هذه الأحوال، وهي:
1.الإبتعاد عن كل ما هو عسر الهضم وثقيل على الجهاز الهضمي مثل اللحوم، الدهنيات وغيرها .
2.اللجوء الى تناول الشوربة الخفيفة ، مثل شوربة الرز الحمراء ، أو شوربة الخضر .
3.تناول شاي نومي البصرة .
4.تناول اللبن .
5.تناول بعض العلاجات الوقائية البسيطة مثل حبوب ضد الأسهال أو التقيؤ .
6.استشارة الطبيب .

غالبًا ما نسأل سؤالاً محددًا ألا وهو:
دكتور أنا عندي قولون هل أصوم، أو هل أستطيع الصيام؟
وهذا سؤال مشروع طبعًا، لأن الصائم الكريم ومن حرصه الشديد على أداء فرائضه فهو يرغب في معرفة إن كانت الحالة المرضية المعينة لا تتأثر بالصيام، وبالتالي فهو يخشى ألا يستطيع إتمام صيامه .
تذكرون أننا قلنا في الحلقات الأولى من الإرشادات الطبية الرمضانية أنه لا توجد أي حالة صحية تقف حائلاً دون الصيام إلاّ ما ندر، ومع ذلك فإن الأمر متروك الى الشخص نفسه والى القرار الذي يتخذه الطبيب المختص في بعض الحالات ، إضافة الى الوضع الصحي العام الذي يعيش به الإنسان، وعليه فهذا الكلام ينطبق حتى على حالة تهيج القولون ، إذ إن تهيّج القولون من الحالات المزمنة وكذلك فهي من الحالات المعروفة بل والشائعة بين الناس ، حيث لهذه الحالة علاقة مباشرة بالحالة النفسية للمريض .
إن تهيج القولون عبارة عن مجموعة من التغيرات الفزيولوجية الوظيفية في الجزء المهم من الأمعاء الغليضة ألا وهو القولون ، والقولون متكون من ثلاثة أجزاء ، القولون الصاعد ، القولون المستعرض والقولون النازل ، ولكل جزء من هذه الأجزاء وظيفة أو مهمة من المهام التي يقوم بها القولون بشكل عام . وفي جميع الأحوال فأن القولون هو الموضع الذي تتم فيه عمليات أمتصاص المواد الغذائية ، وبالتالي وجراء ذلك فان النتيجة الرئيسة التي تحصل هي تراكم الغازات بسبب الفعل المباشر للأنسجة المخاطية المبطنة للقولون وبسبب الإفرازات التي تفرزها مكونات تشريحية خاصة بالقولون. إن تهيج القولون وكما قلنا حالة مرضية معروفة تتأثر بشكل مباشر بالحالة النفسية والعصبية للمريض وفي بعض الأحيان تتأثر بطبيعة الغذاء الذي يتناوله، ومع ذلك فإن المريض يستطيع أن يحدد الحالات التي يتأثر بها، وكذلك طبيعة المواد الغذائية التي يتناولها، ولهذا فإن المصاب بتهيج القولون يعرف نفسه بل يقولون إنه طبيب نفسه .
إن تهيج القولون يمتاز بآلام حادة ومبرحة في البطن كلها سرعان ما يتركز في الجهة اليسرى السفلى ويكون مصحوبًا إما بالإسهال أو بالإمساك، وفي الغالب من الأحيان بتناوب الإمساك والإسهال مع وجود الغازات وبكثرة، حيث ينتفخ البطن بشكل ملفت للنظر. أما في حالة الصيام فلا نستطيع أن نمنع أحدًا من الصيام ولكن نستطيع أن ننصحه بما يلي :
1.الإبتعاد قدر المستطاع عن التوتر العصبي .
2.الإبتعاد عن المواد الغذائية التي تسبب تهيج القولون ، حيث يستطيع كل صائم أن يحدد هذه المواد بشكل منفصل عن باقي المرضى ، إذ لم تُحدد مواد غذائية بعينها بشكل ينطبق على كل المرضى .
3.ولكن بشكل عام فإننا ننصح بالأبتعاد عن البهارات والمخللات .
4.والإبتعاد قدر المستطاع عن الدهنيات والبروتينات الحيوانية ، أي اللحوم الحمراء ( لحوم الغنم والعجل ) والأفضل تناول الأغذية النباتية .
5.إن التدخين يعد واحدًا من أهم مسببات تهيج القولون .
6.وكذلك فإن أدوية المفاصل والتي تؤخذ عن طريق الفم تؤذي الجهاز الهضمي بشكل عام .
7.من الممكن إستخدام بعض العلاجات المهدئة .
8.ومن الأفضل مراجعة الطبيب المختص .