طلال سلامة من روما: تتعلق الذاكرة الجيدة بالقدرة على تصفية المعلومات ولا تنحصر فقط على القدرة على خزن هذه المعلومات. إذ إكتشف فريق من الباحثين السويديين، في معهد quot;كارولينسكاquot;، منطقة في الدماغ، أطلق عليها اسم quot;مصفاة المعلومات السطحيةquot;، قادرة على انتقاء الذكريات وخزن الأشياء الأكثر أهمية مما قد يفسر لنا كيف يملك البعض ذاكرة أفضل من ذاكرة الآخرين. ان المهارة في خزن المعلومات داخل الدماغ وظيفة رئيسية لمنطقة الذاكرة. نحن نستعملها دوماً، عندما نريد خوض أبسط العمليات الحسابية الرياضية أو تذكر رقم هاتفي معين. ان هذا النشاط الدماغي رئيسي كونه يعرض علينا قاعدة كي نتمكن من خزن المعطيات، حتى لو كان هذا النشاط منهمكاً في مهمات ووظائف أخرى. بيد أن قدرة هذا النشاط محدودة، وتختلف بين شخص وآخر. ولا يكمن هذا التباين في الدماغ فحسب إنما يعود ذلك الى بعض الفروقات التي تم من خلالها quot;طردquot; الأشياء السخيفة والأقل أهمية من الذاكرة.

أثناء الدراسة السويدية، خضعت مجموعة من المتطوعين للتصوير الشعاعي المقطعي لدماغهم. وبرز أن أولئك الذين يتمتعون بذاكرة أفضل كان لديهم نشاطاً أكثر كثافة في العُقد العصبية القاعدية (Basal ganglion)، وهي مناطق مركزية في الدماغ تشرف على الحركات غير الطوعية. هذا وقام المتطوعون بعمليات محددة على الكمبيوتر تطلبت منهم تذكر الصور، العادية وتلك التي صممت لإلهائهم وصرف الانتباه. ورصد جهاز التصوير أنه عندما كانت إشارة الخزن تتعلق بتلك الصور التي تصرف الانتباه كان النشاط العصبي، في هذه العقد العصبية، مرتفعاً. ما يعني أن الدماغ كان يستعد في تلك اللحظة لتصفية معلومات سطحية. هكذا، قد تصبح العقد العصبية القاعدية والمصفاة التي تواكب نشاطها المفتاح الرئيسي لعلاج بعض الأمراض العصبية التي تسبب نقصاً في الانتباه وضعفاً في الذاكرة.