تبدأ مع حلول الصيف والسفر إلى الخارج
الرحلات الطويلة... علاجها بالحركة جلوسًا

اعتدال سلامه من برلين: مع حلول فصل الصيف، تبدأ الرحلات إلى خارج الوطن، وبعضهم يسعى إلى اكتشاف ما وراء المحيطات والبلدان البعيدة، وهذا يعني السفر عبر القارات ولساعات طويلة أيضًا وجوب توفير المقاعد الجيدة والمريحة لتحمل المسافر التعب الناتج عن الجلوس الطويلة، بخاصة في ما يتعلق بالدورة الدموية والإصابة بجلطات بسبب قلة الحركة.
ومن أجل الكشف عن هذه الجوانب، إتصلت quot;إيلافquot; بمسؤول في القسم الطبي لدى شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، الذي لم ينفِ وجود شكاوٍ تقدم بها بعض المسافرين احتجاجًا على ضيق المسافة بين صفوف المقاعد، مما يعيق مد المسافر لقدميه خاصة الذين يصل طول قامتهم إلى ما فوق الـ 180 سنتم.

وأشار المسؤول في لوفتهانزا إلى أن هذه الحالة ليست موضوعًا جديدًا في عالم طب الطيران، وشركة لوفتهانزا كما بقية الشركات تعطي اهتمامًا كبيرًا. وهناك دراسة مستفيضة عن خلفية حالة انسداد الأوعية الدموية ( الجلطة ) عند السفر مسافات طويلة، أوضحت أن المسافرين الاصحاء لا يتأثرون ابدًا في وضعية المقاعد حتى في الدرجة الاقتصادية، إلا الذين يشتكون من امراض كالسكري والكولسترين وضغط الدم والمصابين بالدوالي، وهذا ينطبق على ركاب كل الدرجات. لذا وضعت، منذ ذلك الوقت، لائحة من التعليمات للتقيد بها خلال الرحلات الطويلة، منها القيام بحركات رياضية كل فترة.
وهو ليس على قناعة كبيرة بما يسمي بـ economie-class-zydrom أي أمراض الرحلات الطويلة لقلة المسافات بين مقاعد الدرجة الاقتصادية في الطائرات، بل الجلوس الطويل بحد ذاته. فحسب تقارير طبية، فإن الجلوس لمدة طويلة جدًا إضافة إلى عدم الحركة إن خلال السفر جوًا، أو في السيارة، عاملان يؤديان الى هذه الحالة لذا يجب تسميتها بمرض انحصار الدم في الساقين بسبب السفر الطويل وعدم حصرها بالسفر جوًا او بالمسافة بين المقاعد في الدرجة الاقتصادية .
وبرأيه ايضًا فإن معاير المقعد المريح ليس فقط في المسافة بين المقعدين، الأمامي والخلفي، بل ايضًا في كيفية صنعه ونوعيته ، لذا جهزت شركة اللوفتهانزا منذ سنوات اسطولها للرحلات القارية في مختلف الدرجات اقتصادية كانت أو درجة اولى او سياحية بمقاعد تتوفر فيها المواصفات المطلوبة للأجسام الكبيرة، والأقدام الطويلة، مثل المسافة الواسعة تحت المقعد الامامي لمدالاقدام والارجل لتحريكها بشكل جيد، إضافة الى ظهر للمقعد يميل حتى زاوية تجعل ظهر المسافر في وضعية مريحة .

ومعدل المسافة بين المقعد الامامي والخلفي تصل ما بين 79 و86 سنتم وكان قبل عامين اقل بـ 2,5 سنتم .
وكما العديد من الشركات الدولية، تعرض لوفتهانزا خلال الرحلات القارية او الطويلة افلام فيديو لمدة عشرة دقائق تحت عنوان fly robic يوفر بالصوت والصورة معلومات عن كيفية ممارسة بعض الحركات الرياضية جلوسًا في المقعد، مثل تحريك عضلات الكتفين والرقبة واخرى من اجل تنشيط الدورة الدموية في القدمين مع النصح بممارستها كل ثلاث ساعات على الأقل. يضاف الى ذلك إلى أن طاقم الطائرة على استعداد لتنبيه المسافر للقيام وهو جالسببعض الحركات التي عرضتأو التجول في ممرات الطائرة حيثتتواجد فيها مساحة وفيرة. يضاف الى ذلك معلومات مكتوبة عن وجوب خلع الحذاء والتحذير من الملابس الضيقة خلال السفر الطويل .
وينصح المسؤول الالماني كل مسافر يشتكي من أمراض لها علاقة بالدورة الدموية بإستشارةطبيب العائلة قبل قيامه برحلة جوية طويلة ليزود بدوره المركز الطبي للوفتهانزا بحالته من اجل اتخاذ الاجراءات الاحتياطية.
وفي هذا الصدد نشرت مجلة فلايت انترناشيونيل المختصة بشؤون الطيران، وتصدر في فرانكفورت، تقريرًا أشار الى وجود 2000 ضحية سنويًا على الصعيد العالمي بسبب ما يسمى بـ economie-class syndrom يتوفى منهم على الاقل ثلاثة مسافرين، وما يسببه ضيق المسافة ليست معلومات جديدة لكن اطلق مؤخرًا على الحالة هذه التسمية لتحديد مصدر مخاطرها والضرر الاكبر يصيب بشكل خاص نظام الأوردة في الجسم .
وبحسب ما ورد في المجلة، فإن ضيق المكان وقلة المسافة بين المقعدين الخلفي والامامي، واعاقة فرد المسافر لساقيه، يجعل انسياب الدم فيهما، ثم صعوده الى الاجزاء الاخرى في الجسم بطيء. وقلة الحركة عند السفر تبطأالدورة الدموية، فينتج عن ذلك تعقيدات صعبة قد تؤدي لاحقًا الى انسداد في الاوعية الدموية اوالجلطة رئوية، وهذا لا يظهر الا بعد فترة من الزمن، مما يعطي عذرًا للشركات الطيران مثل لوفتهانزا لنفي ما يسببه ضيق المسافة في الدرجةالاقتصادية. على الرغم من ذلك انتقدت المجلة بشدة التقارير التي تحمل باستهتار عنوان
economie-class zyndrom وتشير الى ما يصيب مسافري الدرجة الاقتصادية من مشاكل صحية، دون التعمق في المسببات مما يسبب لهم هلعًا كبيرًا . كما تبالغ عندما تقول إن كل مسافر في الدرجة الاقتصادية معرض لجلطة دموية لأن انسدادًا قد يحدث حتى لراكب الدرجة الاولى، اذا كان مصابًا بتختر الدم .
ومن النصائح التي وجهتها المجلة الى المسافرين ايضًا لمسافات متوسطة، تناول كميات كبيرة من السوائل خاصة الماء .

فخلال رحلة تدوم عشرة ساعات مثلا، يحتاج الجسم الى حوالى ثلاثة ليترات من السوائل. وهنا من الافضل الاستغناء عن القهوة والمشروبات الروحية لانها تصّر ف السوائل من الجسم .
وينسي مسافر المسافات الطويلة من المناطق الحارة جنوبًا الى المناطق الباردة شمالاً او العكس بسرعة أن جسمه بحاجة الى وقت من اجل التأقلم مع تغيير المناخ، وإن التغيير السريع من البرد الى الحر او العكس يشكل عبأ كبيرًا على الدورة الدموية . واهم نصيحة للمرضى الذين يعانون من مشاكل شديدة في القلب، أو الرئة عدم اجهاد النفس في اليومين الاولين لدى الوصول مع نصح المسافر السليم الجسم بزيارة الحمام التركي او السونا عدة مرات قبل أيام الرحلة، فهذا يكون بمثابة تمرين للجسم على اختلاف الحرارة، كذلك اخذ دوش بارد وساخن لأنه يقوي الدورة الدموية لمواجهة تغيير ضغط الجو.
ونبهت الى ان النوم بشكل كاف عند الوصول في اول ليلة وعدم السهر الطويل، أمران مهمان. فهما يعملان على استرخاء ميكانيكية الجسم الداخلية لتبدأ بالتعرف إلى نظام زمني جديد عليها .
والى جانب اهمية الملابس والمحافظة على دفء الجسد عند السفر من الجنوب الى الشمال، وعلى المسافرين ذوي الامراض المزمنة مثل السكري والضغط المرتفع تناول العقاقير بشكل منتظم واستشارة الطبيب مع تحديد فارق الوقت بين بلدهم والبلد المسافرين اليه .