طلال سلامة من روما: إنها مكتوبة في الحمض النووي! نحن نتحدث عن صلة وصل تربط متلازمة داون ببعض أنواع سرطان الدم. يذكر أن متلازمة داون هي عبارة عن خلل في الجينات، حيث يوجد ثلاث نسخ من الكروموسوم 21 بدلاً من نسختين فقط مما يسبب تأخراً لافتاً في القدرة على التعلم ويكون المولود المصاب بها قريب الشبه بالمغول ولذلك أطلق على هذه المتلازمة أيضاً اسم الداء المنغولي.

تتمثل صلة الوصل هذه على شكل تشوهات تصيب جين معروف باسم quot;جاك2quot; (Jak2). قد يؤدي الاكتشاف، الذي يقف ورائه فريق من الباحثين الإسرائيليين في مركز quot;شيبا ميديكل سنترquot;، الى تطوير علاجات جديدة مركزة. تجدر الإشارة كذلك الى أن المولودين المصابين بمتلازمة داون يتعرضون لخطر تطوير بعض أنواع سرطان الدم الحاد أعلى عشرين مرة تقريباً مقارنة بالمولودين الأصحاء. نذكر بين هذه الأنواع سرطان الدم الليمفاوي الحاد وهو أشهر أنواع السرطانات التي تصيب الأطفال. على عكس سرطانات الدم الحادة الأخرى، كما سرطان الدم النقوي الحاد الذي يتفشى بين المولودين المصابين بهذه المتلازمة، الموصولة الى عنصر جيني يميزها، تمتلك الجالية العلمية معطيات قليلة حول سرطان الدم الليمفاوي الحاد.

هذا وركز الباحثون انتباههم على الجين quot;جاك2quot; كونه ضالع في العديد من الاضطرابات الخلوية بالدم. ان جميع التشوهات الجينية التي برزت من نتائج الدراسة كان لها علاقة ببروتين واحد، يدعى (R683). لذلك، فإننا أمام طويئفة(جزء من مجموعة) من سرطان الدم الليمفاوي الحاد، ترتبط حصراً بمتلازمة داون وتكون التشوهات في الجين quot;جاك2quot; واقفة من ورائها.

يعتبر اكتشاف هذا الجين استراتيجياً لأنه قد ينفع لتطوير مضادات (inhibitors) قادرة على تعطيل نشاطه بهدف معالجة هذه الطويئفة من سرطان الدم الليمفاوي الحاد.