طلال سلامة من روما: لماذا يجعلنا الحك نشعر بالبهجة والمتعة ولماذا من الصعب التوقف عن خدش البشرة خلال اشتعال نوبة الحك؟ نجد الجواب على هذا السؤال لدى الباحثين في مركز (Wake Forest University Baptist Medical Center) الذين رصدوا، بواسطة صور الدماغ (Brain Imaging)، ماذا يحصل في دماغ الأشخاص الذي يحكون جلدهم بنهم رداً على اشتعال نوبة الحك لديهم. في سياق متصل، يفيد الباحثون المتخصصون في الأمراض الجلدية، في هذا المركز، أن الحك يستمر ويدوم نتيجة الراحة التي يولٌدها. بيد أن فهم الآلية التي تبعث الراحة والمتعة، في نفوس هؤلاء الأشخاص، جوهرية لامكان تطوير علاجات جديدة مضادة للحكة. ولدى بعض الأشخاص، قد تؤدي الحكة المزمنة الى التهاب جلدي عصبي يدعى الحزاز المزمن الذي يؤثر على حالتهم الصحية برمتها.

للمرة الأولى، ميز الباحثون مناطق في الدماغ، مرتبطة بالإحساس والذكريات السلبية، تصبح أقل نشاطاً بصورة لافتة عندما يبدأ الشخص بحك جلده. ويشمل تراجع النشاط الدماغي التلفيف الحزامي الأمامي، الذي يحتوي على التجارب المرة أو السلبية التي مر بها الإنسان، والتلفيف الحزامي الخلفي المرتبط بالذاكرة.

حيال الحكة المزمنة، لا يتمكن أي منا من مقاومة الحك لما فيه من راحة quot;مؤقتةquot; تنعشنا. بالطبع، لا ينصح الأطباء بالحك الذي يؤذي الطبقة الجلدية بسهولة. لكن التطرق الى دراسة العلاقة بين الحكة وتراجع أنشطة بعض مناطق الدماغ من شأنه المساعدة على تطوير علاجات متطورة، كما إنتاج أدوية تتفاعل على المستوى الدماغي.

وهناك منطقتانفي الدماغ، تضحيان أكثر نشاطاً لدى الحك. المنطقة الأولى هي قشرة الدماغ الجسمية الحسية، الضالعة في الشعور بالألم، والثانية هي قشرة الدماغ الأمامية المرتبطة بسلوك ملزم لا يمكن مقاومته.