طلال سلامة من روما: وجدت دراسة بأن الدوبامين، وهو دواء مستعمل حالياً لمعالجة بعض الأمراض كما مرض باركنسن، يمكن أن يحارب الأورام الخبيثة أيضاً. تشير نتائج التجارب على الفئران المختبرية الى أن الدوبامين قادر على استباق تطوير الأوعية الدموية(التي تغذي السرطان) وبالتالي إبطاء تطور السرطان. في الدماغ تشرف الدوبامين، وهي مستقبلة عصبية، على إدارة حركات الجسم. في صيغتها التركيبية(الدواء)، تستعمل الدوبامين لمعالجة أولئك المصابين بالسكتة أم مرض باركنسن أم سرطان الغدة الكظرية (pituitary gland ). في السابق، لم يكتشف الباحثون علاقة مفعول الدوبامين في اثباط الأنجيوجنيسس. علماً أن الأنجيوجنيسس (Angiogenesis) هي العملية التي بموجبها يتم تخليق الشرايين والأوردة الجديدة لتغذية الورم السرطاني بالأكسجين والغذاء اللازمين لنمو وتكاثر الخلايا السرطانية وزيادة حجمها.

لفترة طويلة، درس علماء الأورام في مستشفى quot;مايو كلينيكquot; دور الدوبامين في السرطان. وتنوه المرحلة الأولى من دراستهم، التي شملت مجموعة من الحيوانات المختبرية المصابة بسرطان quot;ساركوم كابوشيquot; (Sarcoma) الذي ينبع من النسيج الضام أو من خلايا اللحمة المتوسطة، بأن الدوبامين أثبط نمو أوعية دموية جديدة لتغذية هذا النوع من السرطانات. للمرة الأولى، نجح العلماء في الجزم كيف تلعب الدوبامين دوراً هاماً في عملية يتمكن من خلالها السرطان من استغلال الخلايا البطانية(لها دور طليعي في توليد الأوعية الجديدة) من أجل تكوين شبكة من الأوعية الدموية لتغذيته.

ان الخلايا البطانية، وهي شكل معين من خلايا المنشأ، يحررها النخاع العظمي في مجرى الدم رداً على العامل quot;أquot; لنمو الأوعية البطانية (VEGF-A) وهذا بروتين موجود في الخلايا السرطانية الخالية من الأكسجين.
لذلك، تساهم هذه الخلايا، خارج إرادتها، في تكوين أوعية دموية جديدة تغذي السرطان. علاوة على ذلك، لوحظ أن مادة الدوبامين توقف هجرة الخلايا البطانية من النخاع العظمي كونها quot;تلتصقquot; بمستقبلة معينة موجودة على سطح هذه الخلايا مما يُسكت نشاط الإنزيم المعروف باسم (MMP-9) الذي يسمح لهذا الخلايا الخروج من النخاع العظمي.