طلال سلامة من روما: يصل الى آذاننا اليوم نبأين اثنين، الأول جيد والثاني مقلق. يتعلق النبأ الأول بأن وباء الكوليرا يمكن استباق خطر انتشاره أو عزله بصورة فاعلة، مستقبلاً، بفضل مراقبة الأرض من الأقمار الصناعية. فالباحثين في شركة (Society for General Microbiology) يشيرون الى صلة وصل قوية بين درجات حرارة سطح البحر ومدى عمقه وانتشار وباء الكوليرا. عادة، تعيش بكتيريا الكوليرا في الهائمات الحيوانية quot;زووبلانكتونquot; (Zooplankton) وهي تشمل العديد من الحيوانات الصغيرة التي تعيش في مياه المستنقعات والأنهر والأخلجة الواقعة في المناطق الاستوائية. ان مراقبة هذه الهوائم الحيوانية عن طريق أجهزة استشعار يتم تركيبها على الأقمار الصناعية كاف للتكهن بكيفية انتشار وباء الكوليرا.

أما النبأ الثاني المقلق، وهو نتيجة دراسة حول الأمراض المعدية ذات التداعيات الكارثية على سكان الدول النامية الفقيرة، فيأتينا من الباحثين في جامعة كاليفورنيا الذين كشفوا النقاب عن بكتيريا جديدة، تعيش في حوض الأمازون في جنوب البيرو، تسبب نوعاً من مرض خطير جداً معروف باسم quot;لبتوسبيروسيسquot; (Leptospirosis) يؤدي الى التهاب حاد في الكلى والكبد وغيره. وتعتبر نسب الوفيات جراء الإصابة بهذه البكتيريا عالية بصورة مخيفة.

تدعى البكتيريا الجديدة (Leptospira licerasiae) وتختلف عن الأنواع الأخرى من بكتيريا التهاب الكبد المعدي سواء على المستوى الجينومي أم من حيث مزاياه البيولوجية. للآن، أصابت البكتيريا الجديدة آلاف الأشخاص في أميركا اللاتينية ومن المتعذر الكشف عنها كون الأجسام المضادة، الموجودة في فحوص تشخيص مرض التهاب الكبد (Leptospirosis)المعيارية، لا تنجح في التفاعل مع البكتيريا الجديدة. ان هذا الاكتشاف يعني كذلك المناطق الأخرى في العالم أين يواصل هذا المرض انتشاره. لذلك، من الضروري عزل وتحديد بؤرة البكتيريا الجديد كي تستطيع السلطات الصحية العالمية تشخيصها على نحو دقيق.