طلال سلامة من روما: انه بروتين ينتمي الى قاعدة مشتركة للعديد من الآليات الحيوية التي يحتاجها الجسم للعيش. في الوقت ذاته، يلعب هذا البروتين دوراً طليعياً في نمو الأورام الخبيثة. فبدونه، لا يستطيع الورم التطور. نحن نتحدث عن البروتين (eIF6) الذي يعود الفضل في اكتشافه الى الباحثين الإيطاليين في مستشفى quot;سان رافايلquot; في مدينة ميلانو. هذا ونجح الباحثون في كشف النقاب عن مزية غير منتظرة لهذا البروتين، هي تراجع الكتلة الدهنية بالجسم كلما تراجع إنتاجه(أي البروتين eIF6).

للآن، طالت الاختبارات الفئران المختبرية المعدلة جينياً، وقد يفتح الاكتشاف الإيطالي الأبواب أمام نظريات علاجية أخرى في حقلي البدانة والسرطان. علماً أن هذا البروتين معروف منذ عدة سنوات لدوره الحصري في إنتاج الآليات الضرورية لتصنيع البروتينات، المعروفة باسم ريبوسوم(عضية صغيرة كثيفة في الخلايا الحية تقوم بتجميع البروتينات). بيد أن دور هذا البروتين في الكائنات الحية المتطورة والذكية، كما الإنسان، كانت مجهولة تماماً.

هكذا تلقي الدراسة الجديدة، التي نفذها الباحثون الإيطاليون بالتعاون مع زملائهم في جامعة quot;نورث ويستيرنquot; في شيكاغو، الضوء على مستجدات ثوروية تبرز هذا البروتين على السطح مجدداً. للنمو والعيش، تحتاج جميع الكائنات الحية الى تصنيع البروتينات. وتتم هذه العملية بفضل محفزات خارجية وأخرى داخلية(تلعب دور الوسيط) بينها البروتين (eIF6) الموجود في كافة الكائنات الحية، من البكتيريا الى الإنسان. بمعنى آخر، فان غياب هذا البروتين يؤدي ذاتياً الى موت هذه الكائنات.

علاوة على ذلك، لاحظ الباحثون أن هذا البروتين ضروري لنمو الورم الخبيث. فتخفيض وجوده في الخلايا بنسبة 50 في المئة حال دون تحول 80 الى 90 في المئة من الخلايا السليمة(المحيطة) الى أخرى سرطانية. في موازاة ذلك، يجزم الباحثون أن تلك الفئران المختبرية التي أنتجت هذا البروتين بنسبة 50 في المئة أقل كانت أنحف وكان حجم كليتها أصغر مقارنة بالفئران الأخرى. وهذا جزء من الاختبار ينبغي تطويره الى حد أبعد ويمكن أن يؤول الى تطبيقات علاجية ذات أهمية في مكافحة البدانة. قبل ذلك، ينظر الباحثون الى كيفية إدخال هذا البروتين في التركيبة الكيماوية لجيل جديد من الأدوية المؤهلة لمحاربة السرطانات بفعالية.