طلال سلامة من روما: لكل شيء وقته الصحيح. وهذا مفهوم صحي ينبغي تطبيقه على أدوية الكورتيزون كذلك. هذا ما يفيدنا به الباحثون في جامعة جنوى شمال غرب ايطاليا. ان كان المريض يرغب الاستفادة من ذروة المفعول العلاجي لأدوية وحقن الكورتيزون، مع تخفيض خطر جرعاتها الى أدنى الحدود، فان عليه تعاطي هذه الأدوية في وقت محدد، أثناء اليوم. علماً أن أدوية الكورتيزون لها عدة آثار إيجابية. مع ذلك، فان تعاطيها يعرض المرضى لبعض الآثار الجانبية السلبية. على سبيل المثال، ترتبط هذه الآثار الجانبية بتسهيل الإصابة بالسكري أم ترقق العظام أم إضعاف نظام المناعة أم زيادة التعرض للإصابات الفيروسية والبكتيرية.

عادة يستعمل الكورتيزون لمعالجة أمراض تسببها الالتهابات أم خلل ما يطرأ على نظام المناعة بالجسم. نذكر هنا مرض الروماتيزم على كافة أنواعه. هنا، لا تكون مستويات هرمون الكورتيزول لدى المريض كافية. لذلك، يتعاطى المريض الكورتيزون(يعتبره الأطباء هرمون بكل معنى الكلمة) لتعويض هذا النقص الهرموني مما يدفع بالكورتيزول الى مستويات كثافة مقبولة صحياً.

في سياق متصل، يشير الباحثون في جامعة جنوى الى أن أخذ الكورتيزون، بهدف الاستفادة الى أقصى حد من مفعوله العلاجي عن طريق جرعة متدنية، يجب أن يتم في الليل(الساعة الثالثة صباحاً تقريباً). وثمة صيغة من الكورتيزون يأخذها المريض حوالي الساعة العاشرة مساء كي تتحرر بجسمه لاحقاً(قرابة الثالثة صباحاً) تزامناً مع حاجة الجسم إليها. تجدر الإشارة أيضاً الى أن ردود الفعل المناعية إزاء الالتهابات تحدث ليلاً. لذلك، فان الساعة الثالثة صباحاً هي الوقت الاستراتيجي لتعظيم مفعول الكورتيزون الجيد على حساب قطع الآثار الجانبية المتعلقة به.