طلال سلامة من روما: الحصبة (Measles) مرض انتقالي حاد شديد العدوى طفحي من الأمراض المعدية الحادة التي تصيب الأطفال، ويظهر على شكل طفح جلدي مع إصابة في العينين وفي القصبات الهوائية. يسبب هذا المرض فيروس الحصبة الذي لا يعيش خارج الجسم إلا ساعات ويكون موجوداً في الإفرازات خلال الأيام الأولى من المرض. أما مصدر العدوى ومخزنها فهو الإنسان إذ ينتقل الفيروس عبر الرذاذ أو الاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة. بعد الشفاء من الحصبة يكتسب المريض مناعة مدة الحياة. هذا وتتراوح مدة الحضانة من سبعة إلى أربعة عشر يوماً، ويبدأ هذا المرض كالزكام بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة و احمرار في العينين وعطس متكرر. ومن الممكن أن تظهر بقعاً بيضاء صغيرة، كما رأس الدبوس، محاطة بهالة حمراء على جدار الفم الداخلي، معروفة باسم quot;بقع كوبلكquot;، وهي تزول مع ظهور الطفح الذي يبدأ الظهور في اليوم الرابع على الجبهة وخلف الأذنين ثم ينتشر الى بقية الجسم.

في العام الماضي، تضاعفت تقريباً حالات العدوى من هذا المرض بأوروبا مما ينذر بعودة ثقيلة المعيار له في القارة الأوروبية القديمة. في هذا الصدد، جمع الباحثون في جامعة كوبنهاغن الدانمركية وحللوا المعطيات المتأتية من 27 دولة أوروبية إضافة الى دول أخرى كما سويسرا وتركيا. في العامين 2006 و2007، سجلت دول الاتحاد الأوروبي وحدها أكثر من 12 ألف حالة مرضية، يتركز 85 في المئة منها بإيطاليا وألمانيا وبريطانيا ورومانيا وسويسرا. وسبع من هذه الحالات كانت قاتلة، وأحدها سجل بإيطاليا.

في أغلب الحالات، وجد الباحثون أن عدم تطعيم الأطفال كان السبب الرئيسي. وتشدد منظمة الصحة الدولية على ضرورة القيام بحملة تلقيح واسعة النطاق، في كل دولة من دول العالم، لتطعيم 95 في المئة من الأطفال على الأقل. هكذا، من الممكن استئصال مرض الحصبة الألمانية من جذوره، في القارة الأوروبية. علاوة على ذلك، تشير معطيات هذه المنظمة الى أن 540 شخصاً حول العالم، معظمهم أعمارهم ما دون خمسة أعوام، يلقون حتفهم يومياً.