طلال سلامة من روما: انه عبارة عن دواء يساعد في إبعاد عوارض مرض التصلب العصبي المتعدد. ان التصلب المتعدد مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) وذلك بسبب قيام الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة أنسجته الخاصة فيما يعرف بالمناعة الذاتية (autoimmunity). وهنا يقوم بتدمير غشاء الميلين (myelin sheath) الذي يغلف معظم الخلايا العصبية في الدماغ مما يسبب تكون بقع (صفائح) من المناطق الخالية من الميلين معروفة باسم (plaques of demyelination) مسببة هكذا بظهور أولى أعراض المرض.
في سياق متصل، يفيدنا الباحثون في معهد علوم الأعصاب الاختباري (Inspe) بمستشفى quot;سان رافاييلquot; بمدينة ميلانو، بالتعاون مع عدة معاهد عالمية مختصة في علوم الأعصاب، أن الدواء المنصوح به حالياً أثبت فاعليته في وقف مرض التصلب العصبي المتعدد عند مراحل نشأته الأولى. يدعى الدواء quot;جلاتيرامر اسيتيتquot; (glatiramer acetate) ويتمكن من قطع خطر تطور المرض من أعراضه المبكرة الى مرحلته السريرية بنسبة 50 في المئة. ويشير الفحص بواسطة الرنين المغناطيسي، لدى المتطوعين الذين اختبروا هذا الدواء طوال سنتين، الى أن عدد الالتهابات بطبقة الميلين، المغلفة للألياف العصبية بالدماغ، تراجع بصورة ملموسة.
يذكر أن 85 في المئة من المرضى يصابون باضطرابات عصبية حادة، لدى ظهور المرض لديهم. إنما تتراجع حدة هذه الاضطرابات بصورة ثابتة، الى أن تختفي، بعد أسابيع عدة. بعد مرور 15 الى 20 عاماً على الإصابة بهذه الاضطرابات، التي تطال النظام العصبي المركزي بالجسم وتعتبر بحد ذاتها متلازمة مرضية معزولة، نلاحظ أن أكثر من 50 في المئة من المرضى يصابون بالإعاقة. في حين لا تطال هذه الإعاقة، التي يصفها الأطباء بالهامة، أكثر من ثلثهم. لذلك، فان العلاج المبكر، بمساعدة الدواء quot;جلاتيرامر اسيتيتquot;، وفق استنتاج الباحثين الإيطاليين، من شأنه الوقاية أم التأخير من تراكم الأضرار العصبية على الدماغ، غير قابلة للانعكاس مستقبلاً.
التعليقات