أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: أثار الإعلان عن إصابات مؤكدة بالإنفلونزا المكسيكية في صفوف عشرات التلاميذ في المؤسسات التعليمية، وإغلاق قاعات دراسة، نوعًا من الهلع في صفوف المغاربة، الذين تقاطر المئات منهم الى المستشفيات لإجراء تحاليل للتأكد من عدم إصابة أبنائهم بالمرض.
وخلق هذا الأمر نوعًا من الفوضى في إحدى مستشفيات العاصمة الاقتصادية في الدار البيضاء، فيما انشغل آخرون بالسؤال عن نوعية الأقنعة التي يجب استعمالها، ومدى توافر اللقاحات.
وقال عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة في وزارة الصحة، quot;الأمر لا يدعو إلى القلق، والمرض تحت السيطرة، وجميع الحالات تقريبًا التي أصيبت بالوباء، خضعت إلى العلاج، وشفيت، دون تسجيل أي حالة وفاةquot;.
وأكد عمر المنزهي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;حالات سجلت في المدارس، وأغلقت بعض القاعات، لكن ذلك لا يدعو إلى القلق، لأننا نتابع الوضع عن كثبquot;، مشيرًا إلى أن quot;الحالات التي خضعت للعلاج في منازلها تتماثل الى الشفاءquot;.
وذكر مدير مديرية الأوبئة أنه شرع، في تلقيح مهنيي قطاع الصحة، مضيفًا أن دفعة أخرى من اللقحات يُنتظر أن تصل في الأيام المقبلة.
وأوضح عمر المنزهي أن الأولوية في التلقيح تعطى حاليًا للحجاج الذين سيتوجهون إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، مؤكدًا في الوقت نفسه أن تلقيح التلاميذ والنساء الحوامل والمسنين لم يبدأ بعد، في انتظار وصول الدفعة الثانية من اللقاحات.
وأعلنت وزارة الصحة، قبل يومين، عن تسجيل 21 حالة إصابة جديدة مؤكدة بإنفلونزا quot;إي. إتش1. إن1quot;، بكل من مدن الدار البيضاء، وطنجة، والرباط، وفاس، والعرائش، ما رفع عدد الإصابات إلى 507، بينها 252 حالة في الوسط المدرسي.
وأكدت وزارة الصحة أن كل الحالات المشخصة تخضع للعلاج في مقر سكناها، مع خضوع أصحابها لمراقبة منتظمة من قبل المصالح الصحية التابعة للوزارة، وأنه لم تسجل أي حالة إصابة معقدة بفيروس quot;إي. إتش1. إن1quot;، أو أي حالة وفاة ناجمة عن هذا المرض.
من جهة أخرى، كشف مصدر مطلع في وزارة التعليم أن هذه الأخيرة وضعت مخططًا لتدبير مواجهة زكام إنفلونزا المكسيك، وتطويقه، مع بداية الموسم الدراسي 2009-2010، عبر وضع الآليات الكفيلة بذلك، واتخاذ الإجراءات الوقائية المتاحة، والتكفل بحالات الإصابة الممكن تسجيلها.
وأشار، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، إلى أن الوزارة، قامت ابتداء من الدخول المدرسي، بتنظيم حملة للكشف عن الأمراض المزمنة لدى التلاميذ، أطلقت عليها quot;عملية البذل البيضاءquot;، لمعرفة من هم أكثر عرضة للمخاطر، ووضعهم تحت المراقبة، تحسبًا لحدوث حالات جماعية للإصابة بالإنفلونزا. وتنظم عملية الكشف، بالتعاون مع كليات الطب والمراكز الاستشفائية الجامعية، وبالمساهمة التقنية لوزارة الصحة.
وكانت وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، قد قالت إن الوضعية الوبائية لفيروس إنفلونزا quot;أ اش1 إن1quot; في المغرب متحكم فيها، وأن عدد الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن يبقى قليلاً مقارنة بالبلدان الأخرى.
وأوضحت بادو، في تصريح صحافي قبيل انعقاد مجلس الحكومة، أن الحالات المسجلة أخيرًا لم تكن حادة، وبالتالي لم تتطلب الاستشفاء، مبرزة أنها تماثلت للشفاء.
ونفت الوزيرة الشائعات التي روجت بخصوص إغلاق العديد من المؤسسات التعليمية، مؤكدة أنه جرى فقط إغلاق ثلاث مدارس (مدرستان بالدار البيضاء، وأخرى بمدينة فاس) وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية.
وأكدت أنه quot;ليس هناك داعٍ لتخوف الآباء لأنه يتم تتبع الوضع بدقة بهدف حصر انتشار المرضquot;، مشيرة إلى توافر كمية كافية من الأدوية المضادة للفيروس مجانًا داخل المستشفيات، والتي يمكن أيضًا اقتناؤها من الصيدليات.
وألحت بادو على الآباء الذين يلحظون ظهور أعراض الفيروس على أبنائهم بعدم إرسالهم إلى المدرسة، وذلك تجنبًا لانتشار العدوى في صفوف التلاميذ.
التعليقات