أشرف أبوجلالة من القاهرة: وجدت دراسة بريطانية نشرها أخيرًا مكتب الإحصاءات الوطني ( ONS ) في لندن أن الأشخاص الذين يشربون الخمور باعتدال في سن الشيخوخة يعيشون لمدة أطول من أولئك الأشخاص الذين لا يشربونها على الإطلاق. وأشار الباحثون إلى أن المتقاعدين الذين يستمتعون بقدر قليل من الخمور كل أسبوع، تقل لديهم أخطار الوفاة بنسبة 23 % عن هؤلاء الأشخاص الذين يمتنعون تمامًا عن شرب تلك المواد المُسكِرة. هذا وقد تم التوصل إلى تلك النتيجة بعد أن قام الباحثون بتقفي أثر عينة من الأشخاص يزداد عددهم عن الألفي شخص، كانوا يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر عندما قاموا بالمشاركة في دراسة استقصائية عامة للأسر المعيشية عام 1994.

وتشير صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن الباحثين قاموا بمتابعة تلك المجموعة لمدة تزيد عن عشرة أعوام، حيث قاموا بتحليل العوامل التي قد تلعب دورًا في تحديد فرص بقائهم على قيد الحياة وكذلك معدلات وفاتهم. وبصورة لا تدعو للدهشة، تبين أن التدخين يعتبر أكثر العوامل أهمية في تحديد العمر المتوقع لدى الأشخاص الذين تزداد أعمارهم عن الخمسة وستين عامًا. غير أن الباحثين وجدوا كذلك أن هؤلاء الذين يشربون الخمور بصورة معتدلة تتحسن لديهم معدلات البقاء على قيد الحياة مقارنة ً بأولئك الأشخاص الذين يمتنعون تماماً عن شرب تلك المواد الكحولية.
وبفحصهم لأسلوب حياة هؤلاء الأشخاص الذين توفوا أثناء الدراسة، وجد الباحثون أن 59 % من الرجال لم يسبق لهم أن شربوا مواد كحولية على الإطلاق. في حين تراجعت تلك النسبة إلى 46 % فقط بين هؤلاء الأشخاص الذين يشربون الكحوليات وفقًا لإرشادات الـ 21 وحدة الموصى بها حكوميًا كل أسبوع. أما بالنسبة للسيدات، فقد تبين أن 53 % من اللواتي فارقن الحياة أثناء الدراسة، لم يسبق لهن أن ذاقوا طعم الكحول، مقارنة بـ 33 % فقط من السيدات اللواتي يتناولن أقل من 14 وحدة أسبوعيًا.

وقد أكد الباحثون على أن بعضا ً من هؤلاء الذين لم يشربوا قد توقفوا بسبب سائر المشكلات الصحية الكامنة، لكن النتائج ستعزز من مجموعة الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن شرب الخمور بصورة غير دائمة بين الحين والآخر أمر قد يعود بالنفع على الأفراد. هذا وقد سبق لدراسات أجريت في الماضي أن زعمت أن الاستهلاك المعتدل للمشروبات الكحولية يمكنه أن يُخفِّض من خطر الإصابة بأمراض القلب، بينما عبر الباحثون عن اعتقادهم بأن هناك مادة مضادة للأكسدة في النبيذ الأحمر تحتوي على خصائص مكافحة السرطان. فيما قالت دراسة حديثة إن تناول زجاجة من النبيذ يوميًا أمر من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الرجال بمقدار النصف.

في حين سبق لدراسة إسبانية أن خلصت إلى أن فوائد شرب الخمور لا تتناقص بحسب الكمية، وأن أولئك الأشخاص الذين يتناولون ما يصل إلى 11 وحدة يوميًا يمكنهم المحافظة على صحة قلوبهم. من جهته، قال دكتور ألان ماريون- دافيس، رئيس كلية الصحة العامة في بريطانيا، إن الأرقام التي قام بنشرها مكتب الإحصاءات الوطنية بحاجة لأن يتم التعامل معها ببعض من الحذر، مشيرًا إلى أن الالتزام بالإرشادات الحكومية الخاصة بتناول الكحول أمر من غير المحتمل أن يتسبب في إحداث أي أضرار. وتابع بالقول :quot; لا يمكن لأحد أن يفترض أن عدم الشرب أكثر خطورة من الشرب باعتدال لأنك ستكون مطالبًا بتحليل الأسباب التي تمنع الأشخاص عن الشرب. وقد يرجع ذلك إلى أنهم يعتادون على تناول الخمور بكميات كبيرة أو يعانون من ثمة مشكلة صحية أخرى تمنعهم من الشرب. لكن يبدو وأن هناك بعض الفوائد لتناول الكحول بصورة معتدلة، وبخاصة فيما يتعلق بالحالة الصحية للقلبquot;.

ويردف بقوله :quot; هناك حاجة لإحداث نوع من أنواع التوازن بين تلك الفوائد والأضرار التي يحتمل أن تتعرض لها باقي أعضاء الجسم. كما توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن استهلاك الكحول بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الخمسة وستين عامًا أمر قد يزيد من خطر تعرض بعض الأشخاص للإصابة بالعته. ثم إن هناك الأخطار المرتبطة بأمراض الكبد وارتفاع ضغط الدم. والرسالة العامة هنا هو أن التزامك بالإرشادات الحكومية الخاصة بتناول 21 وحدة أسبوعيًا بالنسبة للرجال، و14 للسيدات، أمر يضمن لك عدم التعرض لأي أضرارquot;. كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص المتقاعدين الذين يمتلكون منازلا ً تقل لديهم احتمالات الوفاة مقارنة بغيرهم الذين يعيشون في مساكن مؤجرة، وأن الرجال الذين فقدوا زوجاتهم تتزايد لديهم احتمالات الوفاة عن غيرهم من المتزوجين، أو العُزب، أو المطلقين، أو المنفصلين.