طلال سلامة من برن (سويسرا): يلعب الكولسترول دورًا غير مباشر في تقدم السرطان الى مراحل نمو أخطر بالجسم. في الحقيقة، فان السرطان ينتج جزئيات مشتقة مباشرة من الكولسترول أي الدهن العدو لشرايين الدم والأوعية الدموية القلبية. علاوة على ذلك، تستطيع هذه الجزئيات تعطيل أم تهديد وظائف نظام جهاز المناعة المكتسبة بالجسم. هذا ما يفيدنا به الباحثون الايطاليون في مستشفى quot;سان رافايلquot; بمدينة ميلانو. هذا ونجحت الدراسة الايطالية في تمييز الآلية التي تمهد الطريق أمام نمو كتلة الورم الخبيث. اذ ان أي نوع من السرطان يُفرز بالجسم مشتقات الكولسترول، المعروفة باسم quot;ال اكس ارquot; (Lxr). تقوم هذه المشتقات بquot;حبسquot; بعض الخلايا في نظام المناعة المكتسبة. أي أنها تمنع الأخيرة من تنشيط الآليات الدفاعية التي تقوم بالقضاء على الخليا السرطانية بالجسم.

من جهة أخرى، تمكنت الدراسة الايطالية من تحديد آليات علاجية من الممكن اللجوء اليها لكسر التحالف بين الكولسترول والسرطان، لا سيما سرطان الدماغ والبنكرياس والرئة. في الوقت الحاضر، ثمة أدوية من شأنها وقف انتاج هذه المواد، المشتقة من الكولسترول. كما تنجح هذه الأدوية في تصليح عمل نظام المناعة المكتسبة كي يعود بالتالي الى التعرف على الخلايا السرطانية وقتلها. نحن نتحدث هنا عن بعض الأدوية، الموجودة في الأسواق، التي تقوم بتخفيض نسبة الكولسترول بالدم. في الوقت ذاته، تنجح هذه الأدوية في وقف افراز المواد المشتقة من الكولسترول والتي تعتبر الحليف الغدار للسرطانات الأكثر فتكاً بالانسان.