كامل الشيرازي من الجزائر : كشف أطباء في الجزائر، أنّ العوامل الوراثية تتسبب بنسبة 10 بالمائة من مجموع الإصابات بداء القصور الكلوي، وأفيد أنّ ما يقدّر بأربعة آلاف حالة من مجموع 4500 حالة قصور كلوي تسجلها الجزائر كل سنة، تعاني من مرض كيس الكلى الجيني، وأفاد مختصون برسم منتدى إعلامي حول أمراض الكلى الوراثية، أنّ الاصابة بالكيس الكلوي مرض وراثي يمكن تشخيصه منذ الوهلة الأولى من حياة الجنين.

وأضاف البروفيسور أحمد زدّام المختص في أمراض الكلى، أنّ المصاب بالكيس الكلوي لا تظهر عليه أعراض المرض إلا بعد بلوغه سن الأربعين فما فوق، حيث يتطور المرض بحسبه بعد خمسة عشر سنة الى قصور كلوي، وفيما يتعلق بتشخيصه قال البروفيسور نفسه إنّ الكشف عنه quot;سهل جداquot; ويكون عن طريق الأشعة (إيكوكرافيا)، مؤكدا على ضرورة اجراء فحوصات طبية لكل عائلة يعاني أحد أفرادها من هذا المرض، حتى يتم التكفل به قبل بلوغ مرحلة المتطورة مثل ارتفاع ضغط الدم والقصور الكلوي.

بدوره، ذكر الأستاذ الطاهر ريان رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى، أنّه بين أمراض الكلى الجينية الاخرى، هناك أعراض quot;آلبورتquot; التي يعاني منها بين 3 الى 4 بالمائة من المصابين بالقصور الكلوي في الجزائر، ويكون هذا المرض في غالب الاحيان مصحوبا بإصابة حاسة السمع حيث يتسبب في نقص طفيف في هذه الحاسة يتطور لاحقا إلى إعاقة مع الزمن.

وبحسب شروحات المتدخلين في المنتدى الإعلامي المذكور، فإنّه لا يمكن الكشف عن هذه الاختلالات التي تصيب حاسة السمع الناتجة عن أعراض quot;آلبورتquot;، إلا باخضاع هذه الحاسة الى قياس بجهاز خاص، علما أنّ الاعاقة لا تظهر الا بعد سن الثلاثين، ويرجع أطباء هذه العلاقة بين مرض الكلى واصابة حاسة السمع الى كون العضوين (الاذن والكلية) بهما غشائين متطابقين دون ايجاد تفسير مباشر لهذه العلاقة في الاصابة، وهو ما حثّ مراجع طبية على الدعوة إلى الوقاية من الأمراض الوراثية التي تصيب الكلى عن طريق الكشف المبكر لهذه الأمراض، خصوصا مع تنامي ظاهرة الزواج بين الأقارب الذي لا يزال يعرف نسبة مرتفعة بالجزائر، في وقت لم تبلغ عملية زرع الكلى المستوى المطلوب بالجزائر نتيجة نقص المتبرعين الأحياء من جهة، وquot;الترددquot; في نزع الأعضاء من جثامين الموتى رغم القوانين والفتاوى التي صدرت في هذا لمجال.

وتنادي وزارة الصحة الجزائرية مواطنيها للحصول على بطاقات التبرع بأعضائهم بعد الوفاة وكذا عموم العوائل، حتى تسمح بنزع الأعضاء من جثت ذويهم، وذلك من أجل انقاذ نصف المصابين بالعجز الكلوي ممن هم بأمس الحاجة الى عمليات زرع، واستنادا إلى التوقعات، فإنّ أعداد المصابين بالعجز الكلوي في الجزائر سيبلغ مع أفاق 2015، حوالي 20 ألف مصاب وتستدعي هذه الوضعية زرع الكلى لنحو عشرة آلاف مريض كل سنة.

ويبلغ عدد الجزائريين الذين يعانون قصورا كلويا مزمنا في حدود 13 ألف مصاب بواقع 4500 حالة جديدة سنويًا من المجموع العام للسكان البالغ عددهم 35 مليون نسمة، لذا يحض مختصون على وضع برامج وقائية ستؤدي بحسبهم إلى تقليص الإصابة بهذا المرض الصامت والمعيق بنسبة 3 بالمئة.