ريما زهار من بيروت: إنفلونزا المكسيك باتت وباءً يهدد معظم الدول، فهل تتعامل هذه الاخيرة بمن فيها لبنان بشفافية مع هذا الوباء؟ هل المعلومات المتوافرة لدى عامة الشعب كافية، وإن لم تكن كذلك لماذا لا تبادر الجهات المعنية بالتوعية؟ وهل الذعر الذي يحيط هذا المرض في محله؟

ايلاف سألت اختصاصيين في هذا المجال وعادت بالآتي. الإختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط قال لإيلاف ان لبنان شفاف في التعامل مع موضوع انفلونزا المكسيك، واضاف ان وزارة الصحة والمؤسسات الجامعية تقوم بجهدها لتوعية الناس على انفلونزا المكسيك، لكن الناس للأسف لا يصدقون الدولة، وهناك ذعر وخوف ينتجان عن الجهل، والناس لا يريدون ان يعرفوا انه مجرد انفلونزا، هو جديد لكنه مجرد انفلونزا، وقال ان مدى خطورتها في لبنان في الوقت الحاضر هي لا تؤدي الى وفاة، والخطر الذي سينجم منها يكمن في اصابته للاشخاص ذووي المناعة الضعيفة وكبار السن او الاطفال، او نساء حوامل، أو ذووي الامراض المزمنة، فهم المرشحون اكثر للاصابة بالاشتراكات والمشاكل، وسيحتاجون الى غرف للعناية الفائقة، واذا اصبح في لبنان اعداد كبيرة من المصابين بحاجة الى مستشفيات قد يفوق الامر طاقة لبنان، هي امور يجب ان نحتاط لها، لكن يجب ألا يكون هناك ذعر كبير من المرض، ويضيف ان اللبناني من خلال تنقله في اجازاته الصيفية من بلد الى آخر هل هو معرض اكثر للاصابة بانفلونزا المكسيك يجيب مخباط ليس بالضرورة وشرح مخباط عن ماهية المرض، لافتًا الى أن فيروس الانفلونزا يتغير سنويًا ولكن ومع مرور مدة من الوقت ما بين 20 و 30 سنة يظهر نوع فيروس جديد متغيّر كليًا عن سابقه نوعيًا وشكليًا والـH1N1 كان نتيجة هذا التغيّر.

مخباط أكّد ألا أحد مستثنى من الاصابة بهذا الفيروس لأنّه جديد وبالتالي أجسام البشرية جمعاء لا تمتلك أي مناعة ضدّه، كاشفًا عن تصنيع لقاح للتصدي للفيروس منذ مدة قصيرة ولكنّه ما زال في طور التجربة والكمية الموجودة اليوم لا تكفي لكافة المصابين، موضحًا أنّه سيتم تصنيع اللقاح على مراحل وهو سيكون جاهزًا وقال: quot;كي تتم الدراسات الكافية على هذا اللقاح وحتى ننتهي من تسويقه فهو قد لا يصل إلينا قبل ربيع 2010 لذلك يجب أن نقوم بلقاح الانفلونزا العادية وفي الموسم المحدد وأن نكون دومًا يقظين وواعين لتجنّب التقاط الفيروسquot;. أما عن العلاجات المتوفرة فقال مخباط: quot;العلاج موجود ومتوفر لكل الناس وحتى يتم تصنيعه محليًا ولكن في النهاية هذا فيروس وفاعلية العلاج لا تكون مئة في المئة لأن اللقاح هو الأساس لتجنّب إلتقاط الفيروساتquot;.

واعتبرمخباط أن ظاهرة الـH1N1 لم تظهر حتى الآن بالحدة والأذية التي اعتدناها مع الانفلونزا العادية والموسمية وهي بالتأكيد أقل أذية من انفلونزا الطيور داعيًا لاستعمال الدواء بتروي وعدم الافراط بتناول الـTamiflu عند الاصابة بالانفلونزا العادية والاكتفاء بالعلاجات الطبيعية التي اعتدناها كالراحة وشرب السوائل... لأن الاستخدام المتمادي للأدوية قد يؤدي الى ولادة فيروسات جديدة مقاومة.
ولم يخف مخباط وجود خطر من تحوّل الفيروس وتطوره فينجم عنه فيروس جديد أكثر حدة، لكنّه وضع ذلك في خانة الخوف المبدئي والنظري وأضاف: quot;لا احد يستطيع أن يسيطر على امتداد الفيروس بين البشر فهو ينتقل تلقائيًا ويتملّك في الجسم البشري ما بين 8 و 12 أسبوع الى أن يبدأ بالتقلصquot;. وأوضح مخباط أن كافة فيروسات الانفلونزا تنتقل من الطيور الى الانسان فتتأقلم وتتحول في جسده البشري، علمًا أن الخنزير كذلك يلتقط الفيروس من الطيور فجسمه كجسم الانسان جاهز لتقبّل هذه الفيروسات.

مصدر مسؤول في وزارة الصحة أكّد لـ quot;إيلافquot; أنّه يتم الاعلان عن الحالات ليشكّل ذلك عامل اطمئنان للمواطنين بأن الوزارة تشخّص الحالات وتعمل على حصرها ومعالجتها وقال: quot;على اللبنانيين أن يقرأوا ذلك بشكل ايجابي فلسنا كبعض الدول التي تشخّص الحالات ولا تعلن عنهاquot;. وكشف أن كل الحالات التي اكتشفت قد قدمت من الخارج لافتًا الى ان العامل المطمئن هو شفاء معظمها دون تسجيل أي حالة وفاة وأوضح quot;ان الاجراءات الوقائية المتخذة في لبنان عمومًا وفي مطار بيروت خصوصًا، هي من الاجراءات الأكثر فاعلية في العالم فإلى جانب الأجهزة المتطورة التي تكشف المصابين فإنّ الارشادات والكتيبات التي يوزعها المختصون تؤثر ايجابيًا والى حد بعيد بالسيطرة على هذا الوباءquot;.