فواز الميموني من الرياض: يشيد مختصون سعوديين بـquot;الشفافيةquot; في تعامل السلطات الصحية في بلادهم مع مرض quot;انفلونزا المكسيكquot; الذي بدأ بالتفشي في دولتهم منذ بداية حزيران (يونيو) الماضي. واعتمدت إشادتهم على الإعلانات التي أصبحت شبه يومية منذ بدايته عن الحالات المصابة بعد يوم أو يومين في الأكثر من اكتشافها. غير أن الإشادة لم تستمر عند الحديث عن المتابعة الصحية للمريض. بحكم أنه لم يكن هناك quot;شفافيةquot; في هذا الموضوع خصوصاً عن الحالات الحرجة التي مروا بها. مقارنة بالإعلانات المستمرة التي يفصح عنها الوزير الدكتور عبدالله الربيعة عن صحة التوائم السيامية بعد إجراء عملية الفصل. غير أن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني نفى هذا الأمر في حديث مع quot;إيلافquot; بقوله :quot; هذا الأمر غير صحيحquot;.

ويؤكد مرغلاني أن الإعلانات عن حالات لم تأتي إلا بعد توصية من الخبراء وأنها مبنية على أساس علمي. إذ قوبلت بإشادة على مستوى كبير من الكثير خبراء عالميين ودول كبرى. واتضح ذلك بعد اجتماع الكبير الذي عقد في جدة (غرب السعودية ) لوضع خطط لكبح المرض. ويقارن مرغلاني استراتيجيات بلاده للوقاية من المرض مع الاستراتيجية البريطانية التي اتخذت وسيلة الإنترنت لعلاج المريض. الذي وصفها بـquot;الغير المعقولquot;. ويوضح أن:quot; هناك متابعة دقيقة للمصابين للاطمئنان على صحتهم إذ لا يمكن الاستهانة به فهذا مرض وبائيquot;.

ومن بين المختصين الذين أشادوا بـquot;الشفافيةquot; استشاري الأمراض المعدية الدكتور زياد الخالدي الذي أكد في حديث مع quot;إيلافquot; عدم السرية في اكتشاف المصابين، إذ أن الحالات كانت تعلن بصفة شبه يومي طيلة شهر حزيران. رغم أنه كان التوقعات أن يكون هناك تحفظ في الإعلانات. غير أن الواقع خيب جميع هذه التوقعات.

وكانت وزارة الصحة السعودية تشرح مع كل اكتشاف حالة سبل الوقائية من هذا المرض والذي من أهمها غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة 15-20 ثانية خصوصاً بعد السعال أو العطس أو فركها بالجل المعقم لليدين وكذلك استخدام المنديل عند السعال أو العطاس وتغطية الفم والأنف بهثم التخلص منه في سلة النفايات اضافة إلى محاولة تجنب ملامسة العينيين والأنف والفم باليد إلا بعد التأكد من نظافتهما مع ضرورة تجنب الاحتكاك بالمصابين وكذلك مواقع الازدحام والتجمعات التي ظهر فيها المرض قدر الإمكان وكذلك التقيد بالتوجيهات التي تصدرها وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى.

هذا الشرح يعتبره الخالدي أهم من الإعلان عن الحالة بحد قوله، وذلك بحكم أن توعية هي التي يحتاجها المواطنين في مثل هذا الوضع. وخصوصاً أن الأغلبية منهم لم يكن يتوقعون أن يصل بلادهم هذا الوباء بحكم نابع من quot;الخنازيرquot; الذي لا يتم بيعه في السعودية. ويشير إلى أنه مع تزايد الحالات في السعودية غير أنها لم تعتبر شيئاً مقارنة بالعالم.
رغم أنه لا توجد إحصائيات رسمية يؤكد مراقبون أن السعودية تعد الأولى عربياً بكثرة المصابين الذين فاق أعدادهم 200 حالة بينهم ما يقارب 20 في المئة من المصابين المواطنين. ما يستدعيهم إلى أن يستفسرون عن سبب توقف وزارة الصحة عن الإعلان في اكتشاف حالات جديدة؟. ونقلت quot;إيلافquot; هذا الاستفسار إلى مرغلاني الذي أوضح أن السبب هو توجيه من منظمة الصحة العالمية التي طلبت إيقاف الإعلانات وأن تنصب جميع الجهود في مكافحة المرض من خلال التوعية.