محمد حميدة من القاهرة: حذر خبراء من انتشار مرض التيفوئيد في مصر بسبب تلوث مياه نهر النيل شريان الحياة مشيرين إلى أن ما حدث في قرى محافظة القليوبية شمال القاهرة يمكن أن يتكرر في قرى او أماكن أخرى على مستوى محافظات الجمهورية مع استمرار إلقاء المخلفات والملوثات في نهر النيل وعدم صلاحية شبكات المياه وضعف كفاءة محطات التنقية. وكانت السلطات المصرية قد كشفت في الأيام الأخيرة عن عشرات الإصابات بمرض quot;التيفوئيدquot; في عدد من المناطق الريفية بمحافظة القليوبية شمال القاهرة، وبحسب آخر التقارير الصحية نقلت 15 حالة الى المستشفيات للعلاج من المرض بعد ظهور أعراضه على المواطنين تتمثل في القيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة والإعياء التام ، مشيرة إلى أن هذه الإصابات ربما تكون قد نتجت عن تلوث مياه الشرب، بسبب شبكات المياه المتهالكة في العديد من المناطق الريفية.

وجاءت الإصابات الجديدة في قريتي quot;الخرقانيةquot; وquot;البرادعةquot;، واتخذ محافظ القليوبية قرارًا بقطع المياه عن سكان القريتين، الى حين الانتهاء من فحص شبكة المياه الخاصة بهما، والعمل على تطهيرها من أي ملوثات قد تكون أصيبت بها.

وأكد الدكتور أنور الديب خبير بالمركز القومي للبحوث ان نهر النيل يعاني من مصادر عديدة للتلوث حيث يعتبر مصرفا للمخلفات الصناعية والزراعية وخاصة في المناطق التي يوجد بها كثافة في عدد المصانع، ما يعرض مياه الشرب لانتشار البكتيريا والحشرات الضارة التي لا تنجح أساليب المعالجة في القضاء عليها . وأضاف ان المشكلة تكمن فيالمحطات التي توجد في الأماكن الملوثة على النيل والتي لا تقوم بعملية تطهير كاملة للمياه، فضلاً عنأنّ أساليب المعالجة لا تستطيع إزالة التلوث الكيميائي إلا في حدود 40% فقط .

والمشكلة الأخرى التي تعتبر من مصادر تلوث المياه بحسب الدكتورة شادية ادوار أستاذة الصحة البيئة والكيمياء الصحية تكمن في الكسور او الخدوش في مواسير شبكات المياه او عدم تجديدها وكذلك الخزانات، مشيرة الى أن فاقد المياه المعالجة يصل الى مليار جنية سنويًا اذ يبلغ حجم إنفاق الدولة على المياه في مصر 32 مليار جنيه سنويًا. وتشير الى ان ذلك يؤثر على نقاء المياه وبالتالي صحة المستهلكين.

وتؤكد الدكتورة شادية الى ان الفلاتر التي يشتريها المواطنون لتركبها في صنابير المياه لتنقيتها ليس لها اي فائدة على الإطلاق بل تقوم بتجميع البكتيريا في الفيلتر ما يؤثر على صحة المستخدم ، قائلة ان هذه quot;الفيلتراتquot; صنعت لتستخدم في الدول التي صنعت فيها اي في أميركا وأوروبا ولا تصلح في مصر.

وقال الدكتور محمد شوقي أستاذ في أبحاث المياه ان حال شبكات المياه في مصر مزعج فهي تعاني من التآكل والصدأ والكسور والثقوب ولم تُجرَ لها صيانة منذ سنوات عديدة وبالتالي تكون بيئة خصبة لنمو البكتريا والجراثيم المضرة بالصحة وأصبح الكلور غير فاعلاً في التعامل معها ، مشيرًا الى ان دولا كثيرة بدأت تستخدم أساليب أخرى في التنقية بدلاً من الكلور مثل الأشعة البنفسجية وغاز الأوزون لكنه أكثر تكلفة .

وتعد أيضًا من ضمن مصادر تلوث المياه مولدات رفع المياه الى الأدوار العليا بحسب الدكتور شوقي لان ضغط الهواء يؤدي الى جرف الطفيليات والبكتيريا العالقة في جدران المولد مع قوة دفع المياه وبالتالي تفاعل البلاستيك والرصاص ما يشكل خطورة على صحة الإنسان.