رأى باحث ألماني أن التنزه في الطبيعة هي الوسيلة لمثلى لعلاج المدمنين.

_________________________________________________________________

أبحاث العلماء لاتتوقف من أجل وجود علاج فعال للإدمان، خاصة وأن هناك فريق من الأطباء يعتقد أن الإدمان هو مرض يجب علاجه. ويحدث الإدمان عادة عندما يبدأ الشخص بإنتظام فى الإعتياد على شيء ما مثل المخدرات ، عندئذ تحفز تلك المادة المخدرة المخ على افراز مادة quot; الدوبامينquot; التى تشعره بالراحة ويتولد لديه مشاعر جميلة ـ وعندما ينتهى مفعولها فإن المخ يبدأ فى إرسال اشارات مضمونها أن الجسم فى حاجة مرة أخرى الى تلك المادة ، ومن ثم فإن تكرار العملية سيحفز العقل على الإحتفاظ بهذا التأثير فى ذاكرته كشيء جيد من تلك الإحتياجات التى تساعد الجسم على الإسترخاء، أما فى حالة غياب هذا التأثير فإن المخ سيبدأ فى إفراز مادة quot;الجلوتومات quot; التى تعتبر مادة مضادة للدوبامين فيتولد لدى المدمن عندئذ مشاعر السلبية والإحباط.

فى ألمانيا إستطاع أحد الأطباء ويدعى نوربرت يتمان من إستحداث طريقة جديدة لا تخضع للقوانين الطبية المتعارف عليها لعلاج مرضاه من المدمنين، تتلخص طريقة العلاج ببساطة فى القيام بنزهات الى المناطق الجبلية خاصة جبال الألب حيث الطبيعة شديدة التميز ، يشرح الطبيب المعالج برنامج العلاج الذى يتلخص فى إصطحاب مجموعات من المرضى فى جولات عبر قمم وسفوح الجبال لمدة ثمانية أيام، يقطعون فيها مسافات من السير تصل الى 110 كيلو متر ويصلون إلى إرتفاعات من القمم تصل إلى ستة آلاف مترـ رغم أن هذه المهمة قد تبدو مستحيلة فى حالة المدمنين الذين ينعكس الإدمان على أجسامهم فتصبح واهنة شديدة الضعف فإن الطبيب يتمان يقول إنه الشيء الوحيد الذي سيعزز ثقتهم بانفسهم فى حالة إتمام المهمة التى أوكلت إليهم بعيداً عن عالم المخدرات وسيصبح لهم ذلك بمثابة نجاح وشئ إيجابى فى حياتهم يساعدهم على عودة التألق ومن ثم قيامهم بتجربة شخصية ايجابية جديدة ، ومن هنا سيبدأ اهتمامهم بإنجاز تجارب ناجحة وايجابية في حياتهم ستكون دافعاً لهم للشفاء.

يريquot; ويتمانquot; ايضا ان صعوبة المهمة ستقوي من حالتهم النفسية ، وستعطيهم زخماً معنوياً جديداً بالنظر الى معايشة أجواء الطبيعة الخلابة إضافة الى المجموعة المصاحبة لهم والتى يتم اختيارها بعناية شديدة للمساعدة فى تحسين حالتهم النفسية .
المشاركون فى برنامج العلاج لديهم فرصة كبيرة فى العودة الى الحياة الطبيعية بالتغلب على إدمان المخدارات الذى هو بالطبع له توابع كثيرة من أهمها إصابة الشخص بالإضطراب النفسي والاكتئاب .

المعهد المركزي للصحة النفسية في مانهايم اصدر دراسة اكد فيها الطبيب ديريك هيرمان أن الإدمان هو مرض يمكن خضوعه للعلاج وفي هذا السياق يقول الطبيب ويتمان إن 90% من المدمنين يتم علاجهم نفسسياً لذلك فهو يرى أن أخذهم في جولات في جبال الألب هي محاولة للعلاج النفسي الذى يتم فيه تحويل المدمنيين نهائيا بعيداًعن طريق ادمان المخدرات.

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية عن الإدمان الى موت نسبة من 2.5% الي 3% من المدمنين على تعاطي الأفيون وحده سنويا، والأسباب قد تكون من جراء جرعات زائدة ، أما الذين يتعاطون الهيروين فإن كل ثاني مدمن فى خلال فترة عشرين سنة من الإدمان تحدث له الوفاة ، وتقول التقارير إن الحال ليس بأفضل مع الإدمان المشروع ،كإدمان الكحول والتدخين اذ تصل نسبة الموت منه فى ألمانيا وحدها الى 140 الف فرد سنويا من التدخين و42 الف من الكحول.