أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من فئران التجارب أن التدخين السلبي قد يُسَبِّب طفرات في الحمض النووي للحيوانات المنوية. وأوضحت النتائج أن الرجال الذين يتعرضون لدخان التبغ بطريقة غير مباشرة قد يمررون أي تشوهات وراثية ناتجة لأولادهم.
_________________________________________________________________

من المعروف أن الرجال الذين يدخنون تتزايد لديهم أخطار التعرض لتشوهات في حيواناتهم المنوية، بما في ذلك انخفاض القدرة على الحركة وزيادة التلف في الحمض النووي. ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن فرانشيسكو مارشيتي، من مختبر لورانس بيركلي الوطني في ولاية كاليفورنيا، الذي أجرى تلك الدراسة الحديثة، قوله :quot; خلصت مؤخراً الوكالة الدولية لبحوث السرطان إلى وجود أدلة كافية للربط بين تدخين الأب لدى البشر وبين زيادة أخطار إصابة الأطفال بالسرطان، ما يشير إلى أن تدخين التبغ يُسبب طفرة وراثية في الخلايا الجرثومية لدى البشرquot;.

آلان باسي، خبير خصوبة بجامعة شيفلد البريطانية، قال من جانبه quot;ما لا نعرفه، وما نتغاضى عنه، هو التأثير الذي يحظى به التدخين السلبي. وأعتقد أنه من غير المستغرب أن يكون التدخين السلبي سبباً في حدوث نفس نوع التلف، لأنك تستنشق نفس الأشياء، ولو بمستويات مختلفةquot;. وتبين من خلال الدراسة التي أجريت على 32 فأراً أن وتيرة التحولات في الحيوانات المنوية لدى مجموعة فئران التجارب التي خضعت للمراقبة ndash; ولم تتعرض لدخان السجائر ndash; كانت 1.3 و 1.5 %.

واتضح كذلك أن متوسط معدل الطفرات أو التحولات لدى الفئران التي تعرضت للدخان بشكل مباشر كان 4 % و 4.7 %، للجرعات المنخفضة والمرتفعة. وبالنسبة للفئران التي تعرضت للدخان بصورة غير مباشرة، فكان معدل الطفرات لديها 4.6 % و 2.6 % للجرعات المنخفضة والمرتفعة على التوالي. وأوضح الباحثون، وفقاً لما خلصوا إليه من نتائج، أن تعرض الأب لدخان التبغ بشكل غير مباشر يحظى بعواقب إنجابية تتجاوز المدخن السلبي. وأوضح مارشيتي أن تلك النتائج تقدم أدلة دامغة لدعم البرهان الذي يقول إنه ينبغي اعتبار التدخين السلبي بمثابة مُغيِّر الخلية الجرثومية لدى البشر. وقال إن تعرض الرجال لتبغ الدخان بطريقة غير مباشرة قد يحظى بعواقب ضارة لعملية التناسل كتلك التي تنجم عن التدخين المباشر.