تجددت المخاوف من الأخطار الصحية للأعشاب البحرية السامة الموجودة في شبه جزيرة بريتاني، التي تقع في الشمال الغربي من فرنسا، بعد أن تم العثور على جثتي خنزيرين بريين على أحد الشواطئ هناك. كما تضاعفت خلال عام واحد فقط كمية تلك الطحالب الخضراء كريهة الرائحة التي يتم تجميعها من الشواطئ الغربية الفرنسية.

______________________________________________________________________

قال أناس معنيون بالمحافظة على البيئة إن الأعشاب البحرية السامة في شبه جزيرة بريتاني امتدت الآن إلى أكثر من 200 موقعاً، على طول ساحل المحيط الأطلسي من جنوب بريتاني إلى شواطئ نورماندي. كما حذر خبراء من أن الطحالب تشكل خطراً على الصحة، لأنها حين تصاب بالعفن، تقوم بانتاج غاز سلفايد الهيدروجين، الذي وإن حوصر تحت قشرة الأعشاب البحرية ثم أُطلِق سراحه فجأةً، فإنه قد يكون مميتاً مثل غاز السيانيد.

ومؤخراً، أطلقت وكالة quot; Anses quot; الفرنسية للسلامة والصحة الغذائية والبيئية والمهنية، مجموعة من الإرشادات التي يجب الاستعانة بها عند التعامل مع الحمأة الخضراء، قائلةً إنه من الضروري أن يتم التقاطها في غضون 48 ساعة من وصولها للشاطئ، قبل أن تبدأ في إفراز الغاز. وإن لم يحدث ذلك، فإنها قد تتسبب - في أسوأ الحالات - في الإصابة بفقدان الوعي إلى جانب الإصابة بسكتة قلبية أو غيبوبة.

ولفتت صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن الأعشاب البحرية ظلت تتكاثر بسرعة غير طبيعية، بسبب استخدام كميات كبيرة من النترات في مزارع تربية الدواجن والخنازير، التي تتسرب إلى أنهار المنطقة وجداول المياه وتصب في نهاية المطاف في البحر. وقال ألين مينيسكين، الخبير بمختبر quot;Ifremer quot; البحري الحكومي :quot; تجمعت كل الظروف هذا العام من أجل إنماء الطحالب الخضراء. فقد سمحت الشمس ودفء شهر أيار (مايو) لتلك الطحالب بأن تقوم بعملية التركيب الضوئي، ثم جاءت أمطار شهر حزيران ( يونيو) لتجلب معها النترات التي تحتاج إليها الطحالب كي تنمو وتكبرquot;.

وبحلول نهاية شهر حزيران ( يونيو) الماضي، تم تجميع أعشاب بحرية على مساحة تقدر بحوالي 25 ألف متر مربع في شواطئ بريتاني، وهي ضعف الكمية التي تم تجميعها العام الماضي. كما نوهت التلغراف بأن الحكومة أطلقت العام الماضي خطة لمكافحة الأعشاب البحرية، بعد نفوق حصان نتيجة استنشاقه أبخرة سامة على شاطئ quot;سان ميشال إن غرافquot; عام 2009، وفقدان قائده كذلك للوعي.

وفي غضون ذلك، أكدت مجموعة من الخبراء أن تخفيض الطحالب يتطلب بقاء تركيز النترات عند مستوى 10 مليغرام للتر الواحد على الأكثر، علماً بأن تركيزها الحالي يتراوح ما بين 30 و 40 مليغرام للتر الواحد في الممرات المائية المنتشرة بالمنطقة.