من الالغاز التي لم يتمكن الطب بدقة من الكشف الكامل عن أسرارها هو سن اليأس لدى النساء ومعرفة فترة نهاية الخصوبة لدى المرأة وانجاب الاولاد بدقة.
لم يفلح الطبالى الآنأن يحدد بدقة متناهية مخزون البويضات في مبيض المرأة الواحدة لمعرفة فترة الخصوبة المتبقية لها.
مع ذلك يقول علماء من جامعة واشنطن ان الاختبارات التي قاموا بها خلال العقدين الماضين هي الأفضل ويمكن الاعتماد عليها، رغم انهم يؤكدون على التمهل وعدم تسرع النساء لاجراء اختبار الخصوبة لديهن قبل ظهور المزيد من نتائج التجارب التي مازالت تجرى.
وفي محاولتهم لاستنباط وسيلة أو طريقة أو اختبار لتحذير النساء من مخاطر تأجيل الزواج والانجاب يؤكد فريق من هذه الجامعة بادارة الطبيبة الاميركية المكسيكية الاصل الونا فولاريس المتخصصة بعلوم الانجاب والخصوبة على وجود علاقة ما بين بداية سن اليأس والمورثات او الجينات لدى المرأة، لانه يمكن في الكثير من الحالات التبؤ بالعمر الذي تتوقف فيه المرأة عن الانجاب.
ولكن من جانب آخر لا يعني هذا ان تُستخدم تقنية العلاج الجيني لتصحيح الوضع او ايجاد حل للمشكلة، وذلك بسبب وجود عدد كبير من المورثات المسؤولة عن هذه العملية البيولوجية. والطريقة التي يعمل بها اختبار الطبيبة الاميركية تستدعي معرفة التغيرات التي تحدث داخل جسم المرأة، فهذا يمكن في أغلب الاحيان من تحديد فقدان الخصوبة. ففي السابق لم يكن سن اليأس يثير الاهتمام، حينها كان لا يتجاوز معدل عمر الانسان الخمسين عاما ولكنه يحدث اليوم، وعمر المرأة الان يتجاوز احيانا وبالاخص في الغرب الـ 80 عاما بسبب العناية الصحية الجيدة، ولعل أبرز مظاهر سن اليأس عند المرأة هو الجانب المتعلق بالطمث وتناقص عدد البويضات الذي يحدث على مراحل.
فكما هو متعارف عليه فان المبيض يحتوي على قناة ثابتة للبويضات غير الناضجة يصل عددها الى مليوني بويضة عند ولادة البنت ويصاحب حياة المرأة 400 دورة شهرية، لكن يبقى عدد البويضات هو العامل الحاسم في عملية الخصوبة والانجاب. فقبل ان تصل المرأة سن اليأس ولدى البعض قبل سن الاربعين، يحدث تراجع في عدد البويضات ويستمر بلا توقف.
ففي سن الثانية عشرة تتراوح أعداد البويضات ما بين ال300 الف الى 600 الف وتصل الى حوالي ال25 الف تقريبا عندما يصبح عمر المرأة 37 عاما تقريبا او اربعين. بعد ذلك تبدأ تلك الاعداد في الانخفاض السريع ، ما يجعل الخصوبة في تراجع مستمر ويصبح الانجاب صعبا واذا ما حدث فان مخاطر ترافقه مثل الاجهاض او التشويه الخلقي للجنين، لان المرأة اذا ما حملت في هذا السن فان عظامها تكون اكثر هشاشة نتيجة فقدان كمية كبيرة من الكالسيوم ولديها زيادة في كمية هرمونات الغدة النخامية.
هذا لا يعني ان النساء في سن الاربعين او الخمسين لا حظ لهم بالانجاب، الا ان ذلك غالبا ما يرافقه مصاعب صحية جدية منها الاصابة بالسكري او بارتفاع ضغط الدم ما يتطلب تناولها عقاقير سوف تؤثر على الجنين. وعندما تقترب المرأة من سن اليأس تصل اعداد هذه البويضات الى الف وهو عدد قليل جدا لتكوين بويضة ناضجة يمكن تخصيبها.
التعليقات