انتشرت في الآونة الأخيرة في دولة الإمارات ما يعرف بعمليات قص أو تصغير أو تحويل مسار المعدة، حيث زاد الإقبال على تلك العمليات بشكل كبير جدا خاصة من قبل الشباب الإماراتي من الجنسين والذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاما، وتحولت تلك العمليات إلى ظاهرة يقبل عليها كل من يعاني من السمنة المفرطة، أو من لم يجد حلا لإنقاص وزنه من خلال ممارسة الرياضة. ولكن المشكلة أن تلك العمليات لا تخلو من الآثار الجانبية السيئة التي قد تعود بالضرر الشديد على المريض إذا لم يتم إجراؤها من قبل طبيب متمكن، أو إذا لم يتبع المريض الإرشادات الغذائية القاسية بعد إتمامه للعملية.


يقولالدكتور قاسم أهلي استشاري الجراحة التجميلية في مستشفى راشد في دبي لـquot;إيلافquot; إن عمليات ربط أو قص (تصغير) المعدة عادة ما يلجأ إليها الشخص إذا زادت كثافة جسمه عن 35% من المعدل الطبيعي لوزنه. مبينا أنه عادة ما يقوم الأشخاص الذين وصلت أحجامهم لدرجة لا يمكن تقليلها بممارسة أي وسيلة رياضية أو بأي برنامج من برامج التخسيس بعمليات تصغير المعدة أو ربطها أو تحويل مجراها. وأن أوزان هؤلاء الأشخاص لا تقل بأي حال عن الـ 100 كيلو جرام بالنسبة للرجال وعن 80 كيلو جرام بالنسبة للنساء.

وأشار الدكتور أهلي إلى أنه بعد أن يقوم الشخص بالخضوع لتلك العملية يقل وزن جسمه بشكل كبير وسريع في كامل أنحاء الجسم، حيث تنخفض كثافة الشحوم المتراكمة تحت الجلد في مناطق البطن والأرداف والوجه واليدين والقدمين وغيرها، ولكنه أوضح أن بعض هؤلاء الأشخاص قد يحتاجون لإجراء عمليات تجميلية مثل الشد وشفط الدهون في أماكن معينه من الجسم وإعادة تأهيل وترتيب الجسم بعد 6 أشهر أو عام من وقت تلك العملية، وذلك لأنه قد ينجم عنها عدم اتساق كبير في الجسم نتيجة انخفاض الوزن في أماكن معينة منه بشكل أكبر من مناطق أخرى.

وأضاف الدكتور أهلي أن من يقوم بتلك العملية لا بد وأن يخضع لبرنامج غذائي دقيق قبل وبعد العملية، إضافة إلى برنامج علاج نفسي بعدها حتى لا يعود للشراهة في تناول الماكولات مرة أخرى، حيث أن مثل هذه البرامج تؤدي إلى حدوث توازن في عملية تناول الشخص للأطعمة والمشروبات بعد العملية لفترة طويلة.

لافتا إلى أن نجاح تلك العمليات غير مضمون بنسبة 100%، لأن هناك إمكانية لحدوث مضاعفات بعدها. ولكنه نوه إلى أن معظم هذه العمليات عادة ما تتم دون حدوث مضاعفات خطيرة في المستقبل، على أن يتوقف ذلك على مدى إلتزام المريض بتعليمات الطبيب وعلى البرامج الغذائية والنفسية بعد إجرائها. أي أن هذه العملية لا يمكن أن تنجح إلا بتعاون المريض الكامل مع الطبيب وتفهمه لحالته. كما يجب على الطبيب اختيار نظام الغذاء المناسب للمريض وأن يصارحه بما يمكن أن يحدث له من مضاعفات من جراء العملية التي قد لا تخلو من rlm;مخاطر.

وأشار إلى أن إجراء تلك العملية يتم في دقائق معدودة بحيث لا تتجاوز 30 دقيقة، وهي عملية جراحية تجري من خلال المنظار بعمل فتحات لا تتعدي rlm;السنتيمترات، بعد التخدير الكامل للمريض.

وهناك ثلاثة أنواع من العمليات التي تجرى لتخفيض الوزن هي تحويل مسار المعدة، وقص المعدة rlm;وتدبيسها، وربط المعدة، وتزيد نسبة نجاحهم جميعا عن 90%. وتساعد عمليات تحويل مسار أو مجرى المعدة على إنقاص rlm;الوزن بنسبة تزيد rlm;عن rlm;rlm;65% من الوزن الأساسي للشخص قبل العملية وهي العملية rlm;يقول معظم أطباء rlm;الجراحة إنها الأفضل لأن نتائجها تستمر حتى 35 عاماrlm;. أما عملية قص rlm;وتدبيس المعدة rlm;فتساعد على إنقاص الوزن بنسبة تزيد عن 60%. وتساعد عمليات ربط rlm;المعدة rlm;على خفض الوزن بنسبة 50% تقريبا. rlm;وتتراوح تكاليف تلك العملية بين 20000 و40000 ألف درهم حسب نوعها rlm;وحالة rlm;المريض المتقدم لها.rlm;

معدلات خطيرة للسمنة

وتجدر الإشارة إلى أن السمنة المفرطة تعد من أبرز المشكلات الصحية الشائعة في دولة الإمارات، حيث يعاني منها عدد كبير من المراهقين والبالغين نتيجة العادات الغذائية السيئة مثل الاعتماد على الوجبات السريعة وقلة الحركة والعزوف عن ممارسة التمارين الرياضية. ويعاني من 5 وحتى 10% من أطفال ما قبل الدراسة في الإمارات من السمنة، بينما rlm;تزداد النسبة بين 10 إلى 15% عند أطفال المدرسة الابتدائية، و20 إلى 40 % عند rlm;طلاب المرحلة الثانوية.

وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن الإمارات تأتي في المرتبة الرابعة بين أعلى معدلات السمنة في العالم بنسبة 7.33%، بعد المملكة العربية السعودية التي تأتي في المرتبة الثالثة عالميا، حيث تصل نسبة السكان الذين يعانون من زيادة في الوزن إلى 6.35%، وتأتي البحرين في المرتبة السادسة بنسبة 9.28%، ثم الكويت في المرتبة السابعة بنسبة 8.28%.