لا تمثل البدانة مشكلة جمالية ونفسية فقط وإنما صحية أيضا ترتبط بشكل وثيق بالنشاط الجنسي للإنسان ولذلك فان المصابين بالبدانة يعانون إضافة إلى الإشكالات النفسية المتمثلة بعدم رضاهم من وضع أجسادهم وتراجع ثقتهم بالنفس من ضعف جنسي مع أن التوق الجنسي للبدينين هو مساوي لنفس التوق الموجود لدى الناس من ذوي الأوزان الطبيعية .



تؤكد الدكتورة كريستينا غالوفا من معهد برنو لتخفيض الوزن والوقاية من تعقيدات البدانة بأن الحياة الجنسية للرجال والنساء على حد سواء تتأثر بشكل سلبي بالتعقيدات الصحية الناجمة مباشرة عن البدانة ، مشيرة إلى أن ارتفاع ضغط الدم ومستوى السكر في الدم وارتفاع مستوى الكولسترول يظهر خلال وقت أقصاه خمسة أعوام من حدوث الزيادة في الوزن الأمر الذي يؤدي في الكثير من الحالات إلى الإصابة بالضعف الجنسي والى حدوث إشكالات أخرى .

تخفيض الوزن يحسن الوضع الصحي

تؤكد غالوفا بأن هذه النتيجة قد أكدها بحث قام به المعهد على 70 شخصا من البدينين أو الذين يشكون من زيادة في الوزن وتم لديهم تشخيص ارتفاع في ضغط الدم من الدرجتين الأولى والثانية أما أعمارهم المتوسطية فكانت 49,7 عاما .
وانخفضت أوزانهم خلال تطبيق برنامج حمية لهم بمعدل وسطي قدره 9,2 كغ الأمر الذي حسن من أوضاعهم الصحية بشكل ملموس .
وتضيف أن البحث قد أكد بان المقدرة الجنسية لدى الرجال تحسنت بشكل جيد من جراء تحسن الوضع الصحي ككل نتيجة لتخفيض الوزن مشددة على أن أسلوب الحياة الصحي يعتبر الطريق الأفضل للتمتع بصحة جيدة وللتمتع بحياة زوجية سعيدة .

نوعية التعقيدات التي تسببها البدانة

تؤثر البدانة سلبيا بشكل رئيسي على الدورة الدموية التي تلعب دورا رئيسيا في فعالية الأعضاء التناسلية لان ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين تعتبران في الأغلب من الأسباب المباشرة لقلة تدفق الدم في العضلات والأنسجة وبالتالي حدوث ضعف الانتصاب غير انه من الضروري الإضافة أيضا بان مثل هذا الأمر يمكن أن ينجم عن التأثيرات الجانبية لاستخدام الأدوية التي وصفها الطبيب لهذه الأمراض .
وتؤكد الدكتورة غالوفا بان البدانة لا تؤثر سلبيا على الحياة الجنسية للرجال وإنما أيضا على النساء لان الأداء الجنسي لديهن يضعف نتيجة لإثقال البدانة للنشوة الجنسية كما أن البدانة الزائدة أيضا يمكن لها أن تصعب حدوث عملية التواصل الجنسي نفسه من الناحية الفنية فالناس البدينين يفقدون نفسهم بسرعة ولذلك يبحثون من الوضعية المناسبة الأسهل لان بعض الوضعيات تعتبر مرهقة لهم .

النفسية السيئة سبب ونتيجة لحالة عدم الرضاء

تلعب الأمور النفسية دورا كبيرا في الإشكالات الجنسية التي تحدث لدى النساء فالمرأة التي لا تحب جسدها لا تتقن تحقيق الاسترخاء و الراحة أثناء ممارسة الجنس لأنها تركز بشكل مستمر على كيفية إخفاء الزيادة التي لديها في الوزن أما نتيجة ذلك فتكون في أغلب الأحيان الفشل في تحقيق اللذة المنشودة .
وتنبه الدكتورة غالوفا إلى أن النساء البدينات لا يوددن كثيرا الحديث عن الحياة الجنسية لهن غير أنهن يصبحن أكثر انفتاحا وصراحة بعد تخفيض أوزانهم و أما تحسن حياتهم الجنسية فيعيدنه ليس فقط إلى الشكل الجذاب وإنما أيضا إلى ارتفاع الشعور بالثقة بالنفس .
وأكدت بان العامل النفسي يلعب دورا كبيرا أيضا عند الرجال فإضافة إلى نمو بطونهم الذي يعيقهم في الكثير من الأحيان فإن موضوع ضعف الانتصاب يعتبر من المواضيع الحساسة ولذلك يتظاهرون بالتعب للتهرب من التزاماتهم الزوجية بدلا من الاعتراف بإخفاقاتهم أما النساء ففي الأغلب يفسرن هذا الفقدان للاهتمام بحدوث خيانة زوجية ولذلك فبدلا من أن يساهمن في حل مشاكل شركائهن فان الانغلاق يحدث بين الزوجين الأمر الذي يجعل المشكلة تتعمق مع أن الحل يتصف بالسهولة ويكمن بتخفيض الوزن .
وتضيف أن كل كيلوغرام يتم التخلص منه يحسن وضع الجسم والشعور الشخصي بالرضاء الأمر الذي يزيد من الثقة بالنفس ويحسن العلاقات مع الوسط القريب .