quot;إيلافquot; تحاور زعيم أكبر حزب إصلاحي في إيران
لا وجود لانتخابات حرة والقيود علينا كثيرة

يوسف عزيزي من طهران: في طقس بارد جدا ، وفيما كانت الثلوج تنهمر على العاصمة الايرانية وتغطي الارض بلونها الفضي، قصدت quot;إيلافquot; مكتب د. محسن ميردامادي الامين العام لحزب جبهة المشاركة لايران الاسلامية الواقع في كلية القانون والعلوم السياسية في جامعة طهران حيث يحاضر هناك كأستاذ جامعي.وتطرقنا في هذا الحوار مع ميردامادي ndash; المشغول هذه الايام بالحملة الانتخابية التي يقوم بها ائتلاف الاصلاحيين الى مواضيع انتخابات المجالس البلدية ومجلس الخبراء وكذلك مشاكل العرب في جنوب ايران وما تشهده ساحات الجامعات الايرانية من تطورات فكرية وسياسية. وفي ما يلي نص الحوار مع ميردامادي الذي يعتبر زعيم اكبر حزب اصلاحي في ايران:

كيف ترى الأجواء الانتخابية في البلاد؛ يبدو انها كطقس هذه الايام باردة وصقيعية؟
السؤال عام. لكنني اعتقد بوجود تباين في الاجواء بين المحافظات المختلفة في البلاد، حيث توجد منافسة مقبولة نسبيا في بعض المناطق، والاجواء بالطبع افضل. لكن في بعض المناطق لا توجد منافسة جدية حيث هناك اقصاءات واسعة للمرشحين (من قبل مجلس صيانة الدستور). واذا اردنا ان نضع طهران كمعيار حيث المنافسة افضل نسبيا من المناطق الاخرى في البلاد يمكن نقول ان هناك منافسة بين المرشحين. لكن الاجواء الانتخابية - كما ترى- لم تسخن بعد، والعامل الرئيس لذلك - برأيي- هو ان الدعاية الإعلامية ليست نشطة على الرغم من تنوع المرشحين وتعددهم، خاصة في ظل قيود كثيرة مفروضة على نشاط الاصلاحيين. وكما تشاهد في وسط طهران فإن الدعاية الانتخابية ليست متكافئة، فالدعاية الخاصة بالطرف المقابل (اي المتشددين الموالين للحكومة) اوسع بكثير وذلك بسبب القيود المختلفة المفروضة على الاصلاحيين.


هل يمكن أن نصف هذه الانتخابات بالحرة؟ ونحن نشاهد إقصاءات واسعة للشخصيات والقوى المعارضة والقوميات غير الفارسية وبل للاصلاحيين ايضا؟
ماذا نعني بالانتخابات الحرة؟ اذا اردنا انتخابات حرة مثلما هو معمول بالعرف السياسي فهذا يتم في الدول الديمقراطية، فلا هذه الانتخابات حرة ولا الانتخابات الماضية حرة. في انتخاباتنا يتم إقصاء العديد من المرشحين دون دليل، وقد حدث هذا في الانتخابات الراهنة ايضا. فقد تم اقصاء مختلف المرشحين بلا مبرر وهذا ما يفقد الانتخابات فعلا مميزات الانتخابات الحرة.
في اي انتخابات حرة يجب على كافة المؤسسات الحكومية والتنفيذية والمشرفة على الانتخابات أن تكون محايدة بالكامل، وهو ما لا نشاهده في هذه الانتخابات. فلأول مرة في تاريخ الجمهورية الاسلامية نرى هذا التماثل الفكري بين اللجان التنفيذية
و المشرفة على الانتخابات، اي انها تنتمي الى جناح واحد وهو معسكر اليمين، حيث ينتمي عدد كبير منهم الى القوى الراديكالية من اليمين. فالبعض من هؤلاء لا يؤمنوا اساسا باصوات الجماهير، اي انهم يتبعون فكريا شخصيات لم تؤمن باصوات الشعب. فمن الطبيعي ان يطرح هذا الامر الاشكالية التالية وهي كيف يمكن للذين لم يؤمنوا بالتصويت واصوات الناس ان يشاركوا في الانتخابات
و ان يكونوا امناء على اصواتهم. فالاجهزة الحكومية ايضا ليست محايدة في هذه الانتخابات. فعليه اذا اردنا ان نقارن هذه الانتخابات بالمعايير الخاصة بالانتخابات الحرة في الدول الديمقراطية فاننا لا يمكن ان نصفها بالانتخابات الحرة، لكن اذا نظرنا الى الامور من زاوية الواقع القائم في بلادنا - حيث يتم رفض عدد كبير من المرشحين، كما جرى لمرشحي مجلس الخبراء في هذه الانتخابات ndash; فلا توجد اساسا اي منافسة في هذا المجال. فقد شهدنا حالتين اولا عدم تقدم اي مرشح محسوب على احد التيارات الفكرية المهمة في المجتمع الايراني ( الاصلاحيين) لانه لا يرى الظروف ملائمة، وثانيا تقدم البعض القليل ورفضهم من قبل مجلس صيانة الدستور.
المقاطعة والمشاركة


يبدو ان فصيلين اصلاحيين مهمين اي انتم في جبهة المشاركة ومنظمة مجاهدي الثورة الاسلامية سيقاطعان انتخابات مجلس الخبراء؟
لا، لم نقاطع. نحن لم نقاطع الانتخابات لا في الماضي ولا حاليا. نحن قلنا اذا قدمت رابطة رجال الدين المناضلين
( روحانيون) - الاصلاحية ndash; قائمة فاننا سندعمها وسنسايرها، اي اننا حولنا امر انتخابات مجلس الخبراء الى الرابطة. لكن بما ان مرشحي الرابطة لم يتقدموا للاسباب التي ذكرتها او تم رفضهم، فهذا يعني فعلا ان لارأي لنا في انتخابات مجلس الخبراء.


اي انكم لم تشاركوا في هذه الانتخابات بالذات؟
لا نريد ان نقول هذا، ونحن نحول الامر الى اعضاء الحزب ومؤيديه كي يقرروا بانفسهم.
لكن في قضية انتخابات المجالس المحلية فان الوضع يختلف. صحيح انها لا تتمتع بميزات الانتخابات الحرة لكن يمكننا أن نقول انها تتمتع بالحد الاقل من الحريات، لا سيما بوجود عدد لا بأس به من المرشحين كي يتنافسوا. لكن توجد مشكلتان لدينا في هذا المجال، الاولى، قضية الاعلام والدعاية باعتبار انهم اغلقوا مؤسساتنا الاعلامية المهمة قبل الحملات الانتخابية حيث قاموا بايقاف بعض الصحف عشية الانتخابات واهمها كانت صحيفة quot;شرقquot;، والثانية حالة القلق الموجودة لدينا ازاء نزاهة الانتخابات.


هناك امر آخر يعود للشعب. نحن نعلم ان فئات واسعة من الشعب الايراني قاطعت انتخابات المجالس المحلية قبل 4 سنوات، ويقال ان 17 مليون شخص لم يشاركوا في تلك الانتخابات. فهل تأملون ان يحضر المقاطعون للانتخابات يوم الجمعة على صناديق الاقتراع؛ ومن المعروف ان المشاركة الجماهيرية الواسعة ستكون لصالح الاصلاحيين، وان المشاركة القليلة هي لصالح المتشددين.
لاحظ، اننا شاهدنا اقل نسبة للمشاركة في انتخابات المجالس البلدية السابقة (الدورة الثانية) قياسا بجميع الانتخابات التي تمت منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران. اذ شارك نحو 49 في المئة في كافة انحاء ايران، لكن نسبة المشاركة في المدن الكبرى كطهران
و اصفهان كانت 11 في المئة. والسبب الرئيس لنجاح المحافظين في تلك الانتخابات يعود الى تلك النسبة المنخفضة من المشاركة الجماهيرية. لكن هناك ادلة عديدة تؤكد ان المشاركة في انتخابات يوم الجمعة في المدن الكبرى ستكون اكثر من 15 في المئة. اولا اننا لانشاهد تلك الاجواء الثقيلة التي تشجع الناس على عدم المشاركة في الانتخابات او انها قليلة، ففي تلك الفترة (قبل 4 سنوات) كان الناس وخاصة الشباب ينظرون الى الخارج حيث كانوا يتصورون ان التحول آت من الخارج؛ وهذا الامر انخفض جدا قياسا للماضي. وثانيا ان التيارين السياسيين الرئيسين في البلاد - اي الاصلاحيين والمحافظين - اخذا يتمتعان بشؤون تنظيمية اقوى من السابق. اي انهما يأتيان باعداد اوسع من المصوتين على صناديق الاقتراع. وبعد الانتخابات الرئاسية في العام الماضي بدأ العديد من الناس يدرك اهمية الانتخابات حيث ان عدم مشاركتهم يمكن ان تؤدي الى أحداث تضرهم اكثر فاكثر.


ما هو توقعكم لنتائج الانتخابات القادمة؟
هناك صعوبة في توقع نتائج الانتخابات في ايران، بسبب غياب نظام دقيق وعلمي لاستطلاع الرأي العام لنتمكن على اساسه من التكهن بالنتائج ولو بشكل نسبي مقبول. فالمشكلة في استطلاع الرأي هنا هو ان العديد من الناس الذين لن يشاركوا في الانتخابات يقولون للمستطلعين انهم سيشاركون. فعلي سبيل المثال كافة الاستطلاعات التي تمت في الدورة السابقة لانتخابات المجالس المحلية كانت تفيد بأن 40 في المئة من المؤهلين للتصويت في طهران سيشاركون في الانتخابات، فيما لم يشارك الا 11 في المئة.
الشيء نفسه يحدث حاليا لذلك لايوجد اي اساس علمي لاستطلاع الرأي، لكن نحن نتوقع ان يدخل عدد من المرشحين من القوائم الثلاث الى المجلس البلدي في طهران واعني قوائم الاصلاحيين،
و الموالين للرئيس احمدي نجاد، ومؤيدي رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.


يعد حزبكم اي جبهة المشاركة لايران الاسلامية اكبر فصيل سياسي في قائمة الائتلاف الإصلاحي، غير ان عدد مرشحيكم قليل جدا في القائمة؟ لماذا؟
ليس كما تقول. لاحظ ان الامر المهم لنا كان منذ الاول ان يصل الاصلاحيون الى قائمة واحدة والا يكون هناك اي تعدد في القوائم الاصلاحية؛.وللوصول الى هذا الهدف لم نصر على إدخال شخصيات ووجوه من جبهة المشاركة؛ حتى اننا لم نطلب من الوجوه الحزبية البارزة لدينا للتسجيل للترشح. هناك عناصر غير حزبية في القائمة الاصلاحية والحزب الوحيد الذي تم منحه حصة في القائمة هو حزب quot;اعتماد مليquot; (التابع لرئيس البرلمان السابق مهدي كروبي) حيث قرر الائتلاف منحه 3 مقاعد في القائمة. نحن سعداء بهذا الائتلاف حيث نعتبره نجاحا مهما للاصلاحيين؛ اذ بذل الطرف المقابل (المحافظون) جهدا للتفريق بين الاصلاحيين كي ينسوا المنافس الرئيس لهم الذي وجه لهم الضربة الرئيسة.
فبعض المرشحين في القائمة اما كانوا سابقا اعضاء في جبهة المشاركة واما مبتعدين منها الان لكنهم ينتمونإليها فكريا، وتركيبة القائمة - برأيي- تركيبة متوازنة.


جبهة المشاركة والمحافظات والقوميات
كيف ترون وضعكم في المحافظات والمدن؛ خاصة في المناطق التي تقطنها قوميات غير فارسية مثل الترك الاذريين والاكراد والعرب والبلوش؟ هل هناك تنسيق او ائتلاف او شيء من هذا القبيل مع هذه القوميات؟ او هناك تنافس معهم؟
الوضع يختلف من منطقة لاخرى. فقد تم ائتلاف في معظم المحافظات. لم يقدم الاصلاحيون اي قائمة في مدينة تبريز (عاصمة اذربيجان الشرقية التي تقطنها اغلبية آذرية) حيث تم اقصاء المرشحين من قبل لجان الرقابة او انهم لم يترشحوا اساسا. انها المدينة الكبيرة الوحيدة في ايران التي لم يقدم فيها الاصلاحيون قائمة للانتخابات. واعلن الاصلاحيون هناك رسميا بانهم لم يقدموا اي قائمة للاسباب التي ذكرت. لكن في سائر المحافظات والمدن، اي تقريبا في جميع المناطق الايرانية هناك قوائم مشتركة للائتلاف الاصلاحي. وهذا يشمل المناطق القومية كسيستان وبلوشستان
و كردستان. وفي الاهواز - عاصمة محافظة خوزستان ndash; وصل الاصلاحيون الى قائمة واحدة حيث اعلنوا في قائمتهم اسماء 10 مرشحين فيما تبلغ حصة مدينة الاهواز للمجلس البلدي 9 اعضاء. فخمسة من هؤلاء هم من العرب وخمسة من غير العرب. لكننا لم نقدم قوائم في سائر المدن كعبادان وخورمشهر(المحمرة).. الخ


هذا يدلنا الى سؤال آخر حول العرب في الاهواز. فقد كنت محافظا لاقليم خوزستان (الاهواز) في الفترة 1987- 1989 حيث يمكن ان نقول انك تعرف نوعا ما النسيج القومي في الاقليم وتتابع بصفتك احد قادة الحركة الاصلاحية الاحداث التي وقعت هناك. فما هو رأيكفي هذه الاحداث وما يوصف بالاضطهاد القومي للعرب وسائر القوميات الايرانية؟
*** القضية لاتقتصر على العرب في محافظة خوزستان. ايران، بلد متعدد القوميات وتسكنه مختلف القوميات. وهؤلاء جميعا يؤكدون تعلقهم وتمسكهم بهذا البلد. لكن المشكلة تكمن في ان هناك رؤيتين بين الذين لهم آراء نافذة في ادارة امور البلاد من سياسات وقرارات. فالبعض يعتقد انه يجب احتواء القوميات
وتقييدها حيث يمكن ان نعتبر نظرتهم، نظرة مراقبة وتقييِد. ويرى هؤلاء ان النهج هذا سيؤدي الى تعزيز امن البلاد اكثر من غيره. فهم يقولون انه اذا لم نقم بهذا العمل فسيتعزز موقف القوى الشاردة من المركز( الانفصالية) حيث سنواجه هناك مشكلة الهروب من المركز. فهذه الرؤية قائمة بشكل جدي. لكن هناك رؤية اخرى ترى انه يجب اشراك القوميات في القضايا المختلفة للبلاد لان ذلك يجذبها الى المركز والنظام السياسي في العاصمة حيث سيؤدي ذلك الى الحد من القوى الشاردة من المركز وسيعمل على تهميشها. فعندما كنت محافظا لخوزستان / الاهواز/ كنت اعمل وفقا لهذه الرؤية الثانية. وكانت لي علاقات جيدة مع مختلف القوميات هناك؛ وانت تعرف ان المحافظة تضم قوميات مختلفة ولم يقتصر الامر على العرب والفرس وحدهم. فهناك البختياريون ايضا.


صحيح، لكن العرب يشكلون الاغلبية في المحافظة.
اجل.. وقد استمرت علاقاتي بعد ان غادرت المحافظة. فبرأيي ان الرؤية الثانية تطورت بصورة واسعة في عهد الرئيس محمد خاتمي حيث ادت الى انخفاض التوترات العرقية. ولعلمك فان محافظة كردستان شهدت في الانتخابات الرئاسية التي ادت الى انتخاب خاتمي في الفترة الاولى، اعلى نسبة للمشاركة قياسا بجميع الانتخابات التي تمت في ايران عقب قيام الثورة الاسلامية. كما شهدنا المشاركة الواسعة نفسها في سيستان وبلوشستان (التي تقطنها اغلبية بلوشية) وفي خوزستان (التي تقطنه اغلبية عربية).
اي ان كافة القوميات الايرانية شعرت بان انتخاب خاتمي - او الرؤى المماثلة - سيؤدي الي تحقيق مطالبهم اكثر فاكثر. لكن ومع الاسف انقلب الوضع رأسا على عقب في الحكومة الحالية حيث وقعت مشاكل جدية في المناطق التي تقطنها القوميات. وبرأيي انه من اجل حل قضية القوميات يجب على الحكومة ان تعمل بشكل تقتنع من خلاله القوميات بان مطالبهم ستُحقق ومصالحهم ستؤمن في اطار هذه الحكومة. فعلى الحكومة ان ترسخ ذلك في اذهان القوميات؛ لكننا حاليا ابعد ما يكون عن هذا الوضع، حيث يجب القيام بالكثير من العمل في هذا المجال. كما ان على القوميات نفسها ايضا ان تتحرك في هذا الاتجاه. انقل لك مثالا في هذا المجال. ففي الدورة السابقة لانتخابات المجلس البلدي في مدينة الاهواز اعلن العرب 9 مرشحين في قائمتهم وجميعهم من العرب.

واعلن حزب الوفاق في قائمته انذاك 7 عرب و2 من غير العرب ليراعي التركيبة السكانية للمدينة.
يبدو ان واحدا فقط كان من غير العرب في القائمة. على كل حال، قبل التصويت قلت لهم لا تفعلوا ذلك حيث يجب ان تضم قائمتكم خليطا من العرب وغير العرب واكدت لهم انكم بهذه القائمة ستخسرون العمق في حالتي الفوز والفشل في الانتخابات. فاذا فشلتم فهي خسارة لكم واذا فزتم فستحولون قضية الانتخابات الى قضية قومية وستثيرون الاخرين (من غير العرب) ضدكم ليقولوا ان العرب يريدون الهيمنة على ادارة بلدية الاهواز برمتها وهم ليسوا مستعدين لمشاركة الاخرين. فبرأيي ان نتيجة الانتخابات السابقة لم تكن - بشكل عام - لصالح العرب. فهذه نقطة مهمة؛ اي يجب على القوميات في محافظات كخوزستان ان تتعامل بعضها مع بعض وان تعترف رسميا وبشكل كامل بحقوقها. ولايجب الاستعجال للوصول الى هذا الهدف. فالعملية تحتاج الى الصبر
و فترة طويلة من الزمن. الاستعجال يؤدي الى نتائج عكسية.


انتقادات اهوازية لجبهة المشاركة
ينتقد النشطاء العرب الاهوازيون عادة جبهة المشاركة لايران الاسلامية بانها تفتقد إلى استراتيجية محددة وواضحة ازاء القوميات والعرب بشكل خاص. فهم يقولون ان تعامل الجبهة كان ولا يزال تكتيكيا او موسميا.

بحثنا قضية القوميات في حزبنا مرات عدة، وهذا الانتقاد يمكن ان يكون صحيحا حيث لم نصل الى نتائج نهائية في هذا المجال. تحدثنا بصورة جدية لتكون هناك لجنة لدراسة قضايا القوميات وليكون لدينا بيان في هذا المجال لكننا لانملك مثل هذه الرؤية حتى الان.

الدين وعواقبه
السؤال الاخير حول شؤون الجامعات الايرانية حيث تحاضر انت في كلية القانون والعلوم السياسية في جامعة طهران. فبعد انقضاء 28 عاما من قيام الثورة الاسلامية واكثر من ربع قرن من الثورة الثقافية التي شهدتها الجامعات الايرانية في اوائل الثمانينات نشهد قيام اجتماع حاشد في جامعة طهران يوم الاربعاء (6/12) يهيمن عليه اليسار- بل واليسار من النوع الثقيل اي الشيوعيون - والقوى القومية كالاكراد؛ ولم نشهد اي حضور للاسلاميين وحتى الاصلاحيين الا القليل. وانني اعلم بان هنا في كليتكم يحاول اليساريون والشيوعيون والليبراليون الهيمنة على الاجواء السياسية والفكرية في الجامعة. فما تقولون في هذا المجال؟
الرد على هذا السؤال يحتاج الى نقاش مسهب. لكني اقول ان الدفاع السيئ عن الدين ادى بالبعض الى ان يبتعد عنه في بلادنا. فهؤلاء الطلبة يتصورون انهم لم يتمكنوا من الوصول الى طموحاتهم في اطار الدين ويتجهون الى المكاتب الفكرية الاخرى. كانت هناك جاذبية للاسلام خلال الثورة؛ كما انجذب الكثيرون إلى الدين بعد قيام الثورة وتحديدا في عهد خاتمي حيث تم تقديم قراءة عصرية للدين. لكن الاحداث التي مرت بها البلاد وكذلك القضايا التي نواجهها حاليا ادت الى ضياع فئات من الجيل الصاعد ليتجه الى الافكار الاخرى. انا ايضا اشاهد ما تقوله انت في الجامعات اي ان الافكار الماركسية اخذت تستقطب الطلبة اكثر من السابق ، حيث انني ارى ذلك كنتيجة لاداء الحكومة. وبالطبع القضية اعقد من ذلك، حيث يجب ان نسأل ما العمل لتسترشد الجامعات الى تيار افضل؟ وانا اقصد هنا حرية الرأي في الجامعات. فمشكلتنا في الجامعات انه لامجال لظهور الافكار المختلفة؛ حيث اذا كان هناك امكان لظهور مثل هذه الافكار ولاقامة منابر فكرية حرة لاستطاع الطلبة اختيار ما يرغبون. ففي الجامعات وبين الطلاب تحديدا هناك جاذبية للافكار التي يشعر الاخرون بمظلوميتها وهي الافكار التي لم يسمحوا لها بالظهور على الساحة؛ فلذا تكون النتيجة عكسية لمن يقيدون هذه الافكار.