حوار مع طالب محمد الطاهر قرفي
رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب ورئيس الإتحاد المغاربي للناشرين
حاورته جازية روابحي: بعدما أكد على إنعدام سياسة ثقافية واضحة في الجزائر طالب محمد الطاهر قرفي رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب ورئيس نقابة الإتحاد المغاربي
لناشرين السلطات الجزائرية الوصية على حقل الكتاب بضرورة الإسراع في وضع سياسة وطنية شاملة تدعم الكتاب الجزائري وتقننه.. التقطها محمد جغبوب
* لم تترأس الجزائر الإتحاد المغاربي للناشرين إلا مؤخرا.. كيف تم ذلك؟ وما هي الاهداف التي أنشئ من اجلها؟
- أول ما ظهر الإتحاد ألمغاربي للناشرين لم يلق الدعم الكافي من البلدان المغاربية ولهذا لم يكتب له النجاح بالإضافة إلى ان معظم البلدان العربية لم تعترف به إلا ليبيا إلى غاية 2004 جاءت المبادرة من طرف الجزائر لإعادة إحياء الإتحاد وقمنا يومها بأول اجتماع رسمي بالدار البيضاء المغربية أين كانت الرئاسة للمغرب باعتباره البلد المحتضن للاجتماع ذلك بإنفاق من الجميع..وكما بنص قانون الإتحاد على أن الرئاسة تدوم سنة وقع بالإجماع على أن تكون الجزائر رأس الإتحاد ابتداء من شهر فبراير سنة 2006 ومن مهام الإتحاد هوالعمل على تقريب الناشريين المغاربيين إلى بعضهم البعض وتشجيعهم على إنجاز الأعمال المشتركة في ميدان الكتابة وكذا حث الناشرين المغاربة على التعريف بمنشوراتهم في كافة البلدان المغاربية...
* كيف تقيمون واقع الإتحاد اليوم خاصة وأن الكتاب المغاربي ما يزال يشهد عدة مشاكل؟ وهل هناك تعاون مشترك ما بين دول المغرب العربي في مجال الكتاب؟
- الحقيقة أن وضع الإتحاد لابأسنسبيا .. عندما لا يملك الإتحاد الإعتراف القانوني يجد صعوبات في تجسيد السياسة المزمع تطبيقها لدا أنا كرئيس الإتحاد المغاربي الناشرين أحاول جاهدا أن أعرف بالإتحاد في بلدي الجزائر أولا لهذا كانت لي فرصة مقابلة وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي التي طرحت عليها مجموعة من المشاكل التي تواجه الإتحاد إلى جانب إمكانية تنظيم معرض مغاربي للكتاب قبلت الفكرة وتمت برمجتها خلال تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية ... واما فيما يخص المبادرات الفردية لمؤسسات النشر تم الإتفاق مع عدد من البلدان المغاربية كتونس وليبيا على نشر مشترك لبعض المشاريع تخص أساسا ميدان الطفل.
* لم تستطع الجهات الوصية على الكتاب في الجزائر وضع سياسة وطنية شاملة تراعى خلالها الجوانب الثقافية والصناعية والتجارية للكتاب ... بإعتباركم رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب ماهي الجهود المبدولة لخلق سياسة خاصة بالكتاب؟
- أولا السياسة الثقافية في الجزائر تكاد تكون منعدمة وبما أن الثقافة أساسها الكتاب فبطبيعة الحال إن الكتاب الجزائري لا يخضع لسياسة واضحة لهذا أرادت نقابة الناشرين قبل شهر ديسمبر حالما تم انتخاب الهيئة المديرة للنقابة أن يكون أول مشروع تفكر في تحقيقه هو دراسة هذا quot;الموضوع: وضع سياسة وطنية شاملة تحمي الكتابquot; فحاولنا أن ندخل في اتصال مع وزارة الثقافة الجزائرية وبالضبط مع المديرية الخاصة بالكتاب وحاولنا أن نقترح مجموعة من النقاط التي تهم المهنة عامة ونشر الكتاب خاصة فكان لوزيرة الثقافة الجزائرية أن بادرت مشكورة بتنظيم يوم دراسي حول سياسة الكتاب وقانون الكتاب ومجموعة من النصوص التي تقنن الكتاب فاجتمع أهل الكتابة نهاية شهر ديسمبر وقدم المجتمعون بعض الأراء والمقترحات في شكل وثيقة مدونة اقترحت على الوزيرة ومن المفروض أن هذه المدونة ينتج عنها قرار وعدت به وزيرة الثقافة الجزائرية خلال شهر يونيوالحالي ونحن في نهايته ننتظر النتائج وما سيقرر...
* ما هي النقاط التي طرحتموها على الوزيرة؟
- من بين النقاط المقترحة والأفكار المطروحة خلال الندوة: ضرورة تحديد سياسة وطنية شاملة تحمي الكتاب الجزائري، الإعتراف بمهنة النشر كصناعة يمكن أن تساهم في الإقتصاد الوطني من ناحية الإستثمار وإمكانية دعمها من البنوك الوطنية وضرورة إعادة الإعتبار لميدان الترجمة وهي عملية على الدولة الجزائرية التكفل بها وذلك بخلق صندوق يدعم الترجمة في الجزائر خاصة وأن البلاد تزخر بكتب متنوعة فهناك مطبوعات باللغة اللاتينية تبقى مجهولة عند أغلب القراء في الجزائر وكذا ضرورة تشجيع المطالعة العمومية وفتح المكتبات العمومية أمام القراء من الشباب وكذا مطالبة وزارة التربية الجزائرية إدراج مادة المطالعة كمادة مثلها مثل بقية المواد الأخرى إلى جانب حث المكتبات المدرسية على مراقبة ما ينشر في الجزائر خاصة المطبوعات التي تهم التلاميذ والمدرسيين..
* ما هي الأسباب التي تقف وراء عجز السلطات الوصية على الكتاب لصياغة قوانين حمايته؟
- التفكير في وضع قانون يحمي الكتاب يتطلب الكثير من الوقت... ليس من الناحية البيروقراطية بل في إشراك عدة جهات أخرى للتوصل إلى وضع نص قانوني يحمي الكتاب ليست وزارة الثقافة المسؤولة الوحيدة عن هذا بل هناك عدة أطراف أخرى لابد من أن تتدخل مثل: وزارة التجارة وزارة العدل وزارة النقل وزارة الجمارك كذا الخارجية .. فللوصول إلى وضع القانون لابد من الوصول إلى إتفاق بين كل هذه الاطراف التي يجب أن تعلم أن الكتاب في الجزائر ليس لديه سياسة ولا قانون ولا دعم لان الميدان يرفض كل ما هو ثقافي ولأن المجتمع غير مهيء لإحتواء هذه المادة.
* تؤكد بعض الأوساط أن خوصصة الكتاب في الجزائر أدى به إلى حالة يرثى لها.. ما رأيكم في هذا الطرح؟
- الجزائر في مجال الكتاب تعتمد على ما ينتج في الخارج وعلى الإستراد لهذا خلال فترة ال70 قامت السلطات الوصية آنذاك بمجهودات جبارة لدعم الكتاب وكل ما يتعلق بالثقافة عامة إلا أن الأمور تغيرت على المستوى الدولي فبعدما اختارت الجزائر إتباع سياسة الاقتصاد المسير اعتمدت على كل ما هو مستورد فعجزت المؤسسات الحكومية على تسيير الطباعة والنشر في البلاد فأدى هذا إلى تشتت هذه المؤسسات الأمر الذي أدى إلى ظهور مؤسسات أخرى صغيرة انبثقت عن هذه المؤسسات الحكومية إلا أن هذه المؤسسات لم تدم طويلا هي الأخرى ومنه تغير الاتجاه فأصبح هناك شبه وعي عند العاملين في هذا الحقل فأنشأوا مؤسسات خاصة هي الآن معول عليها في مجال إنتاج الكتاب وتوزيعه ...
فالنقابة متكونة من أعضاء من القطاع الخاص، من حوالي 70 منخرط من كل الجمهورية هذا بغض النظر عن المطبعيين مع أن للنشر مكانته ولكنه ما يزال يبحث عن مساعدات بل نحن نطالب بتقنين النقابة وتحسيس السلطات الجزائرية الوصية على الاعتراف بها..نقابة الناشرين هي دائما تمثل الجزائر في الخارج من خلال المعارض سواء في البلاد العربية أوالأجنبية وفي أغلب الأحيان نحن من يتكفل بكافة المصاريف...
* هل تدعم وزارة الثقافة الجزائرية النقابة الوطنية لناشري الكتب؟
- ليس هناك أي دعم من طرف وزارة الثقافة الجزائرية أبرمت مؤخرا الوزارة اتفاقية مع تونس المغرب وأخيرا مصر في مجال عرض الكتاب تنص على تخصيص مساحة في المعارض الدولية المنظمة بهذه البلدان فقط في العرض حتى يتسنى للناشر الجزائري عرض منتوجه وفي المقابل تتكفل الجزائر كلما نظمت معرضا دوليا بمساحة مماثلة.
* باعتباركم رئيس الإتحاد المغاربي لناشرين..هل هناك أي تعاون مشترك في مجال النشر بين المغرب والمشرق العربيين؟
- هناك مبادرات ولكنها محتشمة جدا المشارقة لا يعرفون الأسماء المغاريية كما أن كل المستوردين المتعاملين في مجال الكتاب يعملون في اتجاه واحد التعريف بالكتاب غير الجزائري بينما العكس في الاتجاه المعاكس لا يوجد لأية مبادرة ممكنة من المتعاملين الجزائريين نحوالبلدان الأخرى خاصة المشرقية لهذا أغلب هذه البلدان متعطشة لمعرفة جديد الكتب المغاربية لكنها لا تجد لذلك سبيلا وبطبيعة الحال ليس الموزع المسبب الرئيسي بل حتى القوانين الداخلية في المجال الثقافي لا تساعد على التعريف بالكتاب في الخارج لأن سلطاتنا تعتبر الكتاب مثل أي بضاعة أخرى تطبق عليها نفس القوانين المطبقة على أي منتوج تجاري آخر وفي رأي صحيح أن الكتاب هوبضاعة ولكنها من نوع خاص جدا..
* هناك الكثير من الأسماء المبدعة الشابة في الجزائر تبقى مخطوطاتها حبيسة أدراجها بعد أن ترفض بحجة أنها أسماء غير معروفة..ألا توافقنا الرأي بأن هذا السياسة المتبعة من طرف بعض دور النشر تساهم في قتل روح الإبداع الجزائري؟
- لا يمكن أن تلقى اللائمة على الناشر لوحده لأن الناشر لا يمثل السلطة العمومية فالسلطة العمومية هي المسؤولة على تشجع النشر والثقافة في الجزائر وتشجع المبدعين من الناشئة ولهذا فحسب معرفتي إن وزارة الثقافة فكرت في هذا وانشأت صندوق الإبداع غير أن الناشر في القطاع الخاص لا يعمل من أجل ترقية الثقافة فحسب بل هومتعامل اقتصادي يسير مؤسسة اقتصادية وعليه أن يحقق هامش من الربح المالي يساعده على إتراء منشوراته ويبدولي أن هذا هوالسبب الرئيسي للناشر الذي يجعله يدعم فقط الأسماء المعروفة في الساحة الثقافية.
* ما هي مشاريع النقابة الوطنية لناشري الكتب لسنة الجزائر عاصمة للثقافة العربية المزمع احتضانها سنة 2007؟
- طلبت النقابة من كافة الناشرين المنخرطين تقديم مشاريعهم في إطار سنة الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007 وكذا تكوين لجنة الكتاب ذلك على مستوى المحافظة كما طالبنا أيضا من الناشرين أن يتقدموا بمشاريع مختلفة خاصة المخطوطات الإبداعية والأعمال المترجمة والمكتوبة باللاتينية لتترجم إلى اللغة العربية خاصة منها العناوين ذات القيمة المعرفية والتي يمكن لها أن تعرف بالثرات الجزائري.
التعليقات