ديوان روح الروح ldquo;
موسوعة شعرية لمؤلف مجهول من القرن الخامس الهجري، تضم 2790 قطعة أدبية

محمد عمر- إيلاف:quot; روح الروح quot; لمؤلف مجهول من علماء القرن الخامس الهجري،يضم 2790 قطعة أدبية وتأتي أهمية هذا الكتاب تأتي من تضافر أمور عدة، وفي مقدمتها أنه من أوسع المجموعات الشعرية كماً وكيفاً، حيث لا تتجاوز نسبة القطع النثرية أكثر من اثنين في المئة، وهذه القطع الشعرية تتراوح ما بين قصيدة وقطعة ونتفة وبيت، ضمن ثلاثمئة وستين باباً من أبواب الشعر، وليس للباب حد يقف عنده، فقد يطول ويقصر.

وصدر هذا الديوان عن دار الكتب الوطنية في الامارات والذي يُعتبر من أهم الموسوعات الشعرية العربية منذ القدم، وقد عني بتحقيقه الأستاذ إبراهيم صالح، وجاء في مقدمة الكتاب أنه quot;ما من سبيل إلى معرفة اسم مؤلف هذا الكتاب إذ لم يذكر اسمه على غلاف النسختين المعتمدتينquot;، حيث تحتفظ المكتبة الوطنية بباريس بإحدى النسخ، فيما حصلت مكتبة الأسد الوطنية بدمشق على النسخة الأخرى بعد انتقالها من المكتبة الأحمدية بحلب.

وقدّمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للكتاب بـ quot;منذ أن فتح المفضل الضبي باب الاختيارات الشعرية في أدبنا العربي والمجموعات الشعرية تجمع وتصنف تحت أسماء ومسميات مختلفة، فبعضها حملت أسماء أصحابها كالمفضليات والأصمعيات، وبعضها ظهرت تحت اسم التذكرة كالتذكرة السعدية والتذكرة الفخرية، وبعضها الآخر حمل أسماء مختلفة كالزهرة وجمهرة أشعار العرب والمنتخب في محاسن أشعار العرب.

ولا تزال بعض هذه الاختيارات تنتظر من ينفض عنها غبار الزمن، ومن أهم هذه المجموعات التي طال انتظارها للتحقيق والنشر وفق منهج علمي يتناسب مع عظمة التراث العربي في ذاته وفي نفوس محبيه، كتاب quot;روح الروحquot; لمؤلف مجهول من علماء القرن الخامس الهجري. والناظر في فهرس هذا الكتاب وأبوابه يُدرك مقدار الجهد الذي بذله مؤلفه في جمع مادته وتصنيفها، وتقديمها لمتذوقي الشعر العربي الأصيل ومُحبيه، وكل ذلك ينبئ عن مضمونه الثري.

ومن أسباب أهمية الكتاب أيضاً quot;أنه قصر معظم اختياراته على شعراء القرنين الرابع والخامس تحديداً، إذ ليس في شعرائه من تجاوز القرن الخامس الهجري، ولم يورد من أشعار الجاهليين والإسلاميين والأمويين والعباسيين إلاّ القليل النادر، وكان همه quot;أن يتخير الأحاسن من المحاسن، ويلتقط النتف من الطرفquot;.

وأوضح المؤلف المجهول بعد أن ذكر أسباب جمعه لهذا الكتاب :quot; فحداني مثلُ هذه الأسباب على الاستهداف بهذا الكتاب لأجمع فيه بين فرائد نظم المحدثين، وشوارد نثر المطبوعين والمتكلفين، في كل باب يتجارى فيه أهل الفضل في محافلهم، ويتمثل فيه الظرفاء في مجالسهم ويوشح به الكتاب مخاطباتهم ويتداولونه بينهم في محاوراتهم، ومن هذه الأسباب أيضاً أنه يضم أشعاراً كثيرة لا توجد في مصدر من المصادر المطبوعة حسب ما بلغه علمي، كما اتضح لي أن بعض الباحثين من صناع الدواوين الشعرية، لم يطلعوا على هذا الكتاب لبعد متناوله فجاء علمهم خديجاً كالذي نراه في ديوان أبي بكر الخوارزمي فلقد أخل الديوان ب(207) بيت رويت صراحة لأبي بكر الخوارزمي في quot;روح الروحquot; ومثل ذلك كثيرquot;.

أمّا عن مصدر الكتاب فقال إبراهيم صالح quot;إن مصدره الرئيس هو quot;يتيمة الدهرquot; ثم بقية كتب الثعالبي الذي نراه يكن إجلالاً كبيراً له فلا يذكره إلاّ بكنيته فيقول : قال أبو منصور، ثم نراه يذكر اسم quot;حماسة أبي تمامquot; صراحة في بعض المواطن، كما وينقل بعض الأخبار عن مصادر لم تصلنا، او لم نطلع عليها، ويغلب الظن أنه من تلاميذ الثعالبي.

وأشار ابراهيم صالح في مقدمة الكتاب إلى أن quot;المؤلف الأصلي للكتاب لم يورد فيه شعراً ينسبه لنفسه صراحة، ولكنني أظنه كان يخفي شخصه تحت عبارة quot;وقال بعض أهل العصرquot;، إذ ليس من سبيل إلى قائل هذه القطعة بعد عبارته تلك، وكذلك كان يفعل الثعالبي في كتبه الأولى قبل ذيوع صيته، ولكنه في الحقيقة أديب ذواقة محب للشعر واسع الاطلاع دقيق الترتيب والتصنيف لم يدع باباً من أبواب الشعر إلاّ وذكره وذكر ما قيل فيهquot;.