أرمنية لبنانية توقع عريضة ضد التقارب التركي الأرمينييعتبر الأرمن في لبنان من الطوائف الرئيسية في نسيج المجتمع اللبنانيلا من الجاليات الأجنبية. وينقسم الأرمن إلى طائفتين رئيسيتين من الطوائف اللبنانية الـ18 وينضم بعضهم إلى الطائفة الإنجيلية كذلك.

بيروت: ترفض لوسين بركوبيوكيان، التي شهد جدها مصرع كل افراد عائلته على يد العثمانيين، ان تصدق بان ارمينيا تسعى لتطبيع علاقاتها مع تركيا وذلك اسوة بغالبية افراد الطوائف الارمنية اللبنانية.

في قلب منطقة برج حمود معقل الارمن في ضواحي بيروت الشرقية يعكف بعض الشبان على جمع تواقيع ضد التقارب الجاري بين يريفان وانقرة، وذلك لمناسبة الزيارة التي يقوم بها الثلاثاء الرئيس الارمني سيرج سركيسيان الى لبنان في اطار المساعي التي يبذلها للحصول على دعم الارمن في الشتات لهذا التقارب.

وستغلق المحلات التجارية ابوابها في هذه المنطقة بعد ظهر الثلاثاء احتجاجا وينفذ اهاليها اعتصاما امام الفندق الذي ينزل فيه الرئيس الارمني.

ويقول كوكو مارشليان الذي يبيع لوحات فنية غاضبا quot;بعد مئة عام من النضال لاجل قضيتنا كيف يمكن ان يصبح العدو صديقا بلمحة بصرquot;.

في منطقة برج حمود انتشرت على الجدران يافطات تحمل العلمين التركي والارمني توسطهما كلمة quot;برتوكولquot; في اشارة الى اتفاقيتين بشان اقامة علاقات دبلوماسية واعادة فتح الحدود بين البلدين تم التوصل اليهما في نهاية آب/اغسطس الماضي، ولكنهما لا تزالان بحاجة الى موافقة برلماني البلدين.

وفي شارع اراكس الشريان الحيوي لمنطقة برج حمود يتردد صدى الاغاني الارمنية الوطنية التي تبث عبر مكبرات الصوت. وتقرأ على لافتة مكتوبة باللغة الارمنية عبارة quot;نتذكر (موتانا)، نطالب (بحقوقنا)، نرفض (البرتوكول)quot;.

واشارت انقرة الى ان البلدين يعتزمان توقيع البروتوكول الذي يؤسس لعلاقات دبلوماسية بين ارمينيا وتركيا ولفتح الحدود المشتركة بينهما في زيوريخ (سويسرا) في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر، وهو ما لم يؤكده حتى الان الجانب الارمني.

يملك كيبورغ اباجيان مقهى في شارع اراكس. ويعرب الرجل البالغ الخامسة والخمسين من عمره عن استعداده لان quot;يحمل السلاحquot; للوقوف بوجه عملية التطبيع مؤكدا انه quot;متعصب للقضية الارمنيةquot;.

ويقول quot;انا على استعداد لان اغلق المقهى واذهب للقتال حتى لا ننسى شهداءناquot;.

ويضيف quot; كما نريد ان نستعيد ارضنا، فقد كان اجدادي يملكون اراض شاسعة في اورفة (جنوب-شرق تركيا الحالية)quot;.

واسفرت المجازر وعمليات الترحيل القسري للارمن خلال الحرب العالمية الاولى مطلع القرن العشرين عن مقتل نحو مليون ونصف مليون شخص على يد الجيش العثماني بحسب يريفان، فيما تصر انقرة على ان عدد القتلى تراوح بين 300 و500 الف.

وتنكر انقرة بشكل قاطع مفهوم الابادة، فيما تبنته فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي.

ويؤكد كوكو quot;ان البروتوكول سيضع حدا للقضية (الارمنية)quot;.

ويقول quot;نحن ابناء المنفيين اكبر المتضررين من هذا البرتوكول لا سكان ارمينياquot;.

وقد اندمج ابناء الناجين من الابادة اندماجا جيدا في المجتمع اللبناني حيث لهم روابطهم الثقافية وجمعياتهم الرياضية واحزابهم ومدارسهم وجامعة.

ويتراوح عديد الجالية الارمنية في لبنان ما بين 120 و140 الف نسمة يتمثلون بستة نواب في البرلمان من اصل 128 نائبا ولهم وزيران في حكومة تصريف الاعمال التي يرئسها فؤاد السنيورة.

وتؤكد لوسين (28 عاما) انها على استعداد للعودة الى وطن اجدادها والعيش هناك اذا سنحت لها الفرصة.

وتقول بائعة الملابس ذات الشعر الاحمر باسى quot;تاريخ اجدادي بقي هناك وانا احمل تاريخ عائلتي في مخيلتيquot;، وتروي كيف ان جدها الذي كان في السابعة من عمره شاهد بام عينه جنود الجيش العثماني يقتلون كل افراد عائلته. وتقول quot;اختبأ ثم قام الالمان بترحيلهquot;.

بالمقابل يعرب شبان اخرون عن قدر اكبر من الواقعية.

ويقول بائع المجوهرات هيغ اسماريان quot;هكذا قررت الدولة الارمنية، ومن انا لاقول لها ما هو في مصلحة شعبهاquot;.

ويضيف quot;ما زال جدي يحتفظ بصكوك ملكية لكن يجب علينا ان نطوي الصفحةquot; لافتا الى quot;ان عملية التطبيع قد تكون مفيدة اقتصاديا لارمينياquot;.

والد هيغ في الثمانين من عمره وينظر الى ولده باستهجان ويقول مستنكرا quot;لا نعرف فعليا ما هو مضمون البروتوكولquot; مضيفا وهو يشيح بنظره quot;المهم ان لا ينسوا حقوقناquot;.