اعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في مؤتمر صحافي عن الوثيقة السياسية الجديدة للحزب.

بيروت:

أبرز نقاط المؤتمر الصحافي:

- تهدف هذه الوثيقة إلى تظهير الرؤية السياسية لحزب الله، وهي تأتي نتاج لما خبرناه من مسؤولية التضحية.

ـ في مرحلة استثنائية حافلة بالتحولات، لم يعد ممكناً مقاربة التحولات من دون ملاحظة المكانة الخاصة التي بلغتها مقاومتنا.

ـ تتكامل المعطيات في إطار مشهد دولي أوسع يسهم في كشف تراجع الدور الأميركي وتراجع القطب الواحد لصالح تعددية لم تتضح معالمها بعد.

ـ نحن على عتبة مرحلة تاريخية تنذر بتراجع الولايات المتحدة الأميركية كقوة مهيمنة وتحلُّل نظام القطب الواحد المهيمن والأفول التاريخي المتسارع للفكر الصهيوني.

ـ عمدت المقاومة في لبنان إلى مواجهة الهيمنة والاحتلال قبل ما يزيد على عقدين ونصف من الزمن وتمسكت بهذا الخيار.

ـ اعتبر البعض خيار المقاومة ضرب وهم أو تهور سياسي أو جموح مناقش لموجبات العقلانية والواقعية. ورغم ذلك استمرت المقاومة على يقين من أحقية القضية وصنع الانتصار من خلال الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه والالتزام بالمصالح الوطنية اللبنانية.

ـ إن حزب الله ورغم إدراكه لتلك التحولات الواعدة وما يراه من عجز استراتيجية الحرب لدى العدو وفرص التسويات، فهو لا يستهين بحجم التحديات والمخاطر التي لا تزال ماثلة ولا يقلل من وعورة مسار المواجهة.

عالميا

ـ بعد الحرب العالمية الثانية، باتت الولايات المتحدة مركز الهيمنة العالمية الواحدة مستفيدةً من حصيلة مركبة من الإنجازات المتعددة الأوجه والمستويات المعرفية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والمدعومة بنظام اقتصادي لا ينظر إلى العالم إلا كونه أسواقاً محكومة بمواقفها الخاصة.

ـ أخطر ما في المنطق الأميركي أنه يمتلك العالم وله حق الهيمنة من منطلق التفوق في أكثر من مجال.

- اننا في سياق تحولات تاريخية تنذر بتراجع الدور الأميركي.

- بلغت كلفة حروب الارهاب الأميركية الملايين من البشر.

- - العالم يرزح تحت هيمنة القوى الاستكبارية بدواعي تاريخه، وعالمنا العربي عرضة للحروب بدأت مع زرع الكيان الصهيوني وبلغت ذروة المرحلة الاستعمارية مع وراثة أميركا المناطق العربية، والهدف المركزي للاستعمار هو السيطرة على الشعوب ومقدراتها

- يأتي في طليعة الاطماع نهب الثورة النفطية

- توفير سبل ضمان الاستقرار لاسرائيل

- تقويض الامكانات الروحية لشعوبنا عبر الحروب الاعلامية والنفسية quot;الحرب الناعمةquot;

- دعم انظمة التبعية في المنطقة

الامساك بالمراكز الجغرافية الاستراتيجية في المنطقة

- منع قيام النهضة في المنطقة

- إن تحكم هذه القوى بشبكات الاحتكار العالمية العابرة للقارات والشركات المالية المدعومة بقوة عسكرية أدى إلى مزيد من الصراعات التي ليس أقلها صراعات الحضارات.

ـ لقد حولت الرأسمالية المتوحشة العولمة إلى آلية لبث التفرقة وورع الشقاق وتدمير الهويات وفرض أخطر أنواع الاستلاب الحضاري والثقافي والاجتماعي ووصلت إلى أخطر مراحلها مع تحولها إلى عولمة عسكرية على أيدي حاملي مشروع الهيمنة الغربية، والتي شهدنا تعبيراتها في الشرق الأوسط بدءاً من أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان.

ـ لم يبلغ مشروع الهيمنة الأميركية مستويات خطرة كما بلغها مؤخراً، حيث بلغ مسارُها التصاعدي ذروته مع إمساك المحافظين الجدد بإدارة جورج بوش الإبن، ووجد مشروعهم طريقه إلى التنفيذ بعيد استلام بوش، ولم يكن غريباً ومفاجئاً أن يكون أكثر ما أكدت عليه وثيقة المحافظين الجدد مسألة إعادة بناء القدرات الأميركية والتي عكست رؤية استراتيجية جديدة للأمن القومي الأميركي عبر بناء استراتيجيات عسكرية ليس باعتبارها قوة ردع فقط، بل باعتبارها قوة فعل وتدخل.

ـ وجدت إدارة بوش بعد أحداث 11 أيلول أنها أمام فرصة سانحة لممارسة أكبر قدر من التأثير تحت شعار الحرب ضد الإرهاب وقامت بمحاولات اعتبرت ناجحة في بدايتها، وفق عسكرة علاقاتها والانفراد باتخاذ القرارات الاستراتيجية وحسم الحرب في أفغانستان بسرعة للتفرغ بعد ذلك للخطوة التالية وهي الإستيلاء على العراق الذي اعتبر ركيزة إطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد.

- الاستعمار لم يترك سوى خيار المقاومة، من أجل مستقبل أفضل محكوم بعلاقات أخوة وتكافل، يسوده السلام.


ـ الإرهاب الأميركي هو أصل كل إرهاب في العالم، ولو جرى استطلاع للرأي لوُجد أن أميركا هي الدولة الأكثر كرهاً في العالم.

لبنان

- لبنان وطن الجميع، وهو الذي قدمت المقاومة من أجل تحرير أرضه أغلى الشهداء.

- رفض التقسيم والفدرلة بكل أشكالها .

- أهم الشروط لقيام لبنان، قيام دولة عادلة ونظام سياسي يمثل ارادة الشعب.

- تمثل اسرائيل تهديدا دائما للبنان الدولة والكيان لجهة أطماعه التاريخية.

- خيار المقاومة كان بسبب ضعف مواجهة اسرائيل حيث افتقد اللبنانيون الدولة، لتحرير الارض والقرار السياسي من العدو.

- تحقق انجاز المقاومة بمساندة الشعب اللبناني وجيشه مما أسس الى مرحلة جديدة في المنطقة.

ـ وأحبطت المقاومة أهداف العدو وأوقعت به هزيمة تاريخية لتخرج بانتصار أسَّسَ لإعطاء المقاومة دوراً محورياً لردع العدو والدفاع عن الشعب واستكمال تحرير الأرض، وهذا الدور دائم ما دامت أطماع العدو واحتلاله قائمة.

- التهديد الاسرائيلي الدائم للبنان يفرض تكريس صيغة دفاعية. تقوم على المزاوجة بين المقاومة الشعبية التي تساهم في الدفاع عن الوطن في وجه أي غزو إسرائيلي، وجيش يحمي الوطن ويثبت أمنه واستقراره في عملية تكامل.

- أهمية الغاء الطائفية السياسية من النظام.

- الديمقراطية التوافقية الصيغة الاساسية للحكم في لبنان.

- المشاركة الحقيقة تحمي التنوع اللبناني واستقراره بعد حقبة متزعزة.

- الدولة التي يجب بناؤها هي الدولة التي تصون الحريات العامة، وتحرص على الحريات العامة، وتحرص على حماية الاستقلال وتبني جيشها وأمنها وهي الدولة القائمة على المؤسسات الفاعلة فيما بينها ، التي تلتزم تطبيق القوانين على الجميع، تضع آليات فاعلة لتطهير الادارات من الفساد، تملك سلطة قضائية مستقلة يمخارس فيها القضاء مسؤولياته بكل نزاهة، دولة تنهض باقتصادها، دولة تهتم بمواطنيها وتعمل على توفير الخدمات لهم (لسنا مع الدولة الحيادية)، تعالج مشكلة الفقر وفرص العمل، تعتني بالاجيال الشابة، دولة تولي الوضع التربوي الاهمية وتعزز دور الجامعة اللبنانية، وتطبق الزامية التعليم، دولة تعتمد نظاما اداريا لا مركزيا...

لبنان وفلسطين

- قساوة العيش في المخيمات الفلسطينية واقع غير طبيعي يحتم على السلطات اللبنانية ضرورة تحمل مسؤوليتها وبناء العلاقات اللبنانية - الفلسطينية على اسس تراعي المصالح المشتركة لكلا الشعبين.

- النجاح يتحقق عبر الحوار اللبناني - الفلسطيني المباشر

- تمكين الفلسطينين من التوافق على مرجعية تمثلهم من خلال الحوار متجاوزين اختلافاتهم

- اعطاءهم حقوقهم بما يحفظ هويتهم وقضيتهم

- التمسك بحق العودة ورفض التوطين

لبنان والعالم العربي

- يجب التمسك بالعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا

إننا نؤكد على ضرورة التمسك بالعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا بوصفها حاجةً سياسيةً وأمنيةً واقتصاديةً مشتركةً، تُمليها مصالح البلدين والشعبين وضرورات الجغرافيا السياسية وموجبات الإستقرار اللبناني ومواجهة التحديات المشتركة، كما ندعو الى إنهاء كل الأجواء السلبية التي شابت علاقات البلدين في السنوات القليلة الماضية والعودة بهذه العلاقات الى وضعها الطبيعي في أسرع وقت ممكن.

لبنان والعالم الاسلامي

- يؤكد حزب الله على أهمية التعاون بين الدول الإسلامية في المجالات كافةً، وهو ما يمنحها قوة تضامن في وجه المخططات الإستكبارية، وحمايةً مجتمعيةً من الغزو الثقافي والإعلامي، ويحضّها على الإستفادة من خيراتها في تبادل المنافع المختلفة بين هذه الدول.

وفي هذا الإطار يَعتبر حزب الله إيران الإسلام دولةً مركزيةً مهمةً في العالم الإسلامي، فهي التي أسقطت بثورتها نظام الشاه ومشاريعه الصهيونية - الأميركية، ودعمت حركات المقاومة في منطقتنا، ووقفت بشجاعة وتصميم الى جانب القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

- العالمان العربي والاسلامي يعيشان تحديات يجب عدم التهاون بخطورتها.

- سياسة الجمهورية الاسلامية في ايران واضحة من جهة دعم القضية الفلسطينية.

- الدعم الايراني مستمر للعالم العربي حتى يومنا هذا.

- اتهام بعض الجهات العربية لايران لا يخدم سوى مصلحة أميركا وحلفاؤها وهو طعنة لها.

- يجب ان تقابل ايران بعلاقات أخوة ودعم. إنّ العالم الإسلامي يقوى بتحالفاته وتعاون دوله. ونؤكد على أهمية الإستفادة من عناصر القوة السياسية والإقتصادية والبشرية.. الموجودة في كل دولة من دول العالم الإسلامي، على قاعدة التكامل والنصرة وعدم التبعية للمستكبرين.

لبنان والعلاقات الدولية

- معايير الإختلاف والنزاع والصراع في رؤية حزب الله ومنهجه إنما تقوم على أساس سياسي - أخلاقي بالدرجة الأولى، بين مستكبِر ومستضعَف، وبين متسلط ومقهور، وبين متجبّر محتل وطالب حرية واستقلال.

- الهيمنة الاحادية تطيح بالاستقرار العالمي، دعم الادارة الاميركية اللا محدود لاسرائيل يضعها في موقع المعادي لامتنا وشعوبنا.

- التحاق اوروبا بسياسات أميركا يشكل خطأ استراتيجيا سيؤدي الى مفاقمة المشكلة

- الصراع الذي نخوضه ضد اسرائيل هو قيام بواجب الدفاع عن النفس.

- مقتضيات الإستقرار والتعاون في العلاقات الأوروبية - العربية تستوجب بناء مقاربة أوروبية أكثر استقلاليةً وأكثر عدالةً وموضوعيةً. وسيكون متعذراً بناء المدى الحيوي المشترك، سياسياً وأمنياً، من دون هذا التحول الكفيل بمعالجة مَواطن الخلل المولِّدة للأزمات واللاإستقرار.

القضية الفلسطينية

الصراع الذي نخوضه وتخوضه أمتنا ضد المشروع الصهيوني - الإستعماري في فلسطينهو قيام بواجب الدفاع عن النفس ضد الإحتلال والعدوان والظلم الإسرائيلي - الإستكباري الذي يتهدد وجودنا.

وليس ما ذهب إليه الرئيس الأميركي quot;بوشquot; وخَلَفُه quot;أوباماquot; وقادة الكيان الصهيوني معهما، من مطالبة للفلسطينيين والعرب والمسلمين بالإعتراف بيهودية quot;دولة إسرائيلquot; إلاّ أوضح دليل على ذلك.

القدس والمسجد الأقصى

- يدرك العالم بأسره مكانة وقداسة مدينة القدس والمسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى واستمرار الإحتلال الإسرائيلي لهذه المدينة المقدسة مع ما يرافق ذلك من خطط ومشاريع، بالإضافة إلى المساعي الأميركية - الإسرائيلية المتواصلة لتكريسها عاصمةً أبديةً للكيان الصهيوني باعتراف دُوليّ، كلها إجراءات عدوانية مرفوضة ومدانة.

- واجب نصرة القدس وتحريرها والدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته، هو واجبٌ ديني ومسؤوليةٌ إنسانية وأخلاقية في عنق كل حرّ وشريف من أبناء أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار وشرفاء العالم.

المقاومة الفلسطينية

- الشعب الفلسطيني وهو يخوض معركة الدفاع عن النفس ويكافح لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة يمارس حقاً مشروعاً.

- هذا الحق يشمل المقاومة بكل أشكالها.

- نؤكد وقوفنا الدائم والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، بثوابتها التاريخية والجغرافية والسياسية.

مفاوضات التسويـة

- موقفنا تجاه عملية التسوية وتجاه الإتفاقات التي أنتجها مسار مدريد التفاوضي عبر quot;اتفاق وادي عربةquot; وملحقاته وquot;اتفاق أوسلوquot; وملحقاته ومن قبلهما quot;اتفاق كامب ديفيدquot; وملحقاته، موقفَ الرفض المطلق لأصل ومبدأ خيار التسوية مع اسرائيل.

هذا الموقف هو موقف ثابت ودائم ونهائي، غير خاضع للتراجع أو المساومة، حتى لو اعترف العالم كله بـquot;إسرائيلquot;.