طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم لبنان بإعلام سورية بالسرعة الممكنة بمجريات ونتائج التحقيقات بشأن الحادث الذي تعرض له الباص السوري فجر اليوم بمنطقة عكار.

دمشق، بيروت: أجرى وليد المعلم وزير الخارجية صباح اليوم اتصالاً هاتفياً مع الدكتور علي الشامي وزير خارجية لبنان بشأن الحادث الذي تعرض له الباص السوري فجر اليوم في منطقة عكار في لبنان والذي ذهب ضحيته مواطن سوري. وطالب المعلم خلال الاتصال بإعلام سورية بالسرعة الممكنة بمجريات ونتائج التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية وتحديد الفاعلين ومن يقف وراءهم. كما أجرى المعلم اتصالا هاتفيا أيضا مع نصري الخوري أمين عام المجلس الأعلى السوري اللبناني لمتابعة الموضوع.

وكانت حافلة سورية (باص) تقل 25 راكبا تعرضت لاعتداء عند الساعة الثانية والنصف فجر اليوم الاثنين من قبل مجهولين بين طرابلس وعكار شمال لبنان ذهب ضحيته أحد ركابها ويدعى ع .ع من مواليد 1992.

وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن الحافلة كانت على الطريق الدولية بين طرابلس وعكار وتحديداً في منطقة ديرعمار لدى تعرضها لهذا الاعتداء مشيرة إلى أن القوى الأمنية باشرت على الفور التحقيقات لمعرفة المعتدين. من جهتها قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن عددا من الركاب أصيبوا بجراح من شظايا زجاج النوافذ.

وذكر مراسل فرانس برس في المكان ان ثلاثا من نوافذ الحافلة تحمل آثار رصاص. والقتيل عامل سوري في السابعة عشرة من العمر، اما الجرحى فقد اصيبوا بشظايا زجاج النوافذ. وتحمل الحافة لوحة تسجيل من مدينة دير الزور في شرق سوريا. وفرض الجيش والقوى الامنية اللبنانية طوقا امنيا في موقع الحادث الواقع على بعد حوالى خمسة كيلومترات شمال طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، والتي كانت الحافلة متجهة اليها.

وافادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتصل هاتفيا بنظيره اللبناني علي الشامي بشأن quot;الحادث الاجراميquot; الذي تعرضت له الحافلة، مطالبا quot;باعلام سوريا بالسرعة الممكنة بمجريات ونتائج التحقيقات التى تجريها السلطات اللبنانية وتحديد الفاعلين ومن يقف وراءهمquot;. كما اتصل المعلم بالامين العام للمجلس الاعلى السوري-اللبناني نصري خوري وطلب منه متابعة الموضوع، بحسب المصدر نفسه.

وتقع دير عمار قرب مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين حيث قاتل الجيش اللبناني في 2007 حوالى ثلاثة اشهر مجموعة فتح الاسلام الاسلامية القريبة عقائديا من تنظيم القاعدة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، دان رئيس البلدية احمد عيد الهجوم ووصفه بانه quot;حادث منفردquot;.

ويأتي هذا الاعتداء غداة زيارة استمرت يومين قام بها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى دمشق، وهي الاولى منذ اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 2005. وخلال الزيارة عبر سعد الحريري والرئيس السوري بشار الاسد عن رغبتهما في اقامة علاقات استراتيجية بين بلديهما بعد اربع سنوات من التوتر اثر اغتيال الحريري. ولم يجر الحريري الذي اتهم مرات عدة سوريا بالتورط في اغتيال والده، اي اتصالات رسمية مع دمشق.

وكان لسوريا نفوذ كبير في لبنان لحوالى ثلاثين عاما لكنها اضطرت لسحب قواتها في نيسان/ابريل 2005 بعد شهرين من اغتيال رئيس الوزراء السابق في هجوم بشاحنة صغيرة مفخخة في بيروت. وتحدث تقريران اوليان للجنة تحقيق دولية انشئت بعد اغتيال رفيق الحريري، عن quot;ادلة متطابقةquot; تشير الى تورط الاستخبارات اللبنانية والسورية في الاغتيال. لكن سوريا تنفي اي تورط في هذا الاعتداء.