أبرز العقد في الدوائر قبل 3 أشهر من التوجه إلى الصناديق
لا لوائح في لبنان ولا تحالفات ... كأن الإنتخابات لن تحصل

إيلي الحاج من بيروت:
يتريث طرفا النزاع السياسي في لبنان في إطلاق عمل الماكينات الإنتخابية وإعلان التحالفات التي تعكسها اللوائحفي الدوائر ال27 قبل ثلاثة أشهر من موعد الإنتخابات العامة اتي ستجري في يوم واحد حُدد في 7 حزيران/ يونيو المقبل، ويعود السبب إلى تفضيلهما انتظار نتائج السعودي- السوري في شكل خاص ليبنيا على الشيء مقتضاءه، لوائح أقرب إلى التوافق أو إلغائية- تصادمية.

وباستثناء ماكينتي حزب الكتائب والنائب ميشال المر في المتن الشمالي، وماكينتي النائبين الياس سكاف ونقولا فتوش في زحلة، لم تبدأ اللجان الحزبية أوالتابعة للزعماء والمرشحين إحصاء الناخبين وفرزهم وتوزيع الأعمال للإتصال بهم ومحاولة توجيههم، وهذه مهمة تتعذرعادة إذا لم يسبقها إعلان التحالفات واللوائح ، فكيف إذا كان ثمة جو يوحي بين وقت وآخر أن الإنتخابات لن تحصل لسبب أو لآخر ، سوسيكون الحل الذي يفرض نفسه التمديد لمجلس النواب الحالي.

في جانب قوى الغالبية 14 آذار /مارس كان مفترضاً بحلول موعد المناسبة التي حمل هذا الفريق اسمها ( 14 آذار) أن تعلن اللوائح وأسماء المرشحين ، ولكن الإختلافات على توزيع هؤلاء المرشحين والحصص في التحالف الشديد التنوع جعلت المناسبة تقتصر على إعلان مبادىء عامة لخوض الإنتخابات على أساسها .وليست الحال بأفضل في الجانب المقابل، إذ لا تزال قوى 8 آذار/ مارس التي يقودها quot;حزب اللهquot; عاجزة حتى اليوم عن تقديم لوائح موحدة للمعارضة، واقتصر تفاهم القوى المشاركة فيها على طريقة تشكيل اللوائح دون النفاذ إلى إعلان أي منها حيث تختلط مناطق النفوذ والحضور بين quot;التيار الوطني الحرquot; الذي يقوده النائب الجنرال عون وحليفيه حركة quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; فضلاً عنquot;تيار المردة quot; بقيادة الوزير السابق سليمان فرنجية.

ولا تزال كتلة quot;الوسطيينquot; أو quot;المستقلينquot; التي حض على إنشائها رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأيدتها الكنيسة المارونية بينما هاجمها الجنرال عون غير متبلورة ولا محدّدة القوة لارتباطها هي أيضاً بموضوع التحالفات، وإن كان بدا حتى اليوم أن جبل لبنان الشمالي يشكل أرض المواجهة بين الجنرال عون وخصومه، لا بل ساحة الصراع المفتوح شبه الوحيدة بين قوى 8 و14 آذار وغير القابل لمساومة أوتسوية، وإن quot;المستقلينquot; الذين يلوذون برئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية هم أقدر من مرشحي قوى الغالبية على انتزاع الصفة التمثيلية من الجنرال عون، لا سيما في دوائر جبيل وكسروان والمتن الشمالي، وإلى حد ما المتن الجنوبي. لكن هؤلاء المرشحين لا يزالون يواجهون مشكلة تشتتهم في غياب من ينظم صفوفهم لتشبث كل من الرئيس والبطريرك بعدم التدخل المباشر في التحالفات واللوائح، ونأيهماعن التفاصيل الصغيرة التي تكمن فيها شياطين الخلافات.

أما أهم العقد التي يعمل طرفا النزاع الرئيسيان في لبنان على حلها كل من ضمن فريقه ، فهي:

-في عكار، لم يتأكد بعد ما إذا كان النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس سيخوض الإنتخابات، وهل يكون ذلك بالتفاهم معquot;تيار المستقبلquot; أم لا، مع ترجيح أنه لن يترشح لعواملذاتية عدة. كذلك لم يتضح ما إذا كانquot;المستقبلquot; سيأخذ على لائحته إسلاميين أم لا ، مع ترجيح أنه سيستبعدهم ، كما لم يتضح ما إذا كان سيعطي حليفه حزب quot;القوات اللبنانية quot; نائباً في عكار، أم يكون المقعد لحليفه الآخر حزب الكتائب الذي يطالب بحضور له في الشمال ، أم يكون المقعد المتنازع عليه ، وهو لطائفة الروم الأرثوذكس من حصة quot;المستقلينquot; أي لرئيس الجمهورية.

-في طرابلس يتردد بقوة أن التفاهم تحقق بين رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري والرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي ليكون أحد المرشحين الثمانية في عاصمة الشمال ، وأن ميقاتي سيكون مع الوزير نائب المدينة محمد الصفدي في كتلة quot;المستقلينquot; أيضا، ومعهما النائب السابق تمام سلام الذي سيترشح بالتفاهم مع quot;المستقبلquot; في الدائرة الثانية لبيروت، حيث يفترض ألا تشهد تنافسا حامياً نظرا إلى تفاهم quot;المستقبلquot; في الدوحة مع quot;حزب اللهquot; على تحييدها.-في زغرتا لم يتفاهم quot;تيار المردةquot; نهائيا بعد مع quot;التيار العونيquot; الذي يصر على أن ترشيح العميد المتقاعد فايز كرم في هذا القضاء، في حين يعتبر الوزير السابق فرنجية أن لا مكان لمرشح حليفه العوني في لائحته الثلاثية المعلنة والمقفلة. وإذا لم يتفاهم الطرفان فسينعكس ذلك على نتائج تصويت أنصارهما في الكورة والبترون.

-لم يتوصل حزبا الكتائب وquot;القوات اللبنانيةquot; حتى اليوم على المرشح الذي سيواجه مع النائب بطرس حرب صهر الجنرال عون الوزير جبران باسيل ، الذي يعتبر زعيم quot;التيار العونيquot; المستقبلي. ويصر quot;القواتquot; على ترشيح النائب أنطوان زهرا بينما يتمسك الكتائب بترشيح سامرجورج سعادة.

-في دوائر الشوف وعاليه وبعبدا لم يتفق رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot;النائب وليد جنبلاط بعد مع الكتائب وquot;القواتquot; على إعطائهما مقعدين يطالبان بهما بإلحاح. -في جزين والزهراني لا تزال وجهات النظر متباعدة بين الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون الذي يعتبر أن مقاعد النواب المسيحيين الأربعة في الدائرتين من حقه، وإن كان مرجحاً أن يكتفي بمقعدين في جزين.

-لم يتفق quot;تيار المستقبلquot; والحزب التقدمي الإشتراكي بعد على طريقة التعاطي مع quot;الجماعة الإسلاميةquot; التي تريد مرشحين في إقليم الخروب وصيدا خصوصاً. -ولا يزالquot;حزب اللهquot; ndash; الذي لايعاني أي مشكلة إنتخابية في تمثيله للشيعة ndash; ينصح لحلفائه بألا يكشفوا أوراقهم باكراً، فثلاثة أشهر من الزمن الإنتخابي مدة طويلة جداً .