قرأ في معركة دائرة جبيل أبعادًا تمس بموقع رئيس الجمهورية
سعيد لـ quot;إيلافquot;: لا أستبدل المقعد النيابي بأي شيء

فارس سعيد

إيلي الحاج من بيروت: أكد منسق الأمانة العامة لقوى ١٤ آذار النائب السابق فارس سعيد لـ quot;إيلافquot; أن خيار الإنسحاب من المعركة الإنتخابية في دائرة جبيل لم يرد ولا مرة في ذهنه، وإنه مستمر في خوضها مهما كانت الظروف، وقال: quot;لا أريد وزارة ولا أستبدل مقعدي النيابي في جبيل بمقعد آخر، ومستعد في الوقت نفسه للتخلي عن كل موقعي السياسي في جبيل بشرط وحيد أن يتبنى من يأخذ مكاني خطابي السياسي. أنا أعمل سياسة وليس لأصبح نائبًا أو وزيرًا بأي وسيلةquot;. وعن دور رئيس الجمهورية الذي تحدث عنه أخيرًا النائب الجنرال ميشال عون، قال: quot;لا منطق في العالم يستطيع منع النائب السابق ناظم الخوري من الترشح، فهو رجل سياسي وله الحق. لكني واثق بأن ترشحه مستقل عن ارادة رئيس الجمهورية، رغم أنه في الشعور الانتخابي والشعبي أصبح اسمه ملصقًا باسم الرئيس. لا يستطيع أن ينزع عنه هذا الانطباع quot;.

وعن مقارنة تجربة الإنتخابات الحالية بالإنتخابات التي جرت في عهد رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب، والذي ينتسب إليه فكريًا الرئيس سليمان، قال سعيد: quot;إذا قارنا تجربة الرئيس سليمان في الحكم بتجربة الرئيس الراحل شهاب فسنرى الفوارق في الظروف هائلة. وصل شهاب الى الرئاسة نتيجة لانتهاء الصراع العربي - العربي بين quot;حلف بغدادquot; والناصريين بانتصار الرئيس جمال عبد الناصر، وأفاد من الاستقرار العربي وسحبه على الداخل اللبناني. وشهاب الذي جاء الى الرئاسة نتيجة الاستقرار العربي واللبناني شهد عهده دورتين انتخابيتين في 1960 و1964 ولم يتورط عهده في الدورة الأولى بل في الثانية عام 1964.

في جبيل فاز عام 1960 العميد ريمون اده وغبريال جرمانوس وأحمد اسبر ولم تكن هناك حالة شهابية مدعومة من العهد في مواجهة ريمون اده. في 1964 برزت حالة شهابية حقيقية مدعومة من العهد استطاعت أن تربح على العميد. لكنه فاز في السنة اللاحقة 1965 في الانتخاب الفرعي بفارق ضئيل. قيل ان شهاب لم يكن يريد اسقاط العميد اده في انتخابات 1965، انما هذا حديث آخرquot;.

وأوضح سعيد ان quot;دائرة جبيل أربعة أرباع موزعة على: الرئيس سليمان، quot;حزب اللهquot;، الجنرال عون، ونحن قوى 14 آذار. ولا يزال هذا التقسيم قائمًاquot;. وأضاف: quot;إذا فاز عون في انتخابات جبيل ستكون القراءة السياسية لهذه لانتخابات في اليوم التالي على باب المقر الرئاسي في بعبدا: quot;ان الرئيس سليمان هو الممثل الاداري لدى المسيحيين، أما زعيم المسيحيين السياسي فهو فلانquot;. من هنا أهمية معركة جبيل الانتخابيةquot;.

ولاحظ أن quot;عون يخوض انتخاب جبيل على قاعدة أن الكتلة الشيعية التي تعد سبعة آلاف صوت تكفل فوز مرشحيه (من اصل 45 ألفًا يرجح اقتراعهم هذه السنة). اعتقادي ان عون أخطأ في التعامل مع أهالي المنطقة بشيء من الاستعلاء والفوقية، انطلاقًا من انطباع يشيعه: quot;ان هؤلاء مفاتيح لا يأتون بأصوات، أنا آتي بالأصواتquot;، بمعنى ان هؤلاء المرشحين لا قواعد شعبية لهم، على الرغم منأن في جبيل طاقات هائلة، والكثير من هذه الطاقات ضد الخط التقليدي أو الخط السياسي الذي أمثله، باعتبار اني على مفترق بين وراثة خط تقليدي من جهة، وآفاق تيار سياسي في مستوى الوطن من جهةquot;.

وكانت اللوائح الانتخابية في جبيل قد إستقرت على ثلاث: الأولى لتحالف quot;حزب الله quot; والجنرال عون النائب، وتضم النائب وليد خوري والقيادي في quot;التيار الوطني الحرquot; سيمون أبي رميا عن الموارنة والنائب عباس هاشم عن المقعد الشيعي. واللائحة الثانية لـ المستقلينquot; وتضم آلا من النائبين السابقين ناظم الخوري واميل نوفل عن الموارنة والسيد مصطفى الحسيني عن المقعد الشيعي. أما اللائحة الثالثة فغير مكتملة وتضم كلاً من النائب السابق سعيد عن المقعد الماروني والنائب السابق محمود عواد عن المقعد الشيعي . وقد آثر سعيد عدم اقفال لائحته بماروني ثان في رسالة واضحة الأهداف لمن يعنيهم أمر المستقلين.

الماكينات الانتخابية لجميع المرشحين بدأت عملها، وهي تنشط ميدانيًا نظرًا لرمزية المعركة التي أعطاها النائب السابق سعيد بعدًا جبيليًا ووطنيًا. ويتمثل الأول برفض اخضاع جبيل لقرارات التحالف الشيعي في دائرة يمثل المسيحيون فيها الثقل الوازن. أما البعد الوطني فيعمل النائب سعيد من خلاله على تأكيد الخيارات السياسية لقوى ١٤ آذار في العبور الى الدولة ورفض منطق الميليشيات، وتأكيد ان الانتخابات الحالية هي سياسية بامتياز ويجب ألا تخاض على أساس أحجام الأفراد والجماعات على حساب الشأن الوطني العام.