بيروت: عقد مجلس المطارنة اجتماعه الدوري، برئاسة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، وأصدر نداءً دعا فيه اللبنانيين الى تجديد الثقة بالميثاق الوطني الفريد الذي أرسى عليه السلف الصالح لبنان وطناً قائماً على شراكة العائلات الروحية، في تضحيات متبادلة من أجل عيش واحد يغتني بالاختلاف المؤتلف، ولا يسقط في تجربة الخلاف القاتل فيعيش أبنائه أخوةً بلا انشقاقات ويستحقون لبنان الرسالة وثروة لا بديل عنهما.
وصدرت عن الاجتماع التوصيات الآتية:
- اقبلوا على الانتخابات النيابية بمسؤولية يقتضيها الواجب الوطني الديمقراطي ومارسوا حريتكم كاملة في خياراتكم محكّمين ضميركم المستنير بالمعرفة الصحيحة، وما الضمير الحيّ سوى صوت الله في داخلنا.
- تحلّوا بالمناعة الأخلاقية والصمود في وجه الاغراءات المادية والتأثيرات الخارجية التي تأخذ من الوطن ولا تعطيه، فأنتم أصحاب كرامة، وأبناء قضية وحملة رسالة.
- تنافسوا في جوّ حضاري يليق بسمعة لبنان وتقاليده العريقة، فالانتخابات اللبنانية هي اليوم موضع اهتمام بلدان كثيرة وتحت أنظار مراقبة الجميع لها.
- احتكموا الى العقل لا الى العنف، فالمناعة الوطنية هي مشروعكم والسلم الاهلي هو مسؤوليتكم، لذلك نهيب بكم بتعزيز ما انتم متفقون حوله، وادارة الحوار بصبر وطول أناة حول ما زلتم مختلفين عليه، فما من أحد منكم معفي من المحبة، ولبنان بدون تنوعه يفقد غناه ومبرر وجوده.
- الاختلاف في الرأي لا يعني أبداً الخلاف على الوطن، فاللبنانيون مدعوّون جميعاً الى التعاون على ايجاد الحلول الناجحة لمشاكلهم المختلفة، والكل سيكون مسؤولاً عن الكل تحت قبّة المجلس النيابي الجديد.
- تقبلوا نتائج الانتخابات بروح عالية، فالدولة حريصة على تأمين حريتها وسلامتها، وبادروا بتهنئة بعضكم بعضاً بالفوز، وافتحوا في الأيام التالية صفحة جديدة عنوانها لبنان الجديد للجميع وللجميع وبالجميع.
- رجاؤنا أخيراً أن يقدر اللبنانيون حجم المخاطر المحدقة بوطننا وبشرقنا في هذا الزمن الصعب، وأن ينظروا خاصة الى لبنان الآتي الذي عودنا ان يخرج من محنه أبهى طهراً، ومن تجاربه أكثر مناعة، بفضل وعي أبنائه وتعاضدهم، فالله معكم وبالتالي مع لبنانكم، حافظوا عليه لتحافظ عليكم محبة، الرب يوحد قلوبكم وسلامه يقدس نواياكم، فتعيشوا معاً في الحق والعدالة وتشهدوا للخير والأخوة.
التعليقات