تحالف مفاجىء ينشأ بين سعيد والخوري والحسيني
دائرة جبيل تنقلب رأساً على عقب في وجه عون
إيلي الحاج من بيروت: إنقلب المشهد الإنتخابي فجأة رأسا على عقب في دائرة جبيل من جبل لبنان قبل ثلاثة أيام من موعد الإنتخابات النيابية الأحد المقبل، وذلك مع إعلان المرشح في لائحة المستقلين إميل نوفل إنسحابه من المنافسة وكذلك المرشح في لائحة قوى 14 آذار / مارس غير المكتملة الدكتور محمود عواد، لترسو المعركة على لائحتين متقابلتين ، أولاهما لمرشحي تحالف النائب الجنرال ميشال عون وquot; حزب الله quot; النائبين عباس الهاشم ووليد الخوري وسيمون أبي رميا، والثانية تضم المنسق العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد والنائب السابق المستقل ناظم الخوري والسيد مصطفى الحسيني ، شقيق الرئيس السابق لرئيس مجلس النواب حسين الحسيني. والأخيران يركزان في لقاءاتهما الإنتخابية على دعم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهو ابن منطقة جبيل ويحظى فيها باحترام كبير وموقع مؤثر وإن كان يشدد على التزامه الحياد وعدم التدخل في المعركة الإنتخابية .
وأثار هذا التطور الذي كان مستبعدا إستياء بالغاً في أوساط تيار الجنرال عون وحلفائه لا يستبعد أن يترجم مواقف سياسية تصعيدية ضد رئيس الجمهورية ، خصوصاً إذا أدى التحالف بين سعيد والخوري والحسيني إلى خسارة العونيين أكثر من مقعد في دائرة جبيل . علماً أنهم كانوا يضعون في حساباتهم قبل عملية دمج اللائحتين في وجههم أن يشكل النائب فارس سعيد تهديدا كبيرا لكنه ليس أكيدا للائحتهم . أما بعد عملية quot;جمع القوىquot; التي حصلت في وجه الجنرال فقد بات أمام أحتمال خسارة مقاعد جبيل الثلاثة من دون أن تفيده كتلة أصوات quot;حزب اللهquot; بين الشيعة الذين يعدون ثلث أصوات أبناء القضاء الموارنة في غالبيتهم. علماً أن quot;حزب اللهquot; يحوز أصوات نحو 80 في المئة من الشيعة في جبيل.
وكانت شخصيات متعددة عملت مدى أسابيع على خط الإتصالات والمشاورات بين القوى المؤثرة والفاعليات في جبيل لتوحيد لائحتي المستقلين والاحزاب ، وحاول بعضها توسيط رئيس الجمهورية لكن الجواب المتكرر الذي كانت تتلقاه هو quot;ان الرئيس على مسافة واحدة من الجميع والرئاسة فوق الانتخابات والمرشحينquot;. علما أن الرجل اكد أكثر من مرة انه غير محرج في جبيل لانه لم يرشح ابنه ولا صهره. إلا أن حركة الاتصالات تكثفت ليلاً ونهارا بعد مهرجان اقامه تحالف الجنرال عون وquot;حزب اللهquot; في جبيل بكل ما شهده بدءا من التنظيم وصولا الى المواقف التي اطلقها الجنرال عون واضاءت على بعض العوامل التي أدت دورا اساسيا في اتجاه توحيد الجهود، وابرزها تكليف عناصر الانضباط في quot;حزب اللهquot; تنظيم امن المهرجان، واستقدام مجموعات من الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى لزيادة الحشد الجماهيري في المكان ، فضلاً عن الخطاب السياسي الذي اعتمده الجنرال عون والذي لم يعد متلائما أو منسجماً مع الإتجاهات السياسية العامة في البيئات المسيحية.
وكان نجل رئيس حزب الكتائب المرشح سامي الجميل أطلق قبل أسبوعين مبادرة في جبيل بإعلانه أن أنصار الكتائب سينتخبون فارس سعيد وعواد وناظم الخوري، داعياً الى توافق بين المستقلين وقوى 14آذار/ مارس ، ولاحقا فاتح الرئيس السابق امين الجميل ورئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع رئيس الجمهورية بالموضوع عندما التقياه قبل بدء اعمال طاولة الحوار الاثنين الماضي فابلغ سليمان اليهما انه ليس في وارد التدخل في جبيل لنصرة هذا المرشح او ذاك رافضا التدخل،الامر الذي سمح للجميل بتجديد المبادرة فسارع الى تكثيف اتصالاته في الساعات الماضية مما أدى الى زيارة قام بها المرشح ناظم الخوري الى بيت الكتائب المركزي قبل ظهر الخميس. في حين كانت سلسلة اتصالات تجري مع المرشح اميل نوفل الذي ابدى تجاوبا ملحوظا لتسهيل ولادة اللائحة الإئتلافية الجديدة في جبيل واستعداده للانسحاب اذا كان النجاح يستدعي ذلك . وبالفعل اعلن نوفل انسحابه في بيان مقتضب. كما اعلن المرشح الدكتور محمود عواد انسحابه.
التعليقات