إيلاف من بيروت، الوكلات: أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم الاثنين قبوله نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية التي فازت فيها قوى 14 آذار. وقال نصر الله في كلمة وجهها عبر شاشة محطة تلفزيون المنار الناطقة باسم التنظيم الشيعي quot;نقبل النتائج المعلنة، نقبل ان الفريق المنافس حصل على الغالبية وان المعارضة حافظت على موقعها من حيث مجموع (المقاعد)quot;.

واكدت النتائج النهائية الرسمية للانتخابات النيابية التي اعلنها وزير الداخلية زياد بارود الاثنين فوز قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية ب71 مقعدا على قوى 8 آذار (اقلية نيابية) المدعومة من دمشق وطهران والتي حصلت على 57 مقعدا في البرلمان الذي يبلغ اجمالي عدد مقاعده 128.

وعدد نصر الله عددا من الثغرات في الانتخابات وقال quot;بمعزل عن تقييمنا لمجريات العملية والوسائل المستخدمة من انفاق مالي هائل وتحريض طائفي ومذهبي واتهامات واكاذيب هدفها تخويف الراي العامquot; اضافة الى quot;تدخلات خارجية علنية مكشوفةquot;، فان كل هذه الثغرات quot;لن تؤثر على قبولنا بالنتائجquot;. ولم يكشف نصر الله عما سيكون عليه موقف الاقلية بالنسبة لتشكيلة الحكومة المقبلة.

وقال quot;بالنسبة الى تسمية رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة لا اريد ان احسم امرا الان فهذا بحاجة الى تشاور وتفاهم مع سائر قوى المعارضةquot;. وكان نائب حزب الله في البرلمان محمد رعد صرح الاثنين لوكالة فرانس برس ان فوز قوى 14 اذار سيؤدي الى استمرار quot;الازمةquot; مع قوى 8 اذار (الاقلية الحالية) الا اذا التزمت بمبادىء ابرزها عدم المساس بسلاح حزب الله. وشددت قوى 8 اذار خلال الحملات الانتخابية على ضرورة توفر quot;الثلث الضامنquot; كما تسميه في الحكومة سواء فازت او خسرت الانتخابات وهو الثلث الذي يسمح بالتحكم في القرارات الهامة.

وفي ما يلي ابرز ما ورد على لسان نصر الله:

* أولاً أتوجه بالتهنئة للشعب اللبناني بكل اتجاهاته وكل شرائحه على اتمام هذا الانجاز الوطني الكبير، واليوم لا بد هنا من التنويه بالحضور الشعبي بكل الفئات، الذي يعبر عن احساس عال بالمسؤولية تجاه الوطن، وهذه نقطة ايجابية جدا ويجب ان تؤكد.

* اتوجه بالشكل الى جميع الوزارات والادارات ولا سيما الجيش والقوى الامنية، على ادارتهم لهذه العملية وعلى محافظتهم على الامن والسلم واتاحة الفرصة للبنانيين ان يقترعوا ويعبروا عن ارائهم، وخصوصا ان هذه الادارات كانت امام تحد كبير وهو اجراء الانتخابات في يوم واحد، رغم ما حصل من شوائب يمكن ان تقييم لاحقا، ولكن التحدي كان كبيرا جدا وقد تمت مواجته بمسؤولية كبيرة.

*اهنأ الفائزين، وعليهم ان يعرفوا انهم يحملون الان امانة البلد والناس والشعب، ونحن نقبل النتائج المعلنة من قبل وزير الداخلية، اما الطعن امام المجلس الدستوري فهذا شأن اخر، ولكن نحن نقبل النتائج بكل روح رياضية، ونقبل ان الفريق المنافس على الاغلية من مقاعد المجلس النيابي، مع ان المعارضة حافظت على مجموع اعضائها السابقين، ونحن نسلم بغالية النواب، وقد تكون الغالبية النيابية غالبية شعبية او قد لا تكون، وهذا مراكز الدراسات والاحصاء يمكن ان تراجع الاعداد لتحديد من يحوز الى شعبية اكبر

*الارقام يمكن ان تساعد على الدلالة للشعبية الغالبية، ونحن نقبل هذه النتائج بمعزل عن الوسائل التي استخدمت من انفاق مالي هائل ستضح معالمه مع الايام، ومع تحرض مذهبي وعنصري، واتهامات واكاذيب هدفها تخويف الراي العام وخصوصا في بعض الدوائر، ومن تدخلات خارجية ومكشوفة، لكن انا الان لن ادخل في هذا التقييم، ولكن احببت ان اشير الى ان لنا تقييم كما للآخرين، ولكن هذا لن يؤثر على قبولنا للنتائج

*اشير الى سقوط اكاذيب ومنها 2 ... اولا هو الخطاب السياسي من ان المعارضة لم تسمح باجراء انتخابات لتمنع اجراء الانتخابات، وبعدين اذا اجريت الإنتخابات بحال وجدت ان الامر غير ذاهب لصالها فسوف تخرب الوضع، او اذا خرجت النتائج فالمعارضة لن تقبل لها وتعتبر الانتخابات غير مشروعة وتأزم الوضع الامني، هذا الكلام قيل من اغلب قيادات الطرف الاخر، واليوم انا اتعاطى مع النتائج، ولكن ما قيل هو من اكبر الاكاذيب التي استخدمت

*انا كنت اتابع وزير الداخلية الذي اوجه له تحية خاصة

*الكذبة الأخرى هي انه قيل كيف تحصل الانتخابات في ظل وجود سلاح المقاومة, وهذا قيل من اغلب قيادات الفريق الاخر، طبعا لو فازت المعارضة في الانتخابات، ولكن لان الموالاة هي التي فازت فلا احد منهم يتكلم في الموضوع، ولذلك اقول اليوم بأن هذه الكذبة سقطت، فقد جرت الانتخابات في ظل وجود ترسانة سلاح للمقاومة، ومع ذلك لم يحصل اي اشكال

*الناس انتخبت بكامل الحرية والراحة، ولم ير احد السلاح وأختم هذه النقطة بالقول أن أهم شيء أن اللبنانيين أثبتوا قدرتهم على حفظ الأمن والسلم الأهلي والتنافس الانتخابي دون المس بمقومات الأمن والاستقرار

*أتوجه بالتحية والتقدير العالي لجميع قيادات وتيارات وأحزاب وجمهور المعارضة وأقول لهم لقد وضعنا سوية هدفا وطنيا شريفا وهو العمل على انجاز وتحقيق مشروع على كل الأصعدة وسعينا للحصول على الغالبية من اجل خدمة هذا المشروع الاصلاحي وليس من أجل الهيمنة على السلطة، وبذلنا كل الجهود الشرعية للحصول على الأكثرية وواجهنا الحرب الكونية علينا وخضنا هذه المعركة الكبرى،لم نستطع خدمة مسروعنا الاصلاحي من موقع الأكثرية وهذا لا يعفينا من خدمته من أي موقع آخر سواء كنا معارضة نيابية خارج الحكومة أو داخل الحكومة وهذا خيار مفتوح على كل التوجهات

*أجدد التزام المعارضة بخدمة هذا المشروع الاصلاحي التي انتخبتنا الناس على أساسه، والانتخابات برغم أهمستها ليست الا محطة في خدمة المشاريع الشريفة، نحن معنيون في المعارضة للتشاور قريبا بشأن الاستحقاقات المقبلة من انتخاب رئيس مجلس ورئيس حكومة وتشكيل حكومة، وهذا بحاجة لدراسة وتفاهم وتشاور بين قوى المعارضة

*أود من صميم قلبي أن أتوجه بالشكر والتقدير لجمهور المقاومة بشكل خاص وجمهور جزب الله بشكل أخص وهنا أود أن أشير الى التصنيف الذي اعتمدنا في الدوائر، هناك دوائر لم يكن فيها تنافس انتخابي ولكن اعتبرناها موجودة على خط النار مثل الجنوب وبعبلبك الهرمل، والتي دعينا الناس أن يحضروا بكثافة الى صناديق الاقتراع أن يعبروا عن قناعتهمن وغبتهم وخيارهم وشاهدنا بالنسب المئوية أنه بالرغم من أنه لم يكن هناك منافسة ولكن النسبة كانت عالية جدا وفاقت بعض الدوائر التي كان فيها منافسة حادة أو عالية، وهذا ليس مفاجئا لأنها قناعة الناس

*للجمهور الذي شارك في بقية الدوائر، حيث يوجد لنا جمهور وقاعدة وأخوة وأخوات، بالتحية والشكر وبالأخص للماكينات الانتخابية التي عملت بجهد أثمر هذا الحضور الشعبي الكبير وكان الجمهور حاضر في الدوائر التي فيها مقاعد شيعية أو لا والتي فيها مرشحين للحزب الله او التي ليس فيها، لأننا تعاطينا مع المعركة على أنها معركة المعارضة، وأدين بعض الخطاب الطائفي والمذهبي الذي يعتبر أنه اذا كان هناك دائرة في أكثرية معينة فالطائفة التي ليست أكثرية لا يحق لها أن تحسم المعركة

*الانتخاب واجب وطني ومن يتخلف عنه يتخلف عن مسؤولياته الوطنية، أوجه بالتهنئة لكل مرشحي كتلة الوفاء للمقاومة

*أختم بنقطتين، الأولى لها علاقة بالناس، بالاحتضان الكبير في الدوائر التي كانت أشبه بحالة استفتاء، الناس هنا وجهت رسالة لكل العالم، لم يكن أحد يلزم هذه الناس بالانتخاب خصوصا أنه لم يكن هناك منافسة، الرسالة هي أن خيار المقاومة ، وبالتالي هذا الخيار هو تعبير عن إرادة هؤلااء الناس وخيارهم، والرسالة الثانية هو أن المقاومة ليست قطعة سلاح نناقشها، هذه النقطة نناقشها على طاولة الحوار، لا داعي للقلق فموضوع المقاومة طالما هو محتضن شعبيا لا أحد يستطيع أن يفعل شيئا مع المقاومة الشعبية، وهذا الكلام قلناه قبل الانتخابات بمعزل عن من يفوز

*النقطة الأخير، أقول للبنانيين أمام هذا الانجاز الوطني الكبير، أن فرصة قيام دولة قوية قادرة ما زالت ممكنة، ونحن متفقون أن هناك تحديات كبيرة تواجهنا على مستويات متعددة جدا، وأعتقد أننا يجب أن نصل الى قناعة أن انقاذ البلد وحل مشاكله والحفاظ على سيادته واستقلاله هو بحاجة الى تعاون الجميع وتكاتفهم بمعزل عن شكل هذا التعاون وهذا التكتف، وهذا يرتبط بقدرة جميع القوى السياسية التي أثبتت صناديق الاقتراع شعبيتهم وحتى الذين لم ينجحوا ولكن أثبتت صناديق الاقتراع وجودهم الشعبي الكبير، ولكن هذا يرتبط بالدرجة الألى بالغالبية النيابية الجديدة، ما هي أولوياتهم بأي عقلية سيتصرفون وبأي روحية سيتعاطون مع الشأن العا؟، هل سيستفيد من التجارب الماضية وهل سيُخطأ في تحديد الأولويات؟ الفريق الذي أصبح غالبية يحتفظ بحق تقرير كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، والمعارضة التي حافظت على موقفها لها دورها ولا تستطيع أن تخلي الساحة ولكن بالدرجة الأولى هو الذي يجب في المرحلة المقبلة أن يُكاشف اللبنانيين، لأننا بلد الشفافية والصدق فيه عنصر مهم جدا، ولنجاول أن نبني جمهورية على الصدق ونكف عن بناء سلطة على أكاذيب ومخاوف وتهديدات

*تفضلوا لنكون صريحين مع بعضنا على قاعدة الصدق والشفافية والوضوح لنبي بلدنا سويا، ونحن أمام حالة جديدة ووضع جديد وكل الذين بذلوا جهودا جبارة فلنتعاطى معها بكل نتائجها ونستفيد من ثغرات الماضي ونطور حضورنا ولكن ما لا يمكن أن يتأثر هو مسؤوليتنا تجتاه شعبنا وبلدنا خصوصا أولئك الذين قدموا دماء وجهود للدفاع عن هذا البلد وتحريره، لنحافظ على هذا البلد وندفع به الى الأمام