بيروت: تعهّد زعيم الاكثرية النيابية في لبنان سعد الحريري في أول بيان له بعد تكليفه للمرة الأولى تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة بما التزم به خلال حملته الانتخابية، أي بتأليف حكومة quot;وحدة وطنيةquot; تتمثل فيها الكتل النيابية الرئيسية وتكون متجانسة وقادرة على العمل والانتاج بعيدا عن أي عرقلة أو شلل. وقال الزعيم السني الشاب بعد أن تبلغ بحصوله عالى 86 صوتا من أصل 128 نائبا يؤلّفون مجلس النواب، انه سيبدأ مشاورات مع جميع الكتل النيابية quot;لمصارحتها بالتحديات والفرص والوقائع التي نراها أمامنا وبضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة لمصلحة لبنانquot;.

وأضاف الحريري أنه سيعمل على تعزيز السلم الأهلي والاستقرار quot;من موقع الوفاء لوالدي ومعلمي ورفيقي الدائم في الأيام الصعبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري (رئيس الحكومة الاسبق الذي قضى اغتيالا في عملية تفجير عام 2005) ومعه كل شهداء الحرية والاستقلال في لبنان، ومن موقع الالتزام بحق لبنان في الدفاع عن أرضه وسيادته وشعبه في مواجهة تهديدات العدو الاسرائيليquot;.

وتابع quot;من موقع الوفاء لالتزامات لبنان تجاه القضايا العربية لا سيما قضية فلسطين وتأكيد حق العودة لشعبها وإقامة دولته المستقلة، ورفض التوطين، ومن موقع الأمانة لرسالة لبنان في محيطه العربي وفي العالم كوطن نريده مثالا للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين (...) اعتبرنا الاكثرية النيابية التي فزنا بها في الانتخابات الأخيرة تكليفا واضحا للحفاظ على ثوابت الدستور والمؤسسات والسيادة والاستقلال ومشروع بناء الدولة اللبنانية من ناحية، وتعزيز السلم الأهلي والاستقرار والاهتمام بالاقتصاد والتنمية والشأن المعيشي من ناحية ثانيةquot;.

وقال ان همّه الأخير كان ولا يزال إبعاد الفتنة عن لبنتان وإعادة اللحمة إليه لمواجهة تحديات خطيرة تتهدده على الصعيدين الخارجي والاقتصادي، quot;وللإفادة أيضا من الفرص التي من شأنها أن تنشأ إذا أحسن اللبنانيون إدارة شؤونهم الوطنيةquot;.

ووصف الحريري المعتدل والمؤيّد للغرب، المخاطر التي يواجهها لبنان بـquot;الحقيقية والكبيرة، لكن الفرصة المفتوحة أمامه هي أكبرquot;.

وقال ان مواجهة المخاطر واقتناص الفرصة المتاحة للبنان يبدآن من مكان واحد هو تشكيل حكومة قادرة على العمل بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال سلميان وقادرة على الوقوف صفا واحدا لإعادة تحريك الاقتصاد وفي خدمة المواطن والوقوف صفا واحدا في مشروع الدولة وفي وجه تهديدات اسرائيل.

وأشار الحريري الى أنه سيعمل على تشكيل الحكومة quot;بكل انفتاح ونية حسنة واحترام للدستور والنظام الديمقراطيquot;.

وأضاف quot;لن أوفر أي جهد، لسد طريق المخاطر وفتح آفاق الفرص أمام لبنان واللبنانيينquot;، معلنا أنه لن يبخل على لبنان وسيقوم بأي خطوة تفتح أمامه طريق الاستقرار وإعادة الاعتبار للدولة والنظام الديمقراطي وتجديد الثقة باتفاق الطائف، الذي تم عام 1989 وأنهى القتال في لبنان الذي استمر 15 عاما وارسى الدستور الجديد.

وقال الحريري ان quot;القضية الراهنة أكبر من موضوع تشكيل حكومة وتوزيع حصص وحقائب، القضية تتعلق بمصير وطن، في لحظة اقليمية تكاد أن تكون الأخطر والأكثر دقة في تاريخ المنطقةquot;.

وتابع أن quot;القضية تتعلق بما ينتظر لبنان وبمسؤولية كل اللبنانين واللبنانيات في التضامن على حماية لبنان من العواصف الخارجيةquot;.

ولفت الى أن الطريق إلى هذا الهدف quot;لن يكون سهلا، وأن العراقيل والمطبات قد تكون أكثر من الظاهر، علما أن الظاهر منها كثيرquot;.

وزار الحريري بعد تكليفه تشكيل الحكومة قبر والده في وسط بيروت، وأطلقت مفرقعات في أجواء العاصمة احتفالا بتسميته رئيسا للحكومة.

وكانت الاستشارت التي بدأها الرئيس سليمان أمس الجمعة وانتهت بعد ظهر اليوم السبت، أظهرت ان النائب الحريري هو الاسم الوحيد الذي رشحته الاكثرية النيابية وكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري المعارضة الى جانب نائبين أرمنيبن من المعارضة التي فضلت كتلها الاخرى، وبينها كتلة حزب الله وكتلة الزعيم المسيحي ميشال عون، عدم تسمية أي مرشح للرئاسة الثالثة.

ومن المقرّر أن يبدأ الحريري الاسبوع المقبل مشاوراته مع الكتل النيابية لتأليف حكومته الجديدة.

وهذه هي المرة الاولى التي تجري تسمية الحريري (38 عاما) لرئاسة الوزراء.