منذ تحويله الى منتجع يجذب العوائل والسائحين اليه منذ عام 2011 ، يستقبل قصر صدّام حسين في مدينة بابل التاريخية (100 كم جنوبي بغداد ) القاصدين اليه بحثا عن الراحة والمتعة والفائدة أيضا لاسيما وانه يقع بين اقدم اثار العالم.

بسبب النجاح الذي لاقاه تحويل القصر الرئاسي لصدام حسين الى منتجع ، فقد عكفت مدير الهيئة العامة للآثار والتراث هذه العام على تأهيل القصر وتحويله الى متحف حضاري ، عبر تخصيص نحو 7 مليارات دينار لتنفيذ الفكرة . يصل الزائر للقصر ، من بغداد قاطعا مسافة نحو 100 كيلومترا ، وبسبب قرب موقع القصر من العاصمة ، فان الكثير من الوفود التي تصل الى بغداد ، تدلف الى اثار بابل التاريخية والى القصر الذي يطل شامخا بينها .
ما يضيف الى القصر من ميزات ، وجوده بين تلال الاثار التي لم يكتشف بعضها الى الان مما يضيف نوعا من الجو المحيط بالأسرار وأنت تتطلع من على شرفات القصر على المحيط المجاور . وما يكسب الموقع أهمية استثنائية ، أنه كان صرحا لا يحق لأحد الاقتراب منه في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين (1937- 2006) ، حتى صار مغلّفا بالكثير من الاسرار التي اماط عنها اللثام ، الانقلاب السياسي في العراق في عام 2003 والذي انتهى الى تغيير النظام السياسي في البلد .
ولان القصر يقع على تلة اصطناعية فانه يمنح الزائر شعورا بالإطلالة الواضحة التي تختصر منظرا مضى عليه آلاف السنين ، حيث الارض التي احتضنت اولى حضارات التاريخ. القصر المنيف ذو البناء الواسع العالي يتيح للسائح ايضا التقاط صور للمناظر الطبيعية التي تذهل البصر كونها اطلالا لأقدم حضارة في التاريخ .
وعبر طريق ملتوِ تتخلله مناظر المدينة القديمة ، يصل السائح القلعة المهيبة التي تحيطه جدران ضخمة صفراء ، ومن الداخل سيُفاجَأ بممرات وقاعات غاية في الفخامة ، اضافة الى سقف تزخرفه الثُريّات. الزائر من إيران ، حيدري سعيد ، ينظر بإعجاب الى النقوش التي تمثّل أشجار النخيل والنجوم والأشكال الهندسية .
لكن لمياء حسن ( مهندسة عراقية ) ، تقول وهي تتمعن في غرفة نوم ، صدام حسين ، ان بعض العرسان يجدون في قضاء ليلة الدخلة فيها امرا يبعث على السعادة.ولا ينسى السائح ان يوجه كاميرته الى نهر الفرات وضفافه الخضراء وهو يجاور القصر. لكن القصر لن يكون منتجعا سياحيا خالصا فحسب ، بل ان حكومة محافظة بابل تطمح الى تحويله إلى فندق ومركز للمؤتمرات، كما تخطط لبدء رحلات سياحية بالقوارب في الفرات.
ويرى المهندس المعماري سمير حسن ان تحويل القصر إلى متحف ومنتجع سياحي وكازينوهات في نفس الوقت يحوّله الى ( صناعة) سياحية تسهم في ايرادات جيدة لميزانية المحافظة .ويتابع : هذا الأمر يتطلب مبالغ طائلة ولا حل في تنفيذ ذلك الا عبر الاستثمار المحلي او الاجنبي .
يقول جاسم محمد ، الموظف في شؤون القصر ان صدام حسين لم يزر هذا الصرح العملاق الا مرة واحدة ولمدة نصف ساعة . والى جانب القصور هناك عدد من ( البيوتات ) الرئاسية ايضا ، قد تحولت في العهد الجديد الى دور ضيافة.
ولا ينسى السائح ، انه لا يزور القصر فحسب ، بل انه بين اثار بابل التي من المؤمل ان تنضم الى لائحة التراث العالمي ، اذ تأخر انضمامها لأسباب فنية وتقنية . والأكثر اثارة في الزيارة الى القصر وبابل ، نخلة صدّام التي تدور حولها الكثير من الحكايات ، اذ يروي جاسم ، ان صدام حسين وفي احدى زياراته للقصر الرئاسي في الحلة ( مركز محافظة بابل ) طلب الاهتمام بنخلة قريبة من احدى شرفات القصر مما ادى الى تامين حماية عسكرية ومهندسين زراعيين للاهتمام بها وتلقيحها كل موسم.