تعد الأدوية التي يستخدمها الناس لتسكين آلام مفاصلهم أو في علاجات حالاتها الالتهابية وغير الالتهابية من أكثر المنتوجات الصيدلانية استخداماً، وبات الناس (نتيجة لزيادة الإقبال عليها) يعرفون ويحفظون حتى أسمائها،(علماً أن الأسماء المثبتة على مختلف أنواع العلب ما هي ألاّ الأسماء التجارية لتلك الأدوية) ،فلكل دواء اسمان أحدهما التجاري (وهو الذي يطبع بحجم كبير وبارز وواضح مع بعض "التزويقات التجارية") ، أما الاسم الآخر فهو الاسم العلمي والذي غالباً ما يُذكر تحت الاسم التجاري(ويطبع بحرف صغير)، وحقيقة هو الاسم الذي تتداوله الأوساط الطبية.


ما يؤسف له، هو الاستخدام العشوائي لتلك الأدوية دون معرفة الأضرار التي ربما تنتج عنها، أو التي من المؤكد تظهر جراء التراكم الكمي لتلك الأدوية في جسم المريض فيحصل تغير نوعي منعكساً على شكل مرض أو حالة أخرى لم تكن موجودة سابقاً، ويمكن أن تكون تلك الحالة مؤقتة أو مزمنة.

الشائع بين الناس ،آلام المفاصل، فالمفصل هو موضع التقاء نهايتي عظمين أو أكثر، ويتكون من مجموعة من الأغلفة والأنسجة الرابطة مع سائل لزج يمنع احتكاك العظام فيما بينها، ويسهّل حركتها. هناك أنواع من المفاصل حسب طبيعة العظام وموقعها في الجسم إضافة الى طبيعة وظيفتها الحركية. المفاصل تتعرض الى العديد من الحالات المرَضية، منها حادة ومنها مزمنة ،منها ولادية ،وراثية ،التهابية ،هورمونية ،مناعية ،ومنها بسبب حالة تصيب المفصل ذاته ومنها منعكسة عن حالات مرضية أخرى، وفي جميع الأحوال فهناك عرض مشترك بين جميع تلك الأسباب والحالات ،الا وهو الألم، الى جانب عدد من الأعراض والعلامات الأخرى.

المضادات وأنواعها


واجتهدت المراكز الصيدلانية في العمل من أجل إيجاد مركبات كيمياوية أو بايوكيمياوية وربما ذات أصول نباتية أو غيرها ،تعمل على تخفيف حدة الألم ،فالآلام هي التي تحمل المريض للذهاب الى الطبيب.
وواحدة من أكثر أنواع العلاجات الدوائية المستخدمة في كبح الآلم انتشاراً واستخداماً هي أدوية "مضادات الالتهابات اللا ـ ستيرويدية" ،ومنها الأسبرين ،البروفين ،الفولتارين، البونستان... الخ.
هناك خمسة مجاميع من الأدوية المضادة للالتهابات اللا ـ ستيرويدية ، وكل مجموعة تحتوي على عدد غير قليل من الأدوية ، تبعاً للمادة الرئيسية التي تم إنتاج الأدوية منها وتبعاً للتركيز وإضاقة مواد أخرى اليها.
وهذه الأدوية تكون على شكل حبوب ، كبسول ، أبر ، شراب ، مراهم ، تحاميل.

أدوية مضادات الالتهابات اللا ـ ستيرويدية تعمل كمسكنة للآلام وخافضة للحرارة ، ومضادة للالتهابات ولكن بجرع عالية. تقوم فكرة عمل هذه الأدوية على تثبيط عمل مادة بايوكيمياوية معقدة يطلق عليه أنزيم (سايكوأوكسي جينيز)، وهو أنزيم مسؤول عن أنتاج مواد تجعل الإنسان يشعر بالألم أو ترفع حرارته حينما تنفرز في الجسم ،هذه المواد يُطلق عليها (بروستوكلاندينات). تمتاز هذه الأدوية بخلوها من الفعل الأدماني لعدم امتلاكها الصفة المخدرة.

أن هذه الأدوية بالإضافة الى مفعولها المسكّن للآلام أو معالجة بعض الالتهابات ، فأنها تخفّض الحرارة ويستفاد منها في تسكين الصداع وآلام الدورة الشهرية. معظم هذه الأدوية يتعامل معها الكبد بالأكسدة فتنتقل الى الدورة الدموية وتطرح نواتجها مع البول.

التأثيرات الجانبية

ولمفعولها المسكّن للآلام (بالجرعات القليلة والمتوسطة)، وكذلك لمفعولها المضاد للالتهابات (بالجرعات العالية)، سبباً مباشراً بانتشار استعماله ،مما أدى الى ازدياد عدد المرضى الذين يعانون من أثارها الجانبية وخصوصاً في الجهازين الهضمي والبولي.
أن ظهور هذه التأثيرات سببها المرضى أنفسهم حيث يستعملونها باستمرار (رغم أنها تصرف من غير وصفة طبيب) ،وكذلك من كثرة مراجعاتهم للأطباء الذين لا يترددون بوصفها.
ومما لا شك فيه فأن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية تعتمد على عدة حقائق:

1.&كمية الجرع التي يتناولها المريض.
2.&الفترة الزمنية التي مرت أو تمّر على استخدام هذه الأدوية.
3.&عمر المريض وحالته الصحية العامة، وخصوصاً هل هو مصاب بأمراض أخرى أو لا.
4.&ودخل عامل أخر لم يكن بالحسبان ،الاّ وهو مصدر أنتاج الدواء ، فللأسف الشديد ظهرت منتجات لا تتوفر فيها مزايا الجودة الصناعية.
أن الشائع في استخدام هذه الأدوية هو عن طريق الفم ،وهذا يعني أننا نتوقع تأثر الجهاز الهضمي (ابتداءً من الفم وانتهاءً بالشرج) بمختلف أشكال وصنوف التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية:
1.&تحسس الغشاء المبطن للجهاز الهضمي وخصوصاً بطانة الفم.
2.&حالة المرئ الأسترجاعية(المصاب يعاني من حرقة شديدة وسط الصدر مع رغبة بالأستفراغ).
3.&سوء الهضم.
4.&تهيج بطانة المعدة.
5.&قرحة المعدة(وفي الجرعات العالية ـ ثقب بطانة المعدة).
6.&نزوفات متعددة ومختلفة في الجهاز الهضمي.

وهناك تأثيرات جانبية أخرى:ـ

1.&الحساسية الدوائية (وهذه الحساسية يمكن ان تظهر تجاه أي دواء وليس محدد بهذه الأدوية فقط).
2.&الأسبرين(وهو من الأدوية التابع الى هذه المجموعة ويستعمل بكثرة)،ولابد من توضيح الأمور التالية:
•&أنه مسيّل دم جيد ،لذا يوصف لمن يعاني(أو مرشح للمعاناة) من مشاكل التجلطات الدموية(سواء للدماغ أو القلب أو الأوعية الدموية).
•&يمنع منعاً باتاً استخدامه للأطفال والمراهقين لأقل من 16 سنة من العمر.
•&موجود على شكل حبوب (الأسبرين) أو على شكل ابر(الأسبجك).
•&مخفض للحرارة فعال.
•&جرعة 100 ملغم، معروف عنه خطأ بأنه أسبرين الأطفال! تم إيقاف استخدامها كمانع تجلط ،استبدلت بجرعة 81 , 75 ملغم.
•&الشخص الذي يروم أجراء تداخل جراحي أو قلع سن عليه التوقف عن إستخدام الأسبرين فترة يحددها الطبيب المعالج.
•&يستخدم بحذر مع باقي مميعات الدم.


هناك تأثيرات أخرى يمكن أدراجها كما يلي :ـ

أولاً ـ الأسبرين محرّم تماماً على الذين يعانون من داء الباقلاء، فهو يسبب تحلل سريع جداً في كريات الدم الحمراء مفضياً الى هبوط شديد وحاد بالهيموكلوبين(يستدعي نقل دم للمصاب)، وفي الحالات المتقدمة ترتفع نسبة البليروبين في الدم فيظهر اليرقان(أبو صفار).
ثانياً ـ الأسبرين كذلك يتسبب في الطنين (وأحياناً الطَرَش)، دوار ،وعسر الهضم أضافة الى النزوفات في الجهاز الهضمي.
ثالثاً ـ وكذلك فالأسبرين ومجموعته محرّم تماماً على الذين يعانون من الربو.
رابعاً ـ لا يجوز استخدام أدوية المفاصل للذين يعانون من تشمع الكبد ،حيث من شأن هذه الأدوية ،(وتحديداً الفولتارين) أن تسبب نزوفات في مختلف أنحاء جسم المصاب بالتشمع.
خامساً ـ كما أن هذه الأدوية ربما تؤثر على الجهاز العصبي متمثلاً في (التهاب السحايا اللاجرثومي ،الذهان ،الطنين).
سادساً ـ التأثير على الجهاز التنفسي يتمثل بحصول أزمة ضيق نفس شديد لدى الذين يعانون من الربو وحساسية الجهاز التنفسي كذلك الزوائد الأنفية، والسبب هو أن هذه الأدوية تتسبب بتقلص بالقصيبات الهوائية.
سابعاً ـ يوصى بتجنب استخدام هذه الأدوية خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل(الثلث الثالث)، وذلك من خلال :تأخر الولادة، زيادة فقدان الدم من قبل الأم بعد الولادة ،وربما تؤثر على قلب وأوعية الجنين الدموية.
ثامناً ـ الكليتان تتأثران بالتأثيرات الجانبية لهذه الأدوية حيث تقلل وصول الدم للكليتين، فمن الضروري أن تؤخذ بحذر من قبل الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وتصلب الشرايين ،ولا يُفضل استخدامها مع المدررات.
تاسعاً ـ بعض أنواع هذه الأدوية تسبب احتباس السوائل وبالتالي سيرفع الضغط ،إضافة الى أنها ستشكل خطر على الذين يعانون من عجز القلب الأحتقاني (والناتج بالدرجة الأساس من تصلب الشرايين كما هو لدى المدخنين).

البدائل:

بدائل أدوية المفاصل، رغم عدم انتشارها في بلداننا ، ألاّ أنها تأتي بنتائج جيدة خصوصاً منها المتعلقة بتسكين الآلام أو تخفيفها، علماً أن النتائج تعتمد على درجة الإصابة ووقت حدوثها وكذلك على الصحة العامة للمصاب إضافة الى توافق العلاج المستخدم في معالجة الحالة، وهذا لا يعني أن أدوية المفاصل التي تستخدم في علاج الالتهابات ليست ذي نفع ، بالعكس فعشرات الحالات الالتهابية تمت معالجتها بالأدوية الموجودة في الصيدليات، وهناك بعض الحالات الخاصة بالمفاصل يتم معالجتها بأدوية مخصصة لأمراض أخرى، كما هو الحال في أستخدام أدوية معالجة الملاريا.
وهناك مجموعة من الاجراءات ننصح المريض بها، وهي :
1.&الامتناع عن تناول الكحول ،وترك التدخين بكل أنواعه.
2.&تقليل تناول اللحوم ،وخصوصاً الحمراء ،والتوجه نحو الطعام النباتي.
3.&تقليل استخدام الدهون بكل أنواعها.
4.&تخفيف الوزن.
5.&التقليل من البقوليات الجافة.
6.&عدم الأستخدام العشوائي للأدوية.
7.&ممارسة الرياضة حتى ولو بأبسط أنواعها.
ويمكن أجمال البدائل بما يلي:
أولاً ـ التداخل الجراحي/ وحسب الحالة.
ثانياً ـ الليزر/ ويستخدم في أغلب حالات الأنزلاق.
ثالثاً ـ الوخز بالأبر ،وهي الطريقة الصينية المعروفة.
رابعاً ـ العلاج الطبيعي.

ب) مواد غذائية ننصح بتناولها ومفيدة في آلام المفاصل :
الكزبرة، الرشاد، الكراث ،البصل ،الثوم ،الشاي الأخضر،البرغل ،زيت الزيتون،الزنجبيل، الكركم، الجزر، البقدونس ،البرتقال ،العدس ،اللوز،الفراولة ،الفلفل بكل أنواعه وألوانه، الكجرات، الكمون، الباميا ،الحلبة ،الزبيب ،الكاكي، حب دوار الشمس، الكرز، اسماك السلامون والتونة والساردين.