&

تجددت أحلام الطيران بالاستعانة بطائرات تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتقصير زمن الرحلات. غير أن تلك الأحلام اصطدمت بواقع ظاهرة الاحتباس الحراري.

أشرف أبو جلالة من القاهرة: حين تم استخدام طائرة كونكورد عبر المحيط الأطلسي بسرعات تتجاوز سرعة الصوت، قدرها 1350 ميل في الساعة ( 2170 كلم في الساعة )، كان بالإمكان السفر من لندن إلى نيويورك في مدة تقل عن 4 ساعات، لكن المشكلة كانت تكمن في أن طائرات كونكورد مكلفة ومزعجة ومن النوع الذي يستهلك كميات كبيرة من الوقود، لهذا تم اتخاذ قرار برفعها من الخدمة في 2003، بعد 36 عامًا من إطلاقها.

تداعيات الاحتباس
يتساءل البعض إن كان هناك إمكانية لإعادة الاستعانة بها مرة أخرى، وهو الأمر الذي ردت عليه بي بي سي في تقرير يؤكد أن الحقيقة المحزنة بالنسبة لمحبي السرعات العالية هي أن القائمين على صناعة الطيران يهتمون أكثر بجهود الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وليس بزيادة سرعات الطائرات، خصوصًا مع انتشار المخاوف ومشاعر القلق من التداعيات الخاصة بظاهرة الاحتباس الحراري، ما يعني أن معظم الابتكارات التي يتم التوصل إليها في عالم الطيران تقتصر على مجالات رفع كفاءة المحرك والديناميكا الهوائية وتعزيز سبل راحة الركاب.

أساسيات متشابهة
قالت بي بي سي إن طائرات الركاب الحديثة عبارة عن طائرات مختلفة للغاية مقارنةً بالنماذج السابقة، رغم أن أشكالها الأساسية لا تزال متشابهة إلى حد كبير.
ونقلت بي بي سي عن ألان نيوباي، كبير المهندسين لدى شركة رولز رويس، قوله: "ستدمج محركاتنا الأكثر تطورًا التي ستصدر في 2020 ريش مصنوعة من ألياف الكربون مع حافة من التيتانيوم لمواجهة مشكلة الوزن الزائد للمحركات الأكبر في الحجم".
وأضاف نيوباي: "المحركات بدأت تكبر بالحجم للسماح بتدفق قدر أكبر من الهواء من خلالها، لكن في السرعات المنخفضة، فإنها تحسن استهلاك الوقود وتحد من الضوضاء".
وقال البروفيسور جيف جاب، زميل الجمعية الملكية للطيران: "من المؤكد أن الطائرات التي تسير دون سرعة الصوت، أي أقل من 761 ميلًا في الساعة، ستظل في الخدمة لفترة طويلة، لأن الطيران في المستقبل سيحظى بتأثير مباشر على البيئة".