تحت شعار: "بناء جسر متين وتفاعلي بين أفريقيا والعالم لتسريع إنهاء ختان الإناث بحلول عام 2030" جاءت المناسبة للاحتفال باليوم العالمي لرفض ختان الاناث،الذي صادف في السادس من الشهر الحالي،هذا العام في أطار أكبر برنامج عالمي للقضاء على الظاهرة، تحت رعاية الامم المتحدة.

وأكدت دراسة حديثة مثيرة للجدل قامت بها صحيفة "نايتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن" العلمية أن "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية" يسير وفقا لمنطق تطوري لابد من مقاومته بوسائل ثقافية أساسا وليست بيولوجية.

وأوضح الباحثون الذين أشرفوا على هذه الدراسة أن فهم الدوافع الثقافية لعملية ختان الإناث قد يساعد في تحقيق هدف الأمم المتحدة في القضاء على هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم في الموعد الذي حددته لتحقيق الهدف، وهو عام 2030.

الختان هو القاعدة

ومن خلال مقارنة عقدها الباحثون بين 47 جماعة عرقية في خمس دول أفريقية، توصلت الدراسة إلى أنه في الجماعات التي يعد فيها الختان هو القاعدة وعدمه هو الاستثناء، كانت أعداد الفتيات الناجيات أكثر حال مرور الأم بتجربة الختان.

في المقابل، في المجتمعات التي يعد الختان فيها استثناء، كان العدد الأكبر من الناجيات لأمهات لم تتعرضن للختانوذكر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 200 مليون امرأة في 30 بلدا في العالم تعانين من تداعيات عمليات الختان، ورغم العقوبات المشددة ضد المخالفين لقرارات المنع، فلازالت مجتمعات إفريقية كثيرة تمارس هذه الظاهرة بحجة التقاليد.

تشويه الأعضاء التناسلية

عرّفت منظمة الصحة العالمية ختان الإناث، أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بأنه "أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية من دون وجود سبب طبي." وينظر إلى هذه العادة حاليا في مجتمعات عديدة على أنها أحد أبرز أشكال التمييز الجنسي والعنف ضد المرأة، وأنها محاولة للتحكّم بالحياة الجنسية للمرأة، فيما تشيع النظرة في بعض المجتمعاتٌ الى هذه الظاهرة على أنها من علامات الطهارة والعفة.

ويُمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية في أكثر من 29 دولة في أفريقيا، ويمارس بأعداد أقل في آسيا وبقية مناطق الشرق الأوسط، ومنها العراق.

وتؤكد الدراسات التي تناولت هذه الظاهرة ان من بين المضاعفات الصحية المباشرة لها النزيف الحاد والالتهابات التي يمكن ان تؤدي الى وفاة الضحية، وحسب تقارير صحفية من السودان فقد توفيت خمس فتيات جراء مضاعفات بعد عملية الختان.

أما الآثار النفسية والاجتماعية على المرأة على المدى الطويل فتشمل مصاعب في الانجاب والبرودة الجنسية او فقدان الاحساس بالمتعة الجنسية الى الابد وما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية ونفسية مدمرة عليها.

هل ممارسة ظاهرة ختان الاناث موجودة في مجتمعك ؟

لماذا تستمر هذه الظاهرة رغم حملات التوعية بخاطرها وتجريمها قانونيا ؟

من المسؤول عن استمرار هذه الظاهرة وكيف يمكن التخلص منها؟

وما دور المؤسسات الدينية في مواجهة هذه الظاهرة؟

وهل القوانين والحملات التوعوية كافية للحد من ظاهرة ختان الاناث؟