أعلن مؤسس تطبيق واتس آب جان كوم استقالته من منصبه، عبر رسالة نشرها على فيسبوك بسبب رفضه محاولات فيسبوك استخدام البيانات الشخصية لمستخدمي واتس آب والتقليل من مستوى تشفير البيانات.

وقال كوم في بيان له "مر عقد من الزمن على تأسيسنا أنا وبراين لتطبيق واتس آب، وكانت تجربة رائعة، إلا أنه آن الأوان للبدء بحياة جديدة".

واشترط كوم وشريكه براين عندما باعا التطبيق لفيسبوك، الحفاظ على بيانات مستخدميه الشخصية، وضاعف من امتيازات واتس آب، عندما أضاف خاصية تشفير الرسائل عام 2016.

وكان الأمريكي براين أكتون والأوكراني جان كوم أسسا واتس آب عام 2009 قبل أن يبيعوه لفيسبوك عام 2014 بنحو 19 مليار دولار أمريكي.

وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "ديجيتال نيوز ريبورت" العام الماضي، أن تطبيق واتس آب أصبح واحداً من أكثر الوسائل انتشارا للحصول على الأخبار ومناقشتها، غير أن استخدام التطبيق للمراسلات الفورية بدا متباينا بدرجة كبيرة بين الدول.

بداية الخلاف

وبدأ الصدام الفعلي بين الطرفين عندما كشف كوم في مارس/آذار أن فيسبوك سمح لطرف ثالث بالاطلاع على رسائل المستخدمين الشخصية ومعلوماتهم.

وأثنى مارك زوكربرغ، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، في رده على كوم أنه "هو من علمه أمور التشفير وقدرته على الحد من تحكم الأنظمة المركزية بالمعلومات، وإعادة وضعها في متناول الناس، وهذه القيم ستبقى في صلب عمل واتس آب".

فيسبوك تختبر خاصية "التصويت السلبي"

فيسبوك يصنف السمات الشخصية لمستخدميه لنشر إعلانات تناسبهم

شركة واتساب تخطط لاكتساح سوق الخدمات المالية في الهند

تحميل نسخة مزيفة من تطبيق "واتساب" أكثر من مليون مرة

كليك: تطبيق واتساب يشفر الرسائل على أجهزة أندرويد

جان كوم
Getty Images
مؤسس تطبيق واتسآب جان كوم يستقبل من منصب الإدارة

ويحتاج موقع فيسبوك إلى اثبات أن استثماراته في واتس آب جزء من المكتسبات التي حققت دخلاً من دمجهما في آلتهم الإعلانية الخاصة بنجاح، "لكن مؤسسا واتس آب كانوا أكثر مقاومة، فكان الصدام الثقافي الأكبر بينهما"، بحسب دانييل آيفز، رئيس الاستراتيجية ورئيس قسم الأبحاث التقنية لشركة الأبحاث (GBH Insights).

ولم يكن انسحاب كوم أمراً عادياً بالنسبة لفيسبوك، فالدائرة الداخلية للإدارة ومجلس إدارتها، كانوا مخلصين جداً عندما هزت الفضائح عملاق وسائل التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى أن كوم هو العضو الوحيد لشركة مستحوذ عليها من قبل الفيسبوك الذي يعمل في مجلس إدارة الشركة إلى جانب المديرين التنفيذيين الآخرين في الفيسبوك، زوكربيرغ والرئيسة التنفيذية للعمليات شيرل ساندبيرغ.

وامتنع فيسبوك عن التعليق على أسباب مغادرة كوم للشركة ولكن لم يناقض ما قاله كوم على حسابه في الفيسبوك.

حيث قال كوم: "سآخذ بعض الوقت بعيداً عن التكنولوجيا للتركيز على نشاطات أخرى مثل جمع سيارات البورش النادرة التي تعمل على التبريد بالهواء، والعمل على سياراتي وممارسة لعبة الطبق الطائر في الهواء الطلق".

وكان المؤسس الآخر لواتس آب براين أكتون قد غادر الشركة في وقت سابق وانضم إلى مجموعة من المديرين التنفيذيين السابقين الذين كانوا ينتقدون موقع فيسبوك.

ووقف أكتون إلى جانب حملة "ديليت فيسبوك" أي إلغاء الفيسبوك من وسائل التواصل الاجتماعي الذي اكتسب قوة بعد الجدل الذي حصل حول خصوصية انتهاكها لبيانات المستخدمين وعبر السماح "كامبردج أناليتيكا" بالحصول على بيانات عشرات الملايين من المشتركين في فيسبوك بشكل غير مشروع.

ويعد تطبيق واتس آب الذي يستخدمه 1.5 مليار شخص شهرياً من أكبر تطبيقات المراسلات في العالم عبر الانترنت. وهو الأكثر شعبية في دول مثل الهند ومصر والبرازيل، وكذلك في أوروبا، حيث يتم استخدامه للمكالمات الهاتفية والرسائل النصية مع الأصدقاء والشركات ، فضلا عن توزيع الأخبار والدردشات الجماعية.

الحفاظ على الاستقلالية

وقال كوم وأكتون، مؤسسا واتس آب، أنهما عندما دمجتا خدمة واتس آب مع شركة فيسبوك، أكدت الأخيرة لهما، بأنها ستبقيها مستقلة ولن تطلب مشاركة بيانات مستخدميه معها إلا لأغراض الاستطلاع على عدد مستخدمي الخدمة. لكن ما حصل هو أنها استخدمت تلك البيانات لإنشاء ملف عن بيانات المستخدم التي تتشارك بها الفيسبوك مع أنظمة أساسية أخرى مثل انستغرام وماسنجر، بالإضافة إلى امكانية استخدامها في إرسال الدعايات والاعلانات للمستخدمين على هواتفهم.

وفرضت المفوضية الأوروبية، في عام 2017، غرامة قدرها 122 مليون دولار على شركة فيسبوك بسبب إدلائها ببيانات "مضللة" عندما وافق على الاستحواذ على واتس آب.

وتبرع أكتون بمبلغ 50 مليون دولار لتطبيق سيغنل" المجاني المنافس لخدمة المراسلات، من أجل تعزيز أمن وسلامة مراسلات المستخدمين، "وبناء وسيلة اتصالات الأكثر موثوقة على هذا الكوكب".