أثارت مزاعم سوء استخدام شركة "كامبريدج أناليتيكا" الإحصائية لبيانات 50 مليون شخص من مستخدمي فيسبوك جدلا بشأن كيفية تبادل البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان النائب العام في ولاية ماساتشوستس الأمريكية قد فتح تحقيقا في مزاعم حصول الشركة، التي استعانت بها حملة ترامب الانتخابية، على بيانات ملايين المستخدمين على فيسبوك.
وبحسب فيسبوك فقد جمعت الشركة معلومات وبيانات من خلال موقعها وساهمت في فوز ترامب بالانتخابات، وأنها مع شركات أخرى لم تتخلص من البيانات التي حصلت عليها، في انتهاك لسياسات فيسبوك.
وعلق موقع فيسبوك، الجمعة، عمل الشركة، وينفي فيسبوك وكامبريدج أناليتيكا ارتكاب أي مخالفات قانونية.
ويمثل توافر البيانات على فيسبوك حافزا للشركات على جمع بيانات المستخدمين وتحقيق أرباح.
ويستطيع فيسبوك، بالطبع، إنشاء ملفات تعريفية مفصّلة ومتطورة بشأن علامات الإعجاب أو عدم الإعجاب الخاصة بالمستخدمين فضلا عن طريقتهم في الحياة وتوجهاتهم السياسية.
ويبرز السؤال الأهم بشأن حجم البيانات التي يمكن تبادلها مع الآخرين، وكيف يستطيع المستخدمون إعادة السيطرة على معلوماتهم؟
هل ترغب في معرفة قدر الشبه بينك وبين نجم في هوليوود؟ أنقر هنا
نقرأ مسابقات من هذا النوع على صفحات فيسبوك، والتي تعرض إجراء اختبار للذكاء الصناعي، ومن ثم تتعرف على سماتك الشخصية أو تصمم لك صورة تخيلية لو كنت نجما مشهورا.
وزعمت شركة "كامبريدج أناليتيكا" أنها استعانت بهذا النوع من المعلومات المستخدمة في مسابقات فيسبوك بغية جمع بيانات ملايين الأشخاص.
وتجرى الكثير من هذه المسابقات بعد التأكيد على حماية بيانات المستخدم.
وتهدف هذه الألعاب والمسابقات إلى إغراء المستخدمين، لكنها في الغالب تعد واجهة لسوق جمع البيانات الجماعية، وأحد الأنشطة التي تسمح بها شروط وأحكام فيسبوك.
وتقول مؤسسة "الحدود الإلكترونية" الداعمة للخصوصية إن الطريقة التي تجمع بها هذه المسابقات البيانات تعكس "شروط فيسبوك وواجهة برمجة التطبيقات التي صممت في ذلك الوقت".
وكانت فيسبوك قد عدّلت شروطها وأحكامها للحد من المعلومات التي يمكن جمعها بواسطة طرف ثالث، والحيلولة دون الوصول لبيانات تتعلق بأصدقاء المستخدم.
ما الذي يمكن أن يفعله المستخدمون لحماية معلوماتهم؟
-سجل الدخول على صفحة فيسبوك، وانتقل إلى صفحة إعدادات التطبيق.
-إضغط على زر "تعديل" في أقسام "تطبيقات" و"مواقع إلكترونية" و"برامج ملحقة".
-ثم تعطيل.
يعني ذلك أنك لن تستطيع استخدام مواقع تابعة لطرف ثالث على فيسبوك، وتوجد طريقة تهدف إلى الحد من وصول التطبيقات إلى المعلومات الشخصية:
-ادخل على صفحة إعداد تطبيق فيسبوك.
-إضغط إلغاء على جميع الفئات التي لا تريد التطبيق أن يصل إليها، وهي تتضمن السطر التعريفي للمستخدم وتاريخ الميلاد والأسرة ووجهات النظر الدينية، وإظهار نشاطك اللحظي على الإنترنت، والمشاركات والأنشطة والاهتمامات.
كما توجد بعض النصائح الأخرى، وفقا لبول بيرنال، محاضر في تكنولوجيا المعلومات وحقوق الملكية الفكرية وقانون وسائل الإعلام بجامعة حقوق إيست أنجيليا :"لا تضغط مطلقا على خيار (إعجاب) لصفحة منتج خدمي، وإن كنت ترغب في اللعب بهذه الألعاب والمسابقات، لا تفعل ذلك عن طريق صفحة فيسبوك، بل اذهب مباشرة إلى الصفحة الإلكترونية الخاصة على الإنترنت".
ما هي الطرق الأخرى التي تحمي بياناتك على فيسبوك؟
ويعتقد بيرنال أنه توجد طريقة واحدة بالفعل تجعلك مطمئنا بأن بياناتك مازالت سرّية بالكامل وهي "العزوف عن استخدام فيسبوك".
وأضاف لبي بي سي :"إن الحافز الذي يمكن أن يجعل فيسبوك يوفر حماية للمستخدمين لن يتحقق إلا إذا عزف المستخدمون عنه. وحاليا لا يوجد حافز للتغيير".
ويبدو أن برينال ليس بمفرده الداعم لهذا الإجراء، لاسيما بعد رصد تداول هاشتاغ بعنوان "احذف فيسبوك" على موقع تويتر بعد فضيحة "كامبريدج أناليتيكا".
ويعترف بيرنال أنه ليس من المرجح أن يعزف الكثيرون عن استخدام فيسبوك، خصوصا أولئك الذي يرون فيسبوك "جزءا من البنية التحتية لحياتهم".
هل يمكنك معرفة حجم بياناتك التي يحتفظ بها طرف ما؟
بموجب قواعد حماية البيانات، يستطيع المستخدمون تقديم طلب لشركات فردية يُعرف بـ"طلب الوصول للموضوع" يهدف إلى تحديد كم المعلومات التي جمعتها جهة ما عنهم.
ويقول بيرنال :"كيف تسأل عن بياناتك في الوقت الذي لا تعرف فيه من تسأله من أجل ذلك؟".
وقد يتغير الأمر هذا الصيف مع طرح قواعد عامة لحماية البيانات في أوروبا، بغية تسهيل استعادة المستخدمين السيطرة على بياناتهم.
كم تستغرق فترة الاحتفاظ بالبيانات؟
تشير قوانين حماية البيانات في أوروبا إلى أن الشركات ينبغي لها الاحتفاظ ببيانات المستخدم فقط "طالما كان ذلك ضروريا"، لكن تفسير ذلك يخضع لمرونة كبيرة.
ويعني الأمر، في حالة فيسبوك، أن المستخدم طالما نشر شيئا ولم يحذفه، فإن مشاركته تظل منشورة على الإنترنت إلى أجل غير مسمى.
هل يمكن حذف بيانات تاريخية؟
يمكن للمستخدمين حذف حساباتهم، وهي من الناحية النظرية "تلغي" جميع المدونات المنشورة في الماضي، لكن فيسبوك تحث أولئك الراغبين في الحصول على هدنة من استخدام شبكة التواصل الاجتماعي على تعطيل نشاط حسابهم في حالة رغبتهم في العودة مرة أخرى.
لكن تذكر أن الكثير من المعلومات التي تتعلق بك ستظل موجودة على المنصة، من خلال مشاركات الأصدقاء.
التعليقات