تحقق شركة مايكروسوفت مع الشريك المؤسس لها بيل غيتس في علاقة عاطفية استمرت لعشرين سنة، وهو التحقيق الذي بدأ قبل أن يترك الملياردير المعروف مجلس إدارة الشركة العام الماضي بفترة وجيزة.

وأكدت الشركة العملاقة في قطاع التكنولوجيا أنها فتحت هذا التحقيق بسبب مخاوف ظهرت على السطح حيال سلوك غيتس.

وأضافت أنها تستعين بمكتب استشارات قانونية أثناء التحقيق في هذا الأمر وأنها توفر الدعم للموظف الذي تقدم بالشكوى.

لكن المتحدث باسم غيتس نفى وجود أي علاقة بين قرار الشريك المؤسس للشركة العملاقة بالتنحي عن منصبه في مجلس الإدارة وبين هذا التحقيق.

واحتلت الأنباء عن هذا التحقيق عناوين الأخبار بعد إعلان بيل وميلندا غيتس قرارهما بالطلاق بعد زواج استمر لحوالي 27 سنة.

وقال متحدث باسم شركة البرمجيات العملاقة مايكروسوفت إن الشركة تلقت شكوى في أواخر 2019 بشأن "سعي بيل غيتس إلى إقامة علاقة حميمة" مع إحدى العاملات بالشركة عام 2000.

وأضاف المتحدث باسم مايكروسوفت: "راجعت لجنة من الشركة تلك المخاوف، وذلك بمساعدة مكتب استشارات قانونية من أجل إجراء تحقيق موسع".

وتابع: "على مدار التحقيق، وفرت مايكروسوفت دعما مكثفا للموظف الذي أثار تلك المخاوف".

لكن هذه التحقيقات لم تتوصل بعد إلى نتائج، إذ استقال غيتس من مجلس إدارة الشركة قبل نهايتها.

وفي منشور لبيل غيتس على موقع التواصل الاجتماعي المهني لنيكدإن، قال إنه اتخذ القرار بمغادرة مجلس إدارة مايكروسوفت حتى يتمكن من قضاء وقت أطول في ممارسة الأعمال الخيرية التي يقوم بها في مؤسسة بيل وميلندا غيتس الخيرية. وجاء هذا القرار عقب انتخابه في مجلس إدارة الشركة لفترة جديدة بثلاثة أشهر فقط.

في نفس الوقت، كتب غيتس: "مع وافر الاحترام لمايكروسوفت، لا يعني التنحي عن منصبي في مجلس إدارة الشركة الابتعاد عنها تماما. وسوف تظل مايكروسوفت جزءا هاما من حياتي المهنية. وأشعر بتفاؤل أكثر من أي وقت مضى حيال التقدم الذي تحرزه الشركة وما يمكن أن تقدمه من خدمات للعالم".

مع ذلك، قال تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأحد الماضي إن مجلس إدارة مايكروسوفت رأى أن تورط بيل غيتس في علاقة عاطفية مع إحدى موظفات الشركة يُعد تصرفا غير لائق وأن عليه أن يتنحى من منصبه.

ولدى سؤاله من قبل صحفيين، اعترف المتحدث باسم غيتس بأن العلاقة العاطفية كانت موجودة بالفعل، لكن لم يكن لها أي صلة بقرار تنحي غيتس عن منصبه.

وقال المتحدث باسم الشريك المؤسس لمايكروسوفت: "كانت هناك علاقة عاطفية منذ 20 سنة بشكل ودي".

وأضاف: "قرار بيل بمغادرة مجلس الإدارة ليس له علاقة من قريب أو بعيد بهذا الأمر. وفي الحقيقة، أوضح (غيتس) أنه يريد قضاء وقت أكثر في أعماله الخيرية التي بدأها منذ عدة سنوات".

وقالت مؤسسة بيل وميلندا غيتس لبي بي سي إنها متمسكة فيما جاء في هذا البيان.

وأعلن بيل وميلندا غيتس قرار طلاقهما في وقت سابق من الشهر الجاري. وأنفق الزوجان مليارات الدولارات لصالح قضايا خيرية في أنحاء متفرقة من العالم، وتعهدا بأن يستمرا في العمل معا في مؤسستهما الخيرية بمجرد انتهاء إجراءات الطلاق.

وقالت تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية في الولايات المتحدة إن بيل وميلندا اتفقا على كل ما يتعلق بتقسيم الممتلكات والأصول التي يمتلكانها قبل إعلان قرار الانفصال.

ويحتل غيتس، 65 سنة، المرتبة الرابعة بين أثرياء العالم، وفقا لقائمة فوربس التي أشارت إلى أن ثروته الشخصية تبلغ حوالي 124 مليار دولار.

وشارك غيتس في تأسيس شركة مايكروسوفت، التي تحولت إلى أكبر شركة برمجيات على مستوى العالم، في السبعينيات من القرن العشرين واستمر في العمل بنظام الدوام الكامل في الشركة حتى عام 2008.

ويرجح أن ثروة الزوجين تتضمن عقارات تقدر بملايين الدولارات في ولايات واشنطن، وفلوريدا، ووايومنغ. ويقع مقر الإقامة الرئيسي الذي كان الزوجان يعيشان فيه في مادينا في واشنطن، ويرجح أن قيمته تقدر بحوالي 127 مليون دولار.