إيلاف من لندن: هل أنت من عشاق ريال مدريد؟ أم وقعت في حب برشلونة؟ ربما ليفربولي، أو تتعلق بفريق تشيلسي، على أي حال يمكنك الآن أن ترتدي قميص فريقك المفضل ليس في منزلك أو في مدرجات الملاعب فحسب، بل يمكنك أن تسير به في الشارع، وتذهب به للأماكن العامة، ولا تخجل من شعور الانتماء للنادي الذي ترتدي قميصه.
فقد أصبحت قمصان الأندية الكروية موضة، وزي معتاد في الأماكن العامة، والأهم من ذلك أن هناك حالة من الهوس والجنون العالمي بقمصان الأندية والمنتخبات القديمة التي تعود إلى فترات التسعينيات مثلاً.
الحنين إلى التسعينيات
تحت تأثير الحنين إلى التسعينيات من القرن الماضي، والحنين إلى الماضي بصفة عامة، واتجاهات وتوجهات المشاهير في الحاضر، أصبحت القمصان الكروية الرياضية القديمة رائجة، وارتفع الطلب على المجموعات النادرة بشكل كبير في عدد من دول العالم.
في العام الماضي، نشرت هايلي بيبر وسابرينا كاربنتر ودوا ليبا صورًا لأنفسهن وهن يرتدين قمصان كرة قدم، سواء قمصان الفريق أو التصاميم المخصصة، كما تبنت ماركات الأزياء العالمية ومن بينها أرماني ثقافة كرة القدم في مجموعاتها. وقد ظهر هذا الاتجاه عالميًا على مدار السنوات الخمس الماضية.
عندما افتُتح متجر قمصان كرة القدم العتيقة PFC Vintage في ملبورن عام 2019، يتذكر مديره بول بليك أن معظم العملاء كانوا من مشجعي كرة القدم. ويقول إن "ثقافة المهرجانات وحركة "الرجال" حولت القمصان إلى ملابس غير رسمية "مقبولة اجتماعيًا".
"إن التصميمات الرسومية لقمصان التسعينيات رائعة، كما أن الرعاية التي تقدمها الأندية مختلفة الآن. فهي ليست علامات تجارية للمراهنة.
لم تكن رخيصة أبداً
لم تكن قمصان كرة القدم رخيصة الثمن قط، ولكن الآن بعد أن أصبحت أطقم الملابس القديمة من العناصر العصرية المرغوبة، بدأ تجار التجزئة في الاستفادة من ذلك. يبيع متجر Ultra Football في سيدني أطقم الملابس الحالية لأكبر فرق العالم بحوالي 120 دولارًا.
لكن قميص لاتسيو 1974 ذي الإصدار المحدود يُباع مقابل 220 دولارًا. وإذا كنت تبحث عن قمصان ارتداها اللاعبون في المباريات، فإن متجر PFC Vintage يبيعها بأكثر من 1000 دولار، أي أنك في حال ترغب في الحصول عل قميص يحمل رقم زين الدين زيدان مع ريال مدريد، أو البلغاري ستويشكوف مع برشلونة على سبيل المثال، عليك أن تدفع 1000 دولار، مما يعني أنه بيزنس رابح إلى حد بعيد.
وتقول شركة "ميستري كيتس أستراليا" التي تتخذ من مدينة بريسبان مقرا لها ، والتي تبيع صناديق هدايا تحتوي على "قميص غامض" من أي ناد في العالم، إن مبيعاتها "ارتفعت بشكل كبير" بين عملاء الجيل Z.
ويقول المؤسس المشارك هاري جونسون: "بعد أن كان يُنظر إلى ارتداء قميص كرة قدم مع شورت وحذاء أنيق على أنه أمر غريب أو طفولي، أصبح الأمر شائعًا. وجزء من الجاذبية هو ارتداء طقم نادر من 20 أو 30 عامًا مضت لا يمتلكه أي شخص آخر".
قسم خاص لدى الأندية الكبيرة
لدى معظم الأندية التي تتمتع ببشعبية عالمية قسم "قديم" على موقعها على الإنترنت حيث يمكنك شراء نسخ طبق الأصل من الملابس التي تم إيقاف إنتاجها.
وتعتمد الفرق على مشجعي كرة القدم المشاهير لإطلاق إصدارات جديدة من الأنماط القديمة. عندما كشف مانشستر يونايتد عن قميصه لموسم 2024-2025، فعل ذلك من خلال حملة تضم الممثل الأيرلندي باري كيوغان مرتديًا بدلة رياضية للنادي، مع موسيقى رقص من التسعينيات.
وهناك أيضًا فرق تثير ضجة أكبر بسبب أزيائها أكثر من كرة القدم. فقد أطلق موقع جي كيو على فريق فينيسيا إف سي، وهو فريق كرة قدم إيطالي متوسط المستوى، لقب "أكثر أندية كرة القدم أناقة في العالم".
ويطلق النادي بشكل روتيني قمصانًا جديدة بصور أنيقة تناسب مجلات الموضة أكثر من ملاعب التدريب. كما يستفيد نادي إف سي فرساي، وهو فريق فرنسي شبه محترف من الدرجة الثالثة يمتلكه سائق الفورمولا وان بيير جاسلي بالاشتراك، من مجموعته من خلال تعاون في مجال ملابس الشارع مع كابا .
يقول بودلوبني: "يجب أن نشيد بفريقي فينيسيا وفرساي لتسويقهما لقمصانهما باعتبارها قطعاً من الأزياء. فهما يستهدفان جمهوراً أوسع نطاقاً يتجاوز مشجعي كرة القدم التقليديين، وتدرك هذه الأندية التداخل بين زي الرياضة والأزياء العادية".
انتماء للنادي والمنتخب؟ أم موضة؟
ولكن الأندية التي تعطي الأولوية للجماليات والمظهر الراقي "تخاطر بتنفير مشجعي كرة القدم (المتعصبون) الذين يقدرون القمصان باعتبارها رموزاً لفخر الفريق والانتماء له، وليس مجرد موضة"، كما يقول.
تملك مشجعة أسترالية مصابة بهوس شراء القمصان الكروية، حوالي 60 قميصًا لنادي سيدني إف سي، و40 قميصًا لألمانيا ("أقدم قميص يعود إلى عام 1994") وعدد لا يحصى من القمصان الأخرى لنادي بايرن ميونيخ الألماني، ومنتخب إنكلترا، ومنتخب أستراليا، ومنتخب أستراليا للسيدات.
وتقول: "أنا دائمًا أبحث عن قمصان نادي سيدني إف سي القديمة التي لم تكن معروضة للبيع تجاريًا على الإطلاق". لكن "قميص حلمها" كما تقول، هو قميص منتخب فرنسا في مونديال 1998 والذي يحمل صورة زيدان، وعن ذلك تقول: "أتمنى لو أموت من أجل شراء وارتداء هذا القميص".
التعليقات