إيلاف من سان فرانسيسكو: يمكن للعين أن ترى، لكن السؤال الذي يفتح باب الدهشة لا يزال قائمًا: ماذا لو أصبحت الشاشة تتيح للمسة أن تشعر بما تراه؟ لم يعد ذلك خيالًا علميًا بعد إعلان فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا عن تطوير تقنية عرض جديدة قادرة على تحويل الصور الرقمية إلى رسومات يمكن لمسها بإصبع اليد، فاتحةً المجال أمام تجربة إدراكية غير مسبوقة.
الفكرة تقوم على شاشة تضم آلاف النقاط الصغيرة. عندما تُعرض صورة أو شكل ثلاثي الأبعاد، ترتفع هذه النقاط بشكل طفيف ودقيق، فيشعر المستخدم بملمس الشكل وكأنه موجود فوق الشاشة فعلًا. وعند تحريك الصورة أو دورانها، يتحرك الإحساس معها في تجربة تفاعلية تجمع بين البصر واللمس في لحظة واحدة.
ويقول خبراء التقنية إن هذه الخطوة قد تعيد تعريف مفهوم الشاشة التقليدية. إذ لم يعد التفاعل يقتصر على النظر والضغط، بل أصبح بإمكان الأجهزة أن تقدّم مستوى جديدًا من الإدراك الرقمي. فالأطفال يمكنهم لمس أشكال الهندسة بدل تخيلها. والأشخاص ذوو الإعاقة البصرية قد يتمكنون من قراءة الخرائط والرسوم البيانية من خلال اللمس. والمصمّمون قد يتحسسون النماذج الافتراضية قبل طباعتها.
كما يمكن للترفيه أن يدخل مرحلة مختلفة. ألعاب الفيديو والواقع الافتراضي قد تصبح أكثر واقعية، حيث يشعر اللاعب بالمجسمات بدل الاكتفاء بمشاهدتها. وتطبيقات التعليم عن بعد قد تتيح تجارب محفّزة للطلاب في مجالات العلوم والفنون.
ورغم أن التقنية ما زالت في بدايتها، إلا أن الحماس كبير لإمكانية وصولها مستقبلًا إلى الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وحتى السيارات الذكية. ما يعني أن لمس العالم الرقمي لم يعد مجرد استعارة لغوية، بل حقيقة تتشكل على أطراف الأصابع.
العالم الرقمي يتجّه ليُحسّ، لا لِيُرى فقط.















التعليقات