سعيد حريري من الدوحة: عقد الفنّان اليمني أحمد فتحي مؤتمراً صحافياً خاصّاً بمشاركته في ثاني ليالي مهرجان الدوحة الغنائي السابع، ضمن الليلة اليمنيّة التي يشاركه فيها الغناء أيضاً الفنّان أبو بكر سالم، والفنّان كرامة مرسال، والفنّانة أروى.أحمد فتحي
إفتتح الفنّان أحمد فتحي المؤتمر بدفاعه عن وجود الأغنية اليمنيّة، قائلاً:quot; الأغنية اليمنية هي أساس لأغنية الجزيرة العربيّة لأنّ الاسلوب الغنائي في الجزيرة العربيّة لناحية الإيقاعات الموسيقيّة إلى اليمن، إذا إتفقنا على هذا فإنّ الأغنية اليمنيّة موجودة من خلال هذا الزخم الفنيّ، طبعاً إلاّ إذا أخذنا في عين الإعتبار الفنّانين الذين سافروا إلى خارج اليمن، وتجنّسوا في البلدان التي إنطلقوا منهاquot;.
وفي موضوع التباعد الزمنيّ بين إنتاجاته الغنائيّة قال فتحي:quot; أنا شديد الوسوسة في موضوع الإختيارات، وهذا يأخذ منّي الكثير من الوقت في عمليّة إصدار ألبوم جديد، بحيث يستغرق العمل الجديد حوالي السنتين، وأحياناً ثلاث سنوات من التحضير، أضف إلى ذلك أنّي لست من محبّي الظهور الإعلامي، وأنا مقصّر في ذلك، أقدّم مال يكفل أن أكون متواجداً، ولكنّي أقدّم فنّاً مبيناً على أسس قويّةquot;. وعن عدم إستفادته من وجوده في القاهرة لخدمة فنّه، وبالتالي إنتشار الأغنية اليمنيّة، قال الفنّان أحمد فتحي:quot; مصر بالنسبة لي بلد مهمّ جدّاً، وهو البلد الثاني الذي تعلّمنا فيه الموسيقى، وعرفنا أصولها، ولي علاقة بكبار الموسيقيين المصريين، ولكني أحببت طرق باب مصر عن طريق القنوات المشروعة، فطلب منّي أن أكون ملحّناً معتمداً هناك، فقدّمت كلّ أعمالي بطريقة قانونيّة، ووقفت في الطابور، وأخذت الإمتياز، ثمّ طلب منّي أن أعتمد كمغنّي، وأيضاً، وقفت بالطابور وحصلت على الإمتياز، والحمد لله تربطني علاقة بشعراء جيّدين في مصر أمثال محمد حمزة، وجمال بخيت، وهاني الصغير، وسمير البغدادي، ولكني إكتشفت بأنّه ليس كفاية أن تدخل إلى مصر عبر القنوات المشروعة، والأمور بحاجة إلى قدرات أخرى غير قدراتي، والحمد لله كانت لي مشاركات فنيّة مهمّة جدّاً في مصر على الساحة الثقافيةquot;.
وعن إجتماع هذا الحشد اليمني للمرّة الأولى في حفل واحد، وعمّا إذا كان صحيحاً ما روّج من شائعات عن تدخّل الفنّان أبو بكر سالم في منع أحمد فتحي من المشاركة في الحفلات الوطنية التي أقيمت مؤخّراً بمناسبة العيد الوطني اليمني في مدينة المكلاّ، قال الفنّان أحمد فتحي:quot; من المعروف بأنّ التنظيم في مهرجان الدوحة على أرقى مستوى، والميزة الأخرى في هذا المهرجان هي أسلوب الغناء الذي يتعمّد تقديمه على مسرحه، وعنوان المهرجان لهذا العام هو quot;الطرب الاصيلquot;، والطرب الأصيل البعيد عن الآلات الكهربائيّة وإيقاعات الضجيج، أضف إلى ذلك أنّه أصبح للمهرجان بعد عربيّ، وهو لا شكّ يضيف لأيّ فنّان، وهو مشكور على هذه البادرة في حشد هذا الكمّ من الفنّانين اليمنيين في ليلة مخصّصة للفنّ اليمني، أمّا بخصوص حفلات المكلاّ، فقد تلقيت دعوة من المهرجان في العيد الوطني اليمني، ولم أشارك في المهرجان غناءً، لظروف حصلت وليس لأبو بكر سالم أي علاقة بهاquot;. وعمّا إذا كانت خبرته الفنيّة لم تخوّله من إجتياز الوسواس الذي يسيطر عليه، ويؤخّره، قال أحمد: quot;الوسواس مهمّ، ولكن شرط أن يقابله الإلحاح الداخلي على تقديم الأفضلquot;.
وعن رؤيته للطريقة التي يجب أن تأخذ بها الأغنية اليمنيّة حقّها، قال أحمد:quot; لدينا في الداخل اليمني موهوبين كثر، ولكن ليس هناك ساحة إعلاميّة، والموهوب إذا تجنّس في دولة أخرى يريد أن ينطلق منها تحلّ مشكلته، ولكنّه بالنتيجة يذهب إلى خارج اليمن، ولا يعود يمنياًquot;.
وعن علاقته بالدوحة قال فتحي:quot; أعتبر العاصمة القطرية وجه السعد عليّ، ففي العام 1981 قدّمت أوّل شريط لي من إنتاج شركة متواضعة، وخلال شهور فقط أتتني عروض مهمّة من أهمّ الشركات السعودية، كالنظائر وغيرها، وانا أتفاءل كثيراً بالدوحة لأنّها كانت الإنطلاقة الأولى، وكانت أغاني quot;ليلتيquot;، وquot;إن يحرمونهquot;، وظبي اليمنquot;. وعن علاقته بشركة روتانا للمرئيات والصوتيات، علماً أنّه أحد الفنّانين المتعاقدين مع الشركة، قال فتحي:quot; روتانا هي الآن أكبر شركة في الشرق الأوسط، وينضمّ إليها 123 فنّاناً، وكانت هناك بعض الخلافات مع بعض القيادات في روتانا حول شؤون وشجون الألبومات، وحصلت مشاكل حول المساحة الإعلانية مثلاً، ودائماً كنت أجد المتنفّس في سموّ الأمير الوليد بن طلال وكلّنا نحاول من خلال تجاوز أيّ خلافات مع القيادات الصغيرة، قضيت في روتانا حوالي السبع سنوات، تعرّضت فيها لبعض المشاكل، ولكن الحمد لله أصبح لدينا اليوم قناة خاصّة هي روتانا خليجيّة، بعد ان عانينا قليلاً من المشرفين على تلفزيون روتانا في بيروت، حيث كان بعضهم يعطي الأولوية لعرض كليبات فنّاني لبنان، ولكن كما قلت كان سمو الأمير مزيل كلّ العقبات، وخصوصاً إذا شكى له الفنّان مشكلته شخصياًquot;.
وعمّا إذا كان يعتبر نفسه بالدرجة الأولى ملحّناً أم مغنّياً قال فتحي:quot; الملحّن يجب ان يتمتّع بالموهبة قبل أن يكون لديه تحصيل أو تعليم، وأكبر دليل على هذا الكلام هو حسين المحضار الذي شكّل قاعدة جماهيريّة كبيرة، وكانت كل ألحانه ناجحة، وهو لم يدرس الموسيقى، والتلحين بالنسبة لي موهبة، والغناء حرفتي وموهبتيquot;.لقاء احمد فتحي وكرامة مرسال
وفي سؤال لإيلاف عمّا إذا كان يشجّع فكرة غناء الخليجيين للهجات أخرى كالمصرية واللبنانيّة، قال فتحي:quot; من حقّ الفنّان أن يطرق أبواباً كثيرة، ولكن المهمّ أن تكون لديه القدرة على آداء ما هو مطلوب منه، القضيّة ليست كبيرة، وإذا شعر الفنّان بأنّ هذه الطريق ستضيف إليه فليس هناك مانع من التجربة، علماً أنّه للهجة الخليجيّة إنتشار كبير في دول العالم العربيّ، والدليل على هذا هو أغنية quot;يا طيّب القلبquot; للفنّان عبد المجيد عبد الله التي حقّقت نجاحاً وإنتشاراً كبيرينquot;.
وفي سؤال آخر لإيلاف عن رأيه بالجرأة في إختيار الكلمات التي بات يعتمدها بعض مطربو الخليج، ونعطي على ذلك على سبيل المثال لا الحصر quot;عين فراش عين لحافquot; لشمس الكويتية، وquot;غبي وأغبى غبيquot;، quot;وعمرك ما رضيتquot; لأحلام، مع الإحترام الكامل للفنّانتين على إختياراتهما التي تشكّل في نظرهما تطوير للأغنية الخليجيّة، قال فتحي:quot; الأغنية من وجهة نظري يجب أن ترتقي بذوق المستمع، من خلال كلماتها، وألحانها، وإيقاعاتها، وانا لا أشجّع كثيراً إستخدام مثل هذه العبارات الشعبيّة في الأغانيquot;.quot;إيلافquot; مع أحمد فتحي
وعن رأيه في الفيديو كليب ومدى خدمته للأغنية قال فتحي:quot; الصورة باتت مهمّة جدّاً لإيصال الأغنية، علماً أنّه هناك كليبات لا تليق بالنصّ، ولا باللحن، إضافةً إلى الكليبات التي تضمّ حشداً لا معنى له من النساءquot;.
وعن تجربة إبنته بلقيس في غناء موّال إحدى أغنياته، قال فتحي:quot; بلقيس صوتها جميل جدّاً، وقد طلبت منّي أن تغنّي موّالاً في إحدى أغنياتي، فوافقت، وقد أجمع كلّ من سمعها على جودة صوتها، وبكلّ تواضع ليس هناك مثل صوتها في الجزيرة العربيّة، وأنا أشجّعها على إكمال الطريق إذا أحبّت ذلك لأنّ صوتها غير عادي، وأرجو من الله أن تحبّ هذا الطريقquot;.
وعن إستعداده لتشجيع إبنته على خوض غمار الفنّ في الوقت الذي يرفض فيه غالبية المطربين ان يدخل أبناءهم هذا المجال، قال فتحي:quot; ربّما لأني عانيت كثيراً في بداياتي من رفض عائلتي لدخولي معترك الفنّ، لدرجة أنّي تمرّدت ورفقضت، وربّي أنقذني وحصلت على منحة موسيقيّة وسافرت إلى القاهرة، وربّما لأني عانيت من هذا الأمر انا اليوم على أكمل إستعداد لمساعدة بلقيس التي قال عن صوتها محمّد عبده كلاماً عجيباً! فهي تغنّي بشكل رائع لكبار العمالقة كأمّ كلثوم، وأسمهان، وللحقيقة عندما تغنّي لأسمهان تشعر كأنّ أسمهان ولدت من جديدquot;.مصافحة بين فتحي ومرسال في ممرّ
وكان من الملاحظ قبل بداية المؤتمر إلتقاء الفنّانين كرامة مرسال وأحمد فتحي في ممرّ قاعة المؤتمرات، فصافحا بعضهما البعض، ووقفا أمام عدسات الكاميرات لإلتقاط الصور التذكاريةquot;.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات