|
دومينيك حوراني |
محمود الخطيب من عمان: بعد ان استغفلت ساحة الغناء، اجساد لا علاقة لها بعالم الاغنية، واصبح quot;اللوكquot; هو المتحكم في نسبة رواج الاغنية وانتشارها وترديدها على الالسن، بحيث اصبح الكم الكبير من quot;موديلاتquot; الكليب هن السبب الرئيسي وراء رواج اي عمل فني، بعيدا عن مثلث نجاح اي اغنية quot;الكلمات واللحن والصوتquot;، ووجدان صانعي هذا المثلث واحاسيسهم الصادقة المنبعثه من تجاربهم الشخصية، اصبحت الاغنية حاليا مرتكزة في مضمونها على الهزل، ومصطلح الأفيه الجاهز الذي يستسهل الناس حفظه وتداوله، بحيث اصبح القائمون على صناعة الاغنية هم المتحكمون بالسوق، وفق مصطلح quot;انفق هزلا واكسب مالاquot; بأقصر الطرق، كيف لا، والجمهور بات يتقبل اي شيء، وكل شيء، كأنه مخدر الفؤاد ومسير العقل، ولا يرفض اي اسفاف، بل يتقبله ويجري نحوه.
|
نانسي عجرم |
أذكر.. عندما ظهرت نانسي عجرم قبل سنوات قليلة، في كليبها quot;الجريء أنذاكquot; اخاصمك آه، قامت الدنيا ولم يجدي نقاد الاغنية اي تبرير لذلك الاسفاف والعري، وناصب نواب بعض الدول العربية العداء لبنت عجرم، التي دخلت باغنيتها quot;قهوة للرجالquot; بثوب قصير واكمام عارية، ولكن نانسي بصوتها الجميل اغلقت هذا الملف الذي ذاع صيتها بعده، لتؤكد quot;حسن نيتهاquot; عندما ادخلت مفهوما جديدا لتصوير الفيديو كليب مع المخرجة اللبنانية نادين لبكي.
ولم يكن ذلك سوى اشارة لباقي quot;النجماتquot;، فلم يكد الجمهور يستفيق من ذهوله وهو يرى اغنية لاليسا ظهرت بها quot;بشرشف فقطquot;، حتى ألفت اذن المستمع quot;آهات هيفاء وهبيquot; وquot;مناجات دومنيك حوراني لعتريسquot;، بحيث اصبحت الاغنية هذه الايام فقط quot;للنظرquot;.
|
هيفاء وهبي |
ويبدو ان الغيرة الفنية مما يجري، التي كمنت وقيدت لفترة طالت عن الاربع سنوات في لبنان، غافلت عاصمة الفن العربي وهوليوود الشرق القاهرة، حتى استوطن الاسفاف الاغنيات المصرية الجديدة، والتي يقودها ثله من quot;التافهين الجددquot;، بحيث صارت اغاني الزمن الجميل لام كلثوم وعبد الحليم وفريد الاطرش واسمهان وليلى مراد وغيرهم، غريبة عن الاذن ولا تستساغ، اذ عمد منتجو الافلام التي اطلق عليها quot;موجة افلام الشبابquot; الى اقحام الاغنية التي تصمم على مقاس الغريزة، في اجواء هذه الافلام، غير عابئين بالنتيجة التي من الممكن ان يثيرها ذلك، فهل اغنيات كـ quot;اركب الحنطور واتحنطرquot; او quot;انا بحبك يا حمارquot; وغيرها، تساهم في رفعة الفن وتقدمه، واذا كان سعد الصغير قائد هذه الموجة من اغنيات quot;التوتو نيquot; سعيد بما يحققه من انتشار، ما رأي الشارع المصري وفنانوه ونقاده ومنتجوه وصناع افلامه، من موجات التحرش الجنسي التي شهدتها الشوارع المصرية، وكتب عنها الاعلام طويلا، بعد مشاهدة quot;الشباب المكبوتquot; لاغنية quot;العنب العنبquot; التي ذاعت بفضل جرأة سعد الصغير والراقصة دينا.
|
إليسا |
هذا الانتشار لهكذا اغاني، سيساهم في تسميم الذوق العام، وسيصل بفض اغفاله وسهوله انتشاره الى كل البقع التي من الممكن ان تسبب مزيدا من الاسفاف الفني، فلا بد من حد لوقفه، بدلا من الزهو باستضافة هذا الهزلي او ذلك، او التفاخر بأن اجهزتنا الخلوية، عندما يأتينا عبرها اتصال.. تنهق بأغنية quot;انا بحبك ياحمارquot;.
[email protected]
التعليقات