علي عبد الأمير: في سنواته الممتدة من العام 2003 حتى دورته للعام الحالي يؤكد quot;مهرجان دبي لموسيقى الجازquot; موقعه كاسم بارز في مهرجانات الموسيقى المعاصرة وتحديدا في شكل موسيقى الجاز التي بدأت تنفتح بقوة على موسيقى الشعوب ، بل هي اليوم جسر للتواصل الانساني والثقافي لما فيها من قدرة على تقبل اشكال موسيقية عدة ضمن روح الابتكار النغمي واللحني.
وفي دبي ،المنطقة التي تتشكل عبر روح التغيير المتواصلة فضلا عن تعددها الثقافي ،جاءت الموسيقى كصلة مشتركة بين جميع الثقافات .واستنادا الى بحوث مستفيضه أجريت على مدى عامين ، فقد تحول مهرجان دبي الدولي لموسيقى الجاز الى عرض سنوي من الطراز العالمي يجذب الكثير من الموسيقيين وفق اشكال عدة من موسيقى الجاز مثل البلوز ، فونك ، سوينغ ، روك ، الجاز المعاصر وموسيقى الالحان المتداخلةquot;فيوزينquot;.
في دورة هذا العام(21 شباط فبراير- 1 اذار مارس) حضرت الموسيقى العراقية في مهرجان دبي لموسيقى الجاز عبر عازف القانون والمؤلف الموسيقي فرات قدوري الى جانب اسماء كبيرة في عالم الموسيقى المعاصرة فثمة المغني والملحن روبن غيب احد اعمدة الفريق الغنائي الاشهر عالميا في الربع الاخير من القرن العشرين :quot;بيجييزquot; فضلا عن دافيد غراي ، جانينا، بوني جيمس،بن غرنفيلت، الين خاتشودوريان،كلارا اوليغ وغيرهم .
واذا عرفنا ان فرات قدوري عزف الحانه وقدم موسيقاه في مكان سبق ان عزفت فيه اسماء شهيرة في الموسيقى المعاصرة مثل الفريق quot;اليكتريك لايت اوركستراquot; وquot;اريث ،ويند ،أند فايرquot;،quot;اوزابيزاquot;والمغنية تانيا ماريا وغيرها من الاسماء الشهيرة في موسيقى الجاز وquot;الريذم والبلوزquot; لعرفنا اي معنى تكريمي واعتباري لحضور الانغام العراقية في هذا المحفل الموسيقي البارز.
وموسقى فرات قدوري شهدت انتقالات بارزة فهو لم يتوقف عند حدود العزف والتأليف لالة القانون وحسب بل ادخل الالة في اجواء موسيقى الاندماج quot;فيوزينquot; مع انغام والحان من ثقافات عدة مستفيدا من وجوده فترات طويلة في الاردن وبلجيكا والمانيا وعمله في تشكيل فرق جماعية عدة من بينها فرقة quot; سدارةquot; في اشارة الى القبعة التي كان يستخدمها فئة quot; الافنديةquot; وهي النخبة المتعلمة والمثقفة العراقية في النصف الاول من القرن العشرين.
موسيقى فرات قدوري تنطلق من الة القانون بمركزها الراسخ كمولدة للانغام الشرقية الاصيلة الى افاق تعبيرية عبر التاليف الموسيقي الذي برع فيه صاحب اسطوانةquot; قانون ما بين النهرينquot; ليس للالة وحسب بل فرق تبدأ من التخت الشرقي ولا تتوقف عند فرق موسيقى الجاز التي تتميز بحرية في العزف والتاليف مما يتيح اتصالا حرا بين انغام من ثقافات اجتماعية عدة ، فلا تنافر في اعماله بين القانون والبيانو ولا بين الجوزة ( الالة المحورية في موسيقى المقام العراقي) والغيتار مثلما هو التناغم الكلي بين الناي والساكسفون.
وفرات هو ابن الباحث في علم موسيقى الشعوب والملحن والعازف على التشيللو واحد اعمدة الموسيقى العراقية المعاصرة ، الفنان حسين قدوري ، ومن ارث عائلتة استمد الكثير من المعارف الموسيقية وتحديدا فنون العزف على الة القانون وكان بدأ دراسة الموسيقى العام 1976 في quot;مدرسة الموسيقى والباليهquot; ببغداد.
وساهمت اقامته في اوروبا (لفترة من الوقت في بلجيكا والآن في المانيا )في ان يكون سفيرا لالة القانون وفق روحية عراقية منفتح على الانغام العالمية المعاصرة،وهو ما مكنه من المشاركة في عدد من المهرجانات الموسيقية مثل quot; مهرجان موتسارتquot; ، quot;مهرجان صوت المرأهquot; ،quot;مهرجان سنغافورة للفنونquot; الى جانب العديد من مهرجانات موسيقى الجاز المهرجانات في أوروبا وأميركا اللاتينية.
- آخر تحديث :
التعليقات